المتحف القبطي يحتفل بعيد النيروز بمعرض تراثي عن النخلة واستخداماتها الفنية

في إطار احتفالات عيد النيروز وبدء رأس السنة القبطية، أعلن المتحف القبطي عن إطلاق
معرض أثري مؤقت بعنوان “النخلة حكاية تراث”، يستمر لمدة شهر كامل، ويهدف إلى تسليط
الضوء على مكانة النخلة في التراث القبطي من النواحي الفنية، الرمزية، والاجتماعية.
قطع أثرية نادرة توثق حضور النخلة في التراث القبطي
وأوضحت الدكتورة جيهان عاطف، مدير عام المتحف القبطي، أن المعرض يضم سبع قطع أثرية
نادرة تعكس الاستخدامات المتنوعة للنخيل في الحياة القبطية القديمة. تشمل المعروضات:
مشغولات من خوص النخيل المجدول كانت تُستخدم يوميًا.
قطعة من الحجر الجيري منقوش عليها صليب محاط بـ سعف النخيل.
كورنيش حجري مزخرف بزخارف دائرية من السعف.
أوستراكا يظهر عليها شخص واقف بجانب نخلة.
قنينة أثرية مزينة بزخارف نباتية مستوحاة من النخيل.
تجسد هذه القطع القيمة الرمزية والفنية لشجرة النخيل، باعتبارها رمزًا للتجدد والخصوبة والاستمرارية
في المعتقدات القبطية.
البُعد الرمزي لعيد النيروز وتناول البلح الأحمر
وأكدت “عاطف” أن المعرض لا يقتصر فقط على الجوانب الأثرية، بل يمتد ليبرز الأبعاد الرمزية والاجتماعية المرتبطة
بـ عيد النيروز، المعروف أيضًا باسم تقويم الشهداء. حيث يُعد تناول البلح الأحمر خلال هذه المناسبة تعبيرًا رمزيًا
عن دماء الشهداء الذين سُجلت تضحياتهم في بداية التقويم القبطي.
برنامج ثقافي وفني موازٍ لدعم الحرف التقليدية
ويُرافق المعرض برنامجًا ثقافيًا وفنيًا شاملًا يتضمن:
معرضًا للأشغال اليدوية الحديثة المصنوعة من منتجات النخيل، بالتعاون مع مبادرة جبرا ومدرسة خزانة
بهدف دعم الحرفيين المحليين وتسليط الضوء على استدامة الموارد الطبيعية.
سلسلة محاضرات علمية بعنوان “النخلة في التراث”، يقدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء في مجالات التراث
القبطي والفنون التقليدية، لتعزيز الوعي الثقافي والمعرفي لدى الجمهور.
المتحف القبطي يعيد إحياء الهوية الثقافية من خلال النخلة
يأتي معرض “النخلة حكاية تراث” كجزء من جهود المتحف القبطي في القاهرة لإعادة إحياء عناصر الهوية
الثقافية القبطية، وربط الأجيال الجديدة بالرموز التراثية التي شكلت جزءًا من الوجدان المصري عبر العصور، وعلى رأسها شجرة النخيل.
من خلال هذا المعرض الفريد، يواصل المتحف القبطي أداء دوره كمؤسسة ثقافية رائدة في حفظ وعرض التراث القبطي، وتسليط الضوء
على النخلة كرمز متجذر في التاريخ المصري، ومكون فني وروحي بارز في الثقافة القبطية، خصوصًا خلال عيد النيروز الذي يمثل انطلاقة
روحية وثقافية عميقة في وجدان الأقباط.