الأرشيف

لأول مرة منذ 70 ألف عام.. شاهد مرور مذنب بالقرب من الأرض

:

كتبت حنان عز الدين

يشهد العالم حدثا فلكيا من أهم الأحداث الفلكية على مر التاريخ حيث يمر المذنب ليونارد (comet Leonard) المكتشف حديثًا بالقرب من الأرض هذا الشهر، وذلك لأول مرة منذ 70000 عام.

و أكد علماء الفلك أنه اعتبارًا من 14 ديسمبر القادم سيكون المذنب مرئيًا بالعين المجردة في سماء الليل ولعدة أيام ، وسيظهر بالقرب من كوكب الزهرة، وسوف يلاحظ المشاهدون المذنب بين الأفق وكوكب الزهرة بعد غروب الشمس مباشرة في 17 ديسمبر، وفي الساعات الأولى من يوم 18 ديسمبر، سيكون مذنب ليونارد على بعد 2.6 مليون ميل من كوكب الزهرة.

وأفاد العلماء أنه تم اكتشاف مذنب ليونارد لأول مرة في (3 يناير / كانون ثاني 2021) في مرصد جبل ليمون في ولاية أريزونا الأمريكية، عن طريق جريج ليونارد، كبير الباحثين في جامعة أريزونا، وسمي المذنب نسبة إليه، وخلال أيام من الآن يمكن بالعين المجردة مشاهدة المذنب في أقرب نقطة له من الأرض، في حدث تاريخي يحدث مرة واحدة في العمر.

واكد علماء الفلك على الرغم من أن المذنب اكتشف مؤخرًا ، إلا أنه يدور في الفضاء منذ فترة طويلة، لكن بسبب طول مساره فهو لا يمر بالقرب من نظامنا الشمسي إلا نادرا، في الواقع، لم يمر المذنب بالقرب من الأرض منذ أكثر من 70000 عام، وبعد مروره بالقرب من الشمس سيخرج من من نظامنا الشمسي، ولن يُرى من الأرض مرة أخرى، وهذا ما يجعل مراقبة هذا المذنب أكثر إثارة.

و تخبئ الأحداث الفلكية أفضل ما لديها لنهاية عام 2021، فبعد كسوف الشمس الكلي الذي مر على انتاركتيكا بداية ديسمبر الجاري فالمذنبات لا يمكن التنبؤ بها ويمكنها في كثير من الأحيان تغيير مسارها، ومع ذلك، إذا استمر مذنب ليونارد في مساره، فيظهر في سماء الأرض ساطعا بمقدار واحد إلى أربعة أضعاف سطوع النجوم العادية.

كان المذنب منذ اكتشافه يقترب من كل من الشمس والأرض ولكنه كان جسمًا خافتًا للغاية، وتظل معظم المذنبات باهتة جدًا بحيث يتعذر على التلسكوبات الهواة التقاطها، ولكن لفترة وجيزة في ديسمبر، من المقرر أن يضيء المذنب ليونارد سماء الليل.

يمكن لأي شخص على كوكب الأرض (باستثناء القارة القطبية الجنوبية) مشاهدة المذنب الآن وحتى 13 ديسمبر، يمكن ملاحظة المذنب في سماء الصباح باستخدام منظار أو تلسكوب، وفي 12 ديسمبر / كانون الأول، سيكون المذنب على بُعد (35 مليون كيلومتر) من الأرض، وهي أقرب نقطة يمر بها إلى الأرض، فإذا كنت قادرًا على الابتعاد عن التلوث الضوئي، فستتاح لك فرصة أفضل لرؤيته.

للمذنب ذيل أخضر لأن صخره الجليدي يسخن كلما اقترب من الشمس، فينبعث منه أولاً غبار أزرق ، ثم أصفر أو أبيض وأخيراً أخضر، وعندما يتحول هذا اللون الأزرق المخضر، فهذا يعني أن المذنب دافئ، ويحتوي على الكثير من السيانيد والكربون ثنائي الذرة وإمكانية تفككه في أعلى مستوياته.