عراقة الماضي بتكنولوجيا المستقبل.. «المتحف الكبير» أكبر متحف آثار في العالم
تاريخ جديد تصنعه مصر، مستنده على ماضيها لرسم مستقبل مشرق لا يقبل إلا الريادة وفي المتحف المصري الكبير الذي يقع على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة بالقرب من أهرام الجيزة تعتمد تكنولوجيا الحاضر على حضارة الماضي لبناء أكبر متحف في العالم للآثار، ليستوعب 5 ملايين زائر سنويا، بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم. وقد أطلقت مصر حملة لتمويل المشروع الذي تقدر تكلفته بحوالي 550 مليون دولار، تساهم فيها اليابان بقيمة 300 مليون دولار قرض ميسر، لكن أول محاولة لجمع المال اللازم لبناء هذا الصرح العملاق، تمثلت في المعرض الجديد للآثار المصرية في متحف الفنون في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت شعار «توت عنخ أمون والعصر الذهبي الفرعوني». ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، مما سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة في مصر.
حاصل على 3 شهادات أيزو
اختير موقع إنشاء المتحف بالقرب من أهرام الجيزة، ليقام على مساحة 117 فدان. وفازت شركة هينجان بنغ بمسابقة التصميم المعماري للمتحف. فيما فازت شركة أتيليه بروكنر بتنفيذ العرض المتحفي للمتحف. أما الأعمال الإنشائية ففاز بها تحالف شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة مع شركة بيسكس.
أما عن التصميم، يذكر موقع خريطة مشروعات مصر أنه نظراً لوقوع المتحف أمام أهرام الجيزة، تم تصميم الواجهة على شكل مثلثات كل مدى تنقسم إلى مثلثات أصغر في إطار رمزي للأهرام، وذلك طبقا لنظرية رياضية لعالم بولندي تتحدث عن التقسيم اللانهائي لشكل المثلث.
تبلغ تكلفته 550 مليون دولار
وتقع مباني المتحف على مساحة 100 ألف متر مربع، من ضمنها 45 ألف متر للعرض المتحفي، وتشمل المساحة المتبقية مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركزاً للمؤتمرات، ومركز أبحاث، ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا، ومواقف انتظار السيارات.
يضم 100 ألف قطعة أثرية
ومن أبرز ملامح المتحف، الدرج العظيم أو البهو الرئيسي هو أول مستقبل لزوار المتحف، يشتمل الدرج على تمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثالي الملك سنوسرت المعروض بحديقة متحف التحرير، ورأس بسماتيك الأول، وتماثيل أخرى. والممشى السياحي الذي من المخطط أن يتم تخصيص المنطقة الواقعة بين المتحف والأهرام، لتكون ممشى سياحي، وذلك عن طريق إزالة نادى الرماية وكل الأماكن التى تعيق الممشى، وكذلك إنشاء كوبري علوي فوق طريق الفيوم، وهي أعمال سيتم تنفيذها خلال المرحلة الأخيرة من إنشاء المتحف. وسوف يستخدم الممشى لنقل السائحين من زائري المتحف إلى منطقة الأهرام إما عن طريق سيارات «الطفطف» أو مترجلين.
ومن المخطط إنشاء 20 محل تجاري و 8 مطاعم في المنطقة الاستثمارية داخل حرم المتحف، بالإضافة إلى فندق يسع 30 غرفة يقع بعيداً عن الجزء المتحفي المغطى وعن الآثار.
يقام على مساحة 117 فدان
وتقدر تكلفة بناء المتحف بمبلغ 550 مليون مليون دولار منها 100 مليون تمويل ذاتي من وزارة الآثار المصرية، والباقي بواقع 300 مليون دولار قرض مُيسر من منظمة (الجايكا) اليابانية، بالإضافة إلى 150 مليون دولار من التبرعات والمُساهمات المحلية والدولية. ويقام المشروع على ثلاث مراحل رئيسية، من المتوقع أن تنتهي بحلول عام 2022.
،، «درج عظيم» و«ممشى سياحي».. أبرز ملامح المتحف
يبنى المتحف على عدة مراحل أبرزها ما تم في عام 2016 بنقل آثار الأقصر في مارس 2016 تم إنهاء الاستعداد لنقل 778 قطعة أثرية من محافظة الأقصر إلي المتحف المصري الكبير وسط تأمينات وتشديدات أمنية مكثفة، وكذلك باستخدام وسائل حماية وتغليف متميزة طبعاً للقواعد العالمية. وتعود القطع الأثرية لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، وإن كان أغلبها يعود لعصر الدولة الحديثة، من بينها تمثال كبير للملك أمنحتب الثالث والإله حورس من الجرانيت الوردي يزن حوالى 4 طن والذي سيتم عرضه على الدرج العظيم بالمتحف بالإضافة إلى عدد من قطع الفخار ومجموعة من التوابيت.
وفي 8 سبتمبر 2016 تم نقل 525 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، ومن ضمن القطع المنقولة 367 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ أمون، تمهيداً لعرضها ضمن مجموعته المقرر نقلها بالكامل إلى المتحف الكبير عند الافتتاح الجزئي للمتحف خلال عام 2018.
ونقل مركب خوفو الثانية، حيث استقبل المتحف على فترات مختلفة القطع الخشبية الخاصة بمركب خوفو الثانية، وذلك لاستكمال ترميمها وعرضها بالمتحف.
3 شهادات أيزو
تسلم اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، قبل نحو أسبوعين، شهادتي اعتماد المواصفات الدولية القياسية، كانت الأولى الخاصة بنظام إدارة البيئة ( 14001:2015 ISO)، والثانية الخاصة بنظام إدارة الجودة (ISO 9001:2015)، من المهندس محمد حبيب مدير عام شركة OSS middle east، والدكتور طارق رزق استشاري شركة OSS middle east.
وسبق للمتحف في سبتمبر الماضي، الحصول على شهادة اعتماد المواصفات الدولية القياسية الخاصة بنظام إدارة السلامة والصحة المهنية ( ISO 45001:2018 )، وبهذا يكون المتحف المصري الكبير حصد 3 شهادات أيزو، في كل من البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية في أقل من 60 يومًا، في أول مرة من نوعها على المستوى الدولي والإقليمي، والتي يحصد فيها متحف هذه الشهادات الثلاث.
ويأتي ذلك تأكيدًا مدى الحرص على تطبيق كافة المعايير العلمية، وتطبيق معايير المواصفات القياسية الدولية؛ لضمان الجودة والتخطيط وتقييم الأداء والتحسين المستمر، وأيضًا تحقيق الاستدامة في مجال البيئة. والجدير بالذكر أن المتحف كان أصدر كتيبًا بعنوان “لم نتوقف يومًا في مواجهة كورونا”؛ لتوثيق جميع الإجراءات التي اتخذت في تلك الفترة.
ومن المتوقع أن ينعكس المردود الإيجابي لحصول المتحف على شهادات الأيزو الثلاث على تنشيط السياحة المحلية والدولية، حيث سيجد الزائر اهتمامًا ملحوظًا بالبيئة والجودة، وذلك ضمن آليات مُعدَّة خصيصًا لقياس رضاء العملاء.