هوس الفيلر دكاكين الموت ومافيا الحقن المسمومة

كتب رحمة أبو العزم

انتشرت في الأونة الأخيرة وبكثرة، هوس كثير من السيدات وبعض الرجال أيضا لاستخدام وسائل التجميل، مثل «البوتكس أو الفيلر أو البلازما أو حقن لعلاج السمنة وغيرهما»، فتنندرج كل هذه الأعمال في عيادات التجميل، فلا شك أن كل فتاة أو سيدة في العالم  تتمني أن تكون ممشوقة القوام، جميلة المنظر، مثيرة المشهد.

وأصبحت هذه الحقن التجميلية هي الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، لما تتمتع به هذه الحقن من القدرة السريعة على إخفاء التجاعيد، وتمليس سطح الجلد والملامح، وإعطاء الوجه نضارة وشباباً، محاربة بها كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثيرات مع تقدم العمر. 

لذلك استغل كثير من العيادات التجميليلة، هذة النقاط للاستيلاء علي أموال هذة السيدات وإيهامهن بأن ملامحهن تتغير، بل يصيرن “في شيخوختهن” أكثر شبابًا وحيوية وجمالا مقارنة بأيام الصبا والشباب، دون مراعاة أن هذه الحقن من الممكن أن تؤدي لأمراض سرطانية وتشوهات في شكل الجلد.   

مصر الأولي في عمليات التجميل

وفق آخر تقرير الجمعية الدولية للجراحة التجميلية السنوي حول عمليات التجميل في العالم، هناك زيادة بنسبة 9% في حجم جراحات التجميل، وحلت مصر في المرتبة الأولى عربيا والـ14 عالميًا حسب التقرير السنوي لأكثر الدول التي تجري فيها عمليات التجميل حول العالم، بأكثر من 376 ألف عملية تجميل، بعدما كانت تحتل المرتبة التاسعة عشرة عالميا في عام 2015، وذكر التقرير أنه يوجد في مصر 400 جراح تجميل بنسبة 1% من جراحي التجميل في العالم، وتعد مصر جزءًا أصيلا من تاريخ عمليات التجميل؛ فهي ثاني الدول التي عرفت هذا النوع من الإجراءات الطبية في التاريخ، وفقا لما ورد في البرديات والمخطوطات الأثرية.

مراكز مشبوهة

مراكز غير مرخصة يديرها أشخاص مجهولين الهوية خريجين “زراعة وآداب ومعهد نظم ومعلومات” كل هؤلاء تحت مسمي أطباء، والضحايا المرضي، فعند  حقن الفيلر”و”البوتكس”، يؤدي للتورم وارتخاء العضلات، وأيضا حقن ميزوسيربي للنظارة يسبب بقع سوداء وعلامات إحتراق، داخل المراكز وهمية.

بيزنيس الموت:

تتراوح أسعار حقن البوتكس من 1800 إلي 2500 جنيه، وذلك في الجلستين فقط، أما «حقن الفيلر» فقد تتراوح تكلفته من 3000 إلى 3500 جنيه في الجلستين فقط، أما بالنسبة لحقن علاج السمنة فقد يصل الكورس “6 جلسات” إلي 1000 جنيه، أما حقن «الميزوثيرابي» فقد تتراوح ما بين 2000 إلي 3000 جنية وذلك لعدد “6 جلسات”.

البوتكس والفيلر واضرارهم

قالت الدكتورة «أمل محمود» أخصائية الجلدية والتجميل،إن أنواع البوتكس والفيلر متعددة منها أنواع مصرح باستعمالها من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA ” ويتم استخدامها لمدة 6 أشهر وأنواع مجهولة المصدر، ويتم استخدامها لمدة سنة وتستخدمها بعض مراكز التجميل وتصفيف الشعر بعد إقناع السيدات بأن نتائجها مذهلة رغم انخفاض سعرها”.

وأشارت أخصائية الجلدية والتجميل إلى أن الأنواع مجهولة المصدر وقليلة الثمن من البوتكس والفيلر تسبب مخاطر وأضرار على بشرة مستخدميها مثل الالتهابات الجلدية وتشوهات الجلد وتصل أحيانا إلى أحداث تليف فى الأنسجة الجلدية للوجه.”

وأكدت “محمود” على أن “البوتكس يناسب من تخطى عمرهم نهاية الثلاثينات، أما الفيلر كما يطلق عليه فيستخدم فى الأماكن الغائرة التى تحتاج الى ملء،مثل جانبى الأنف او لتكبير الخدود او تكبير الشفاه والمنطقة التى توجد تحت العين، وهو آمن أيضا، ولكن أذا تم الحقن عن طريق طبيب ذو خبرة، حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة “

أما بالنسبة للآثار الجانبية التي قد تترتب بعد حقن البوتوكس فتؤكد  خبيرة التجميل أنه قد يحصل انتفاخ في مكان الحقن وهي آثار جانبية مؤقتة تزول بعد فترة بسيطة وتمتد في بعض الأحيان إلى ساعات عند حقن عضل أو وريد، أما بالنسبة للتأثيرات الجانبية طويلة الأمد فتكاد تكون نادرة وتحصل عندما يساء استخدام البوتوكس، كأن يحقن في مكان خاطئ فيخفف من حركة العضلة في المكان الذي تم حقنه، وقد تحدث أيضاً زرقة في مكان حقن الإبرة تبقى لمدة أسبوع بعدها يزول، وهذا يحدث مع أي نوع من أنواع الحقن، وقد لا تكون هناك أعراض في حال توفر الخبرة لدى الطبيب»

دكاكين الموت

تعرض “الصباح نيوز” تجارب بعض ضحايا “دكاكين التجميل”:

نيرمين محمد 42 عاما  قالت “في العام الماضي ذهبت لحقن “فلير” الشفايف، بسعر 1500 جنيه للجلسة، وبعد عدة أسابيع تغير لون شفتي وانتفخت، وبعد الفحص الطبي تبين أن الحقنة كانت فاسدة، كما تم حقن الشفايف بكمية كبيرة، أدت لتشوه مظهرها، وانتفخ وجهي لفترة طويلة”

 أما سوسن محمود 29 عاما، قالت: ” سمعت عن حقن النظارة والميزو والكولاجين للوجه والماسك الذهبي، وعلمت بعروض أحد المراكز عنها بسعر رخيص، والحقنة لاتتعدى ألف جنيه، رغم أن سعرها في بعض المراكز تتعدى ألفي جنيه، ووافقت على تجربة الحقنة، وبعد مرور شهر على حقني بدأت البقع السوداء وعلامات إحتراق تظهر في وجهي، ومنذ تلك الفترة اخضع لعلاج لدى طبيب تجميل، حيث أكد لى ان الحقنه مغشوشة وليست أصلية”.

التهابات حقن الميزوثيرابي:

قالت دكتورة الجلدية والتجميل،إن حقن الميزوثيرابي تستخدم في طب التجميل، وبرامج التخسيس وإذابة الدهون وعلاج السيلوليت وتساقط الشعر وبرامج نظارة وشد البشرة، ويكون هذا الحقن سطحي وبإبر رفيعة لعمق عدة مليمترات من سطح الجلد وذلك بمناطق فروة الرأس والوجه وعميق بأكثر من سنتمتر واحد لمناطق الدهون في الجسم”

مؤكدة علي “أن هذه الإبر أو حالها كحال أي مادة أو علاج إذا تم استعمالها في غير مكانها الصحيح ولغير الأشخاص الذين يحتاجون إليها من قبل أشخاص غير مؤهلين لحقن هذه المواد قد تنتج بعض الأعراض العكسية، فهذه المواد كلها تدخل الجسم عن طريق الإبر، فلذلك إذا كانت هذه الإبر غير معقمة فقد تكون مصدر عدوى لكثير من الالتهابات”.

التحذيرات الدولية من غش البوتكس والفيلر:

“هيئة الأغذية والدواء” الأمريكية حذرت من توافر نوعية من”البوتكس”المغشوش فى الأسواق الأمريكي، وطالبت أكثر من 350 عيادة تجميل بتوخى الحذر فى المصادر التى يحصلون من خلالها على هذه المادة، وأوضافت الهيئة أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من “البوتكس”المغشوش والملوث وغير الآمن للاستخدام الآدمى بسبب إما تخزينها بشكل خاطئ أو تعمد الكسب السريع من قبل بعض التجار معرضة حياة الكثير من المرضى للخطر.

وحذر أطباء التجميل، دوليا، من الفيلر المغشوش، ويحول المنطقة المحقونة به لسوداء اللون، بالإضافة لمعاناة السيدات من الانتفاخ والقساوة حجرية، وبعد أشهر من حقن المادة تتحرك المادة لتنتشر من منطقة الحقن إلى مناطق مجاورة، وتفشل محاولة الأطباء لحل هذه المشكلة، بسبب اندماج المادة مع أنسجة الجسم فيصعب خروج المادة، وتصبح صلبة مع تشويه بشكل يشبه الجلد المحروق فوقها وربما تسبب التهابات، وتعرجات وتشويه في شكل الوجه.

نصائح للوقاية

وجه الدكتور عبدالمنعم إبراهيم، أخصائي الجلدية، بعض النصائح “يجب علي كل شخص أن يتوخى الحذر فى اختيار الجراح المتخصص فى ذلك المجال، وعدم اللجوء إلى الأماكن غير المرخصة من الجهات الصحية، وفي المقابل يجب على الأطباء والعيادات التجميلية اختيار الحقن المتعارف عليها عالمياً وعدم اختيار المنتج بناء على السعر فقط، حيث معظم الحقن الحالية لا تتطلب اختبار حساسية إلا في حالة حقن الكولاجين التي قل استعمالها حالياً مع توافر حقن حمض الهيالورنيك التي تعد آمنة”.

وأيضا يجب “الوقاية من التعرض المباشر لأشعة الشمس بالأخص في ساعات الذروة من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثالثة ظهراً مع استعمال كريمات الوقاية من أشعة الشمس قبل التعرض لها، واتباع نمط صحي غذائي ورياضي باستمرار، وعدم الالتفات إلى الدعايات المضللة والمغرية، وإن كانت أسعارها رخيصة.”