ديبيكا بادكون.. أول امرأة هندية تتولى منصب سفيرة للصحة النفسية وتعزيز الوعي الوطني

شهدت الساحة الهندية مؤخرًا حدثًا لافتًا يتمثل في تعيين النجمة السينمائية ديبيكا بادكون
كأول سفيرة للصحة النفسية من قبل وزارة الصحة ورعاية الأسرة الهندية، وهو ما يُعتبر
خطوة نوعية في تعزيز جهود التوعية بالصحة النفسية داخل الهند.
هذا التعيين يأتي في توقيت حساس وفي ظل تزايد الوعي بأهمية الصحة النفسية
في المجتمعات، خاصة في بيئة مثل الهند حيث كان هذا الموضوع شبه مغيّب
أو يمتزج بالوصمة الاجتماعية لسنوات طويلة.
أولويات ديبيكا: الصحة النفسية والعمل المتوازن
ديبيكا بادكون، التي اشتهرت بأدوارها المتنوعة في السينما الهندية، لم تكتف فقط
بإبراز مواهبها الفنية بل تجاوزتها إلى مجال الصحة النفسية، الذي أصبح من أولوياتها.
تؤكد ديبيكا أن اختيارها ليوم عمل محدود بـ 8 ساعات فقط مرتبط برغبتها في الحفاظ
على صحتها النفسية، خلافًا للتصورات التقليدية التي تؤمن بأن النجوم يجب
أن يقضوا ساعات طويلة في مواقع التصوير.
هذا القرار الشخصي يعكس إدراكها العميق لأهمية الحفاظ على التوازن النفسي
كجزء من نجاح الحياة المهنية والشخصية.
لقاء رسمي مع وزير الصحة لتعزيز الوعي الوطني
في احتفال خاص باليوم العالمي للصحة النفسية، تم الإعلان رسميًا عن تعيين
ديبيكا سفيرة للصحة النفسية، حيث التقت مع وزير الصحة الهندي جيه بي نادا
لمناقشة آليات نشر الوعي بموارد الصحة النفسية وتسهيل الوصول إليها في جميع أنحاء الهند.
من خلال منصبها الجديد، تأمل ديبيكا في أن تكون صوتًا قويًا لتمكين الناس
من التحدث عن مشاكلهم النفسية بحرية، وتتطلع إلى دفع عجلة تحسين
سياسات الصحة النفسية الوطنية بقيادة الحكومة الهندية وتحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
تجربة شخصية في مواجهة الاكتئاب وكسر وصمة العار
لم تكن تجربة ديبيكا بادكون مع الصحة النفسية بعيدة عن حياتها الشخصية، بل
شاركت جمهورها بمعاناتها من الاكتئاب الذي واجهته في السابق، بما في ذلك
الأفكار الانتحارية التي مرت بها خلال فترة صعبة من حياتها.
وقد ساعدتها والدتها على التعرف على العلامات المبكرة للمشكلة وتوجيهها
نحو الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، مما ساعدها على تجاوز هذه المرحلة.
هذه الشجاعة في الكشف عن تحدياتها الشخصية دفعتها إلى تأسيس
مؤسستها الخيرية “Live Love Laugh” التي تهدف إلى إضفاء الصبغة
الطبيعية على النقاشات المتعلقة بالاكتئاب والعلاج النفسي، وهو أمر
كان شبه محرّم لفترة طويلة في المجتمع الهندي.
دور ديبيكا في نشر ثقافة الصحة النفسية والتوعية الاجتماعية
ديبيكا بادكون تلعب دورًا محوريًا في كسر حواجز وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي
عبر حملات التوعية التي تقودها وتدعمها، مما ساعد في بناء جسور تفاهم
وتقبل أوسع داخل المجتمع.
من خلال هذه الحملات، تفتح المجال أمام الكثيرين للتحدث عن صحتهم
النفسية دون خوف أو حرج، مع التركيز على أن المرض النفسي قد يكون
غير مرئي ولا يظهر دائمًا في المظاهر الخارجية للشخص.
دعم حكومي ومجتمعي للصحة النفسية في الهند
هذا التعيين ليس مجرد تكريم لشخصية سياسية أو فنية، بل هو خطوة عملية
لتعزيز النظام الصحي في الهند ليشمل الصحة النفسية في صميمه، مع الاعتماد
على شخصية مؤثرة لديها الخبرة والقدرة على التواصل مع الجمهور والفئات المختلفة.
كما يعكس اهتمام الحكومة الهندية بدمج الصحة النفسية في السياسات العامة
والوصول إلى الفئات الأكثر حاجة في المجتمع.
رسالة أمل وتغيير حقيقي
في مجمل القول، تحمل ديبيكا بادكون في منصبها الجديد رسالة أمل وتغيير
حقيقي لآلاف الهنود الذين يعانون بصمت من مشاكل الصحة النفسية.
ويُنتظر أن تُحدث هذه الخطوة نقلة نوعية في كيفية التعامل مع الصحة النفسية
على المستويين الشعبي والمؤسسي في الهند، خاصة مع الدعم الحكومي
والالتزام المجتمعي المتزايد.