حوارات صحفية

مجمع عمال مصر يرسم مستقبل الصناعه

كتبت: أميرة عبد اللة

مجمع عمال مصر

في أجواء احتفالية مميزة بمدينة السادس من أكتوبر، نظم مجمع عمال مصر الصناعي التابع لمنظومة مصر الصناعية

الاقتصادية حفلًا كبيرًا لافتتاح قاعة حملت اسم الدكتور عزيز صدقي، أحد أبرز أعلام الاقتصاد الوطني.

وجاء الحفل تقديرًا لإسهامات الدكتور عزيز صدقي، التاريخية في الصناعة المصرية.

 

المهندس هيثم حسين

الحفل حضره نخبة من الشخصيات الوطنية والاقتصادية، جاء ليؤكد أن مسيرة التنمية الصناعية لا تنفصل عن جذور الماضي،

وأن تكريم الرواد هو جزء من بناء المستقبل.

شارك في الاحتفالية المهندس هيثم حسين، رئيس مجلس إدارة مجموعة عمال مصر للصناعة، واللواء دكتور مهندس محرم

هلال، رئيس اتحاد مستثمري مصر، والسفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان،

والمستشار أيمن عبد الغني، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة.

 

إلى جانب عدد من قيادات الصناعة والشباب ورواد الأعمال، الذين توافدوا للمشاركة في هذه اللحظة الرمزية التي

تمزج بين الوفاء للماضي والتطلع إلى المستقبل.

وألقى المهندس هيثم حسين كلمة، استهلها بآية من القرآن الكريم: «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها»،

مؤكدًا أن العمل والإنتاج هما السبيل الحقيقي لبناء الأمم، وأن مصر لا يمكن أن تنهض إلا بسواعد أبنائها.

وأضاف: «نفتتح اليوم قاعة عزيز صدقي داخل مجمع عمال مصر لنؤكد أن الصناعة ليست مجرد مصانع أو خطوط إنتاج، بل هي رسالة وطنية ومسؤولية تاريخية، وهي القاطرة التي يمكن أن تضع مصر في مكانتها المستحقة عالميًا.»

وأشاد حسين بدور اللواء دكتور مهندس محرم هلال، رئيس اتحاد مستثمري مصر، معتبرًا أنه قامة وطنية ورجل صناعة من طراز فريد، حمل على عاتقه مسؤولية دعم المستثمرين وخدمة الاقتصاد الوطني.

مجمع عمال مصر

وخلال الحفل، أعلن المهندس هيثم حسين إطلاق مبادرة «ألف قائد في الصناعة»، وهي خطة طموحة تستهدف إعداد جيل جديد من الشباب القادر على قيادة المصانع وإدارة المشروعات الصناعية الحديثة.

وأوضح أن المبادرة تهدف إلى خلق ألف مشروع صناعي في مجالات الصناعات الوسيطة والمغذية، بما يسهم في بناء قاعدة إنتاجية قوية ويعزز من قدرة الاقتصاد المصري على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

 

إلى جانب المبادرة، كشف حسين عن إطلاق «الثورة الصناعية المصرية الحديثة»، وهي خطة استراتيجية تمتد لعشر سنوات، تستند إلى العمل والابتكار والإنتاج، وتهدف إلى إعادة رسم خريطة الصناعة في مصر بما يواكب التطورات العالمية.

وأشار إلى أن الخطة لا تقتصر على إنشاء المصانع، بل تشمل 12 محورًا استراتيجيًا متكاملًا لدعم الشباب والمستثمرين، من بينها:
تسهيل الحصول على الأراضي الصناعية بنظام حق الانتفاع مقابل نسبة من الأرباح بدل الإيجار الثابت.

منح حوافز مالية لشراء خطوط الإنتاج والمعدات.
تأسيس صندوق استثمار إنتاجي وطني برأسمال مليار دولار، نصفه من الدولة ونصفه من المصريين في الداخل والخارج،

تحت إشراف هيئة الرقابة المالية.

مبادرة تمويلية بفائدة 1% فقط لدعم المشروعات الإنتاجية والخدمية.
إنشاء منطقة صناعية متخصصة لتوطين صناعة خطوط الإنتاج ونقل التكنولوجيا.

إعفاء ضريبي وتأميني كامل للمصانع الجديدة لمدة عامين وفق نظام المناطق الحرة.
إطلاق أكاديمية الصناعة الوطنية لتأهيل الكوادر وفق أحدث المناهج العالمية.

تأسيس مجلس استشاري لإعداد القيادات الصناعية من الخبراء ورواد الأعمال.
إصدار بطاقات عضوية للعمال تتيح لهم الاستفادة من خدمات اجتماعية ورياضية.

توفير حماية طبية وتأمينية للعمال مع منح تصل لمليون جنيه في حالات الوفاة داخل العمل.

تبني سياسة جديدة للتعليم الفني عبر تدريب الطلاب داخل المصانع بدلاً من الفصول الدراسية التقليدية.

استحداث قسم جديد بكليات الهندسة باسم «هندسة إدارة المشروعات الصناعية» يجمع بين العلوم الهندسية وروح ريادة الأعمال.

أكد المتحدثون في الحفل أن الصناعة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي مشروع وطني يتجاوز حدود المصانع إلى

بناء الإنسان المصري. فالتعليم الفني، وتأهيل الكوادر، وتوفير الحماية الاجتماعية للعمال، هي عناصر متكاملة في رؤية

التنمية التي تطرحها مجموعة عمال مصر.

وأشار المهندس هيثم حسين إلى أن مصر تمتلك جميع مقومات النهضة الصناعية من طاقات شبابية وبنية تحتية وموارد طبيعية، وأن ما ينقصها هو الإرادة والتنظيم، وهو ما تسعى إليه المبادرات الجديدة.

خصص الحفل مساحة واسعة للحديث عن تمكين الشباب، حيث شدد رئيس مجموعة عمال مصر على أن المستقبل الصناعي لن يتحقق إلا بوجود جيل جديد مؤهل علميًا وعمليًا، قادر على إدارة المشروعات بروح ريادة الأعمال.

وفي هذا السياق، يأتي مشروع أكاديمية الصناعة الوطنية ليكون منصة تعليمية متقدمة لإعداد القيادات الصناعية، إلى جانب القسم الجديد في كليات الهندسة الذي سيجمع بين العلم الهندسي ومهارات الإدارة وريادة الأعمال.

لم يغب البعد الإنساني والوطني عن كلمات الحفل، حيث أكد حسين أن رسالة «عمال مصر»

تنطلق من قول الرسول ﷺ: «خير الناس أنفعهم للناس». مشددًا على أن الصناعة ليست هدفًا في ذاتها،

بل وسيلة لخدمة الوطن والإنسان، وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة.


يرى مراقبون أن افتتاح قاعة عزيز صدقي داخل مجمع عمال مصر الصناعي ليس مجرد حدث رمزي، بل يعكس عودة الاهتمام الرسمي والشعبي بالصناعة الوطنية باعتبارها قاطرة التنمية الحقيقية.

 

كما أن طرح خطة عشرية بهذا الحجم يؤكد أن القطاع الخاص المصري بدأ يلعب دورًا متزايدًا في صياغة مستقبل الاقتصاد.

 

اختتم الحفل بالتأكيد على أن مصر تمتلك رصيدًا كبيرًا من الخبرات الصناعية، وأن تكريم الرواد مثل الدكتور عزيز صدقي هو بمثابة تذكير للأجيال الجديدة بأن التنمية مسؤولية جماعية.

 

وبينما أُضيئت القاعة الجديدة باسمه، أُطلقت في ذات اللحظة مبادرات تحمل الأمل لشباب مصر، لتضع الصناعة في

صدارة أولويات المستقبل.