
شهدت مدينة الإسماعيلية فعالية تاريخية استثنائية تمثّلت في احتفال المئوية لنصب الدفاع عن قناة السويس، وهو أول احتفال رسمي بهذا الحجم منذ خمسة
وعشرين عاماً، ليعيد إلى الذاكرة الوطنية واحدة من أبرز لحظات الصمود في تاريخ مصر الحديث.
وقد أُقيم الحفل فوق تلة جبل مريم، حيث يقف النصب التذكاري شاهداً على مئة عام من البطولات التي صانت أهم ممر ملاحي عالمي.
الأهمية التاريخية للمئوية الذهبية
جاء إحياء احتفال المئوية لنصب الدفاع عن قناة السويس ليؤكد مكانة القناة عبر التاريخ باعتبارها شرياناً استراتيجياً يربط العالم. واستعاد الحضور من
خلال الفيلم الوثائقي المعروض قصة تأسيس النصب في عام 1925 لتخليد تضحيات الجنود المصريين خلال الحرب العالمية الأولى في مواجهة محاولات
السيطرة على الممر الملاحي.
شهدت الفعالية حضوراً رفيع المستوى تمثّل في مشاركة السفير التركي، وسفير فنزويلا، وسفير الكويت، إضافة إلى الفريق أسامة ربيع رئيس
هيئة قناة السويس، وقيادات الهيئة، إلى جانب مستشارين عسكريين أجانب وشخصيات بارزة من داخل مصر وخارجها. هذا الحضور الدولي عزّز أهمية
احتفال المئوية لنصب الدفاع عن قناة السويس كحدث عالمي يجذب اهتمام المجتمع الدولي.
قدّم العرض الوثائقي محطات مفصلية من تاريخ النصب وموقعه المميز على جبل مريم، حيث ظهر عبر الصور التاريخية كنصب معماري يحمل رموز المقاومة والصمود.
واستعاد الحضور ذكريات الدفاع عن القناة عبر شهادات وصور نادرة وثّقت مراحل تأسيسه ودوره الرمزي.
كورال جامعة قناة السويس يعيد الروح للحدث
تألّق كورال جامعة قناة السويس بتقديم مجموعة من الأغنيات الوطنية التي أضفت على الاحتفال طابعاً روحياً مؤثراً، معبّرين عن تقدير الأجيال الجديدة
لإرث الدفاع عن القناة. ونالت العروض تفاعلاً كبيراً من الوفود المشاركة بفضل جودة الأداء والتناسق الفني.
شهد الاحتفال افتتاح بازار ومعرض فني للأعمال اليدوية شارك فيه حرفيون محليون قدّموا مشغولات مستوحاة من تاريخ قناة السويس وثقافة الإسماعيلية.
تضمنت المعروضات أعمالاً خشبية ونحاسية وزخارف بحرية ونماذج فنية فريدة لاقت إعجاب المشاركين والزوار.
تطرّقت الكلمات الرسمية إلى مسيرة الدفاع عن القناة خلال مئة عام، مع تكريم شخصيات أسهمت في حماية الممر الملاحي ودعم مشروعات الحفاظ على التراث.
وأكد المتحدثون على أن احتفال المئوية لنصب الدفاع عن قناة السويس ليس مجرد مناسبة تاريخية، بل رسالة قوية عن استمرار حماية القناة جيلاً بعد جيل.
اختُتمت الفعالية في أجواء غلب عليها الشعور بالفخر والانتماء، مؤكدة أن قناة السويس ليست ممراً مائياً عالمياً فحسب، بل رمز صمود وذاكرة وطنية تمتد عبر قرن كامل.
ويعود احتفال المئوية لنصب الدفاع عن قناة السويس ليمنح المصريين والعالم فرصة استحضار قيم التضحية والإرادة التي صُنعت بها بطولات هذا الموقع التاريخي.






