سفير سلطنة عُمان بالقاهرة: العلاقات المصرية – العُمانية تشهد تقدما فى مجالات كثيرة

أقام سفير سلطنة عُمان بالقاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية عبد الله الرحبى، اليوم الخميس، ورشة عمل حول القطاع السياحى بمقر بعثة السفارة بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة بعُمان، وذلك فى إطار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين مصر وعُمان وبما يجسد رؤية عُمان 2040 نحو بناء شراكات استراتيجية فى مجال الترويج السياحى وتشجيع الإستثمار المشترك وتقوية الروابط الإقتصادية والثقافية بين البلدين.
سفير سلطنة عُمان بالقاهرة
أكد السفير فى كلمته، أنَ النُّمُوَّ المُشْهُودَ فِى القِطَاعِ السِّيَاحِى العُمانى لَمْ يَكُنْ لِيَتَحَقَّقَ لَوْلَا توجهات القِيَادَةُ الرَّشِيدَةُ ودور قيادة الوزارة فى ترجمة تلك التوجهات الَّتِى أَوْلَتْ هَذَا القِطَاعَ أَوْلَوِيَّةً، وَالْجُهُودُ الحَثِيثَةُ لِوِزَارَةِ التُّرَاثِ والسِّيَاحَةِ وَالمَعْدِنُ الطَّيِّبُ لِلإِنْسَانِ العُمَانِى الَّذِى يَسْتَقْبِلُ الزُّوَّارَ بِكُلِّ حُبٍّ وَوُدٍّ.
وأنه فِى إِطَارِ رُؤْيَةِ عُمَانَ 2040 خَطَا القِطَاعُ السِّيَاحِى خُطُوَاتٍ كَبِيرَةً لِيُصْبِحَ رَكِيزَةً اِسْتِرَاتِيجِيَّةً فِى الاقْتِصَادِ العُمَانِى، فَالْمُقَوِّمَاتُ الوَاعِدَةُ مُتَوَفِّرَةٌ: مِنَ المَوْقِعِ الجُغْرَافِى المُتَمَيِّزِ، إِلَى الثَّرَوَاتِ الطَّبِيعِيَّةِ السَّاحِلِيَّةِ، وَالبِيئَاتِ المُتَنَوِّعَةِ – مِنْ جِبَالٍ وَوِدْيَانٍ وَصَحَارَى وَشَوَاطِئَ – وَالمَنَاخَاتِ المُتَعَدِّدَةِ حَسْبَ التَّضَارِيسِ، إِلَى جَانِبِ الإِرْثِ التَّارِيخِى وَالحَضَارِى الغَنِى، الَّذِى يُضْفِى عَلَى كُلِّ مَنْطِقَةٍ طَابِعًا فَرِيدًا يَجْذِبُ عُشَّاقَ السِّيَاحَةِ الثَّقَافِيَّةِ وَالتُّرَاثِيَّةِ.
وقال الرحبى: َإِنَّ هَذِهِ الثَّرْوَةَ الجُغْرَافِيَّةَ وَالحَضَارِيَّةَ لَا تُشَكِّلُ مَقَاصِدَ سِيَاحِيَّةً فَحَسْبُ، بَلْ جُسُورًا لِلتَّقَارُبِ بَيْنَ الشُّعُوبِ، فَتَلَاقِى السُّيَّاحِ مِنْ مِصْرَ وَالعَالَمِ العَرَبِى مَعَ الشَّعْبِ العُمَانِى فِى مَنَاطِقَ التُّرَاثِ، وَالأَوْدِيَةِ، وَالقُرَى العَتِيقَةِ، وَالمَوَاقِعِ الأَثَرِيَّةِ، يُفْتَحُ آفَاقًا لِلتَّبَادُلِ الثَّقَافِى وَالتَّفَاهُمِ المُتَبَادَلِ، وَيُعَزِّزُ الأَوَاصِرَ بَيْنَ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ فِى أُفُقٍ يَتَجَاوَزُ البُعْدَ الاقْتِصَادِى لِيَصْنَعَ رَوَابِطَ إِنْسَانِيَّةً وَثَقَافِيَّةً.
وأشار السفير، إلى إِنْشَاءُ مِئَاتِ المُنْشَآتِ الفُنْدُقِيَّةِ فِى السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ وَتَطَوَّرَ البُنْيَةُ التَّحْتِيَّةُ وَتَعَدَّدَ الخِيَارَاتُ التَّرْفِيهِيَّةُ.
وَفِى عَامِ 2024 اِسْتَقْطَبَتْ سَلْطَنَةُ عُمَانَ أَكْثَرَ مِنْ 1.5 مِلْيُونِ زَائِرٍ مِنْ دُوَلِ الخَلِيجِ، مِنْ إِجْمَالِى 4 مَلَايِين زَائِرٍ، وَتَسْعَى السَّلْطَنَةُ لِجَذْبِ 6 مَلَايِين سَائِحٍ بِحُلُولِ عَامِ 2030 عَلَى أَنْ تَصِلَ مُسَاهَمَةُ القِطَاعِ السِّيَاحِى فِى النَّاتِجِ المَحَلِّى إِلَى 5% فِى 2030 و 10% فى 2040 يمَا يُسَاهِمُ حَالِيًّا بِـ 2.7 %.
وَفْقًا لِبَيَانَاتِ المَرْكَزِ الوَطَنِى لِلإِحْصَاءِ وَالمَعْلُومَاتِ بَلَغَ عَدَدُ الزُّوَّارِ حَتَّى نِهَايَةِ يُولْيُو 2024 قرابة 4 مِلْيُونِ زَائِرٍ، مِنْهُمْ 74 أَلْفَ زَائِرٍ مِصْرِى، فضلًا عن المقيمين فى دول مجلس التعاون الخليجى الذين لم يدخلوا هذا الرقم مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ السُّوقِ المِصْرِى.
كَمَا بَلَغَت إيراداتُ الفنادقِ (من فئة 3 – 5 نجوم) خِلَالَ نَفْسِ الفَتْرَةِ نَحْوَ 132.3 مِلْيُونِ رِيَالٍ عُمَانِى.
وأكد السفير، أِنَّ العَلَاقَاتِ المِصْرِيَّةَ – العُمَانِيَّةَ تَشْهَدُ تَقَدُّمًا كَمِّيًّا وَنَوْعِيًّا فِى مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَتُعَدُّ السِّيَاحَةُ إِحْدَى القَنَوَاتِ القَادِرَةِ عَلَى تَعْزِيزِ هَذَا التَّقَارُبِ، خُصُوصًا فِى ضَوْءِ التَّشَابُهَاتِ وَالتَّكَامُلِ بَيْنَ البِلَدَيْن اللَّذَيْنِ يَحْمِلَانِ إِرْثًا تَارِيخِيًّا وَثَقَافِيًّا ثَرِيًّا، وَمُقَوِّمَاتٍ طَبِيعِيَّةً تَجْذِبُ السُّيَّاحَ مِنْ كَافَّةِ أَنْحَاءِ العَالَمِ.
ودعا، إلى ِتَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ السِّيَاحِى بَيْنَ مِصْرَ وعُمَانَ مِنْ خِلَالِ: تَسْهِيلِ الإِجْرَاءَاتِ فى الاستثمار فى هذا القطاع والزيارات بين الشعبين، تَبَادُلِ البَرَامِجِ التَّرْوِيجِيَّةِ السِّيَاحِيَّةِ، تَنْظِيمِ الرِّحَلَاتِ المُشْتَرَكَةِ خَاصَّةً لِلطُّلَّابِ وجميع المؤسسات التعليمية العليا منها والمدارس وَالشَّبَابِ ومؤسسات القطاع الخاص والعام، وَتَبَادُلِ الخِبْرَاتِ فِى مَجَالِ التَّسْوِيقِ وَالتَّدْرِيبِ وَالإِدَارَةِ السِّيَاحِيَّةِ.
وثَمِّنُ السفير، التَّجْرِبَةَ المِصْرِيَّةَ الرَّائِدَةَ فِى مَجَالِ السِّيَاحَةِ، مؤكدًا، أَنَّ سَلْطَنَةَ عُمَانَ مَفْتُوحَةٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ التَّعَاوُنِ وَالشَّرَاكَةِ مَعَ مِصْرَ، فِي سَبِيلِ تَعْزِيزِ هَذَا القِطَاعِ الَّذِى لَا يُقَوِّى الاقْتِصَادَ فَحَسْب، بَلْ يُسَاهِمُ فِى تَقَارُبِ الثَّقَافَاتِ، وَتَفَاهُمِ الشُّعُوبِ، وَتَجْسِيرِ العَلاقَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ.