
لم تكن واقعة والدة رضا البحراوي مجرد أزمة صحية طارئة، بل لحظة إنسانية فارقة وضعت الفنان الشعبي أمام مواجهة حقيقية مع أكثر
المخاوف التي قد تطرق قلب ابن تجاه والدته.
ليس لأن المستشفى أبلغته بخبر وفاتها فحسب، ولكن لأن الحياة عادت إليها في اللحظة التي ظنّ فيها أن كل شيء انتهى.
الصدمة لم تكن طبية فقط… بل نفسية وإنسانية عميقة.

قلب الابن قبل قلب الأم… من الذي توقف أولاً؟
طبقاً لرواية رضا البحراوي، فإن اتصال المستشفى لمدير أعماله يعلن وفاة والدته جعله يدخل في حالة ذهول كامل.
الابن الذي طالما ظهر قوياً على المسرح لم يجد في تلك اللحظة إلا صمته الداخلي، قبل أن يُفاجأ بأن القلب الذي توقف… عاد للنبض من جديد.
ما حدث لم يكن حدثاً طبياً عادياً، بل لحظة قلبت توازن ابن يعيش على حافة خوفه الأكبر.
العودة إلى الحياة… لكنها ليست عودة عادية
أوضح البحراوي أن والدته دخلت في غيبوبة عميقة، ما جعل المحيطين بها يظنون أنها فارقت الحياة، قبل أن يؤكد الأطباء أن النبض عاد بطريقة غير متوقعة.
لحظة وصفها كثيرون بأنها “اختبار”، بينما وصفها هو بأنها “رحمة”، ليعترف بأن ما شعر به لا يمكن اختصاره في كلمات.
بين الطريق والمستشفى… رحلة لا يسمع فيها الابن إلا صوته الداخلي
أثناء عودته إلى المستشفى، تلقى اتصالاً جديداً يخبره أن والدته بخير وأن قلبها عاد للعمل.
قد يبدو الخبر بسيطاً، لكنه بالنسبة لابن كان يستعد لوداع والدته: انقلاب كامل في مسار اليوم، والحياة، والمشاعر.
رد فعل رضا البحراوي … ليست دموعاً بل إدراك
لم يكتفِ الفنان بطلب الدعاء لوالدته، بل قال جملة تعكس عمق التجربة:
“ربنا يشفيها… هي بخير”.
جملة تنتمي إلى عالم الأبناء الذين تذوقوا طعم الخوف وفهموا هشاشة وجود أحبّتهم.

وسط الأزمة… الفن لا يتوقف
وفي ظل كل هذه الأحداث، يواصل رضا البحراوي تحقيق نجاحات فنية، كان آخرها أغنية “المقص” مع تامر حسني من فيلم
“ريستارت”، وهي أغنية تتحدث عن العلاقات والمواقف والخذلان… كلمات أصبحت أكثر قرباً من حياة البحراوي بعد هذه الأزمة.
كلمات “المقص”.. كأنها تُغني عن اللحظة التي عاشها
الأغنية التي تقول:
“مش مهم الوجع المهم عرفنا مين فينا ندل ومين جدع”
باتت أكثر التصاقاً بالواقع، وكأن الموّال الذي يغنيه في الأغنية تحول إلى “موال الحياة” الذي يعيشه خارج الاستديو.
هل كانت هذه الواقعة نقطة تحوّل؟
الجمهور يتساءل:
هل ستنعكس هذه التجربة الإنسانية القاسية على أعمال رضا البحراوي القادمة؟
هل سيعيد ترتيب أولوياته؟
هل سنراه أكثر قرباً من الأغاني التي تمسّ أعماق الناس؟
ما هو مؤكد أن اللحظات التي عاشها لا تشبه أي أزمة عابرة…
إنها لحظة تكشف هشاشة الإنسان مهما كان نجماً.








