
بداية الحادث..كيف وقع غرق حفار البترول “آدم مارين 12″؟
شهدت منطقة جبل الزيت شمال محافظة البحر الأحمر حادثًا مأساويًا تمثل في غرق حفار البترول “آدم مارين 12”
أثناء عملية قطره بواسطة ثلاث وحدات بحرية لنقله إلى موقع عمل جديد بالقرب من منصة الأشرفي في خليج السويس.
كان الحفار يحمل على متنه 30 شخصًا من طاقم التشغيل والفنيين، حيث تعرض فجأة للغرق في ظروف لم تُكشف تفاصيلها بعد.
تلقى مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالمحافظة بلاغ استغاثة من الحفار، ما دفع الجهات
المختصة إلى التحرك الفوري لبدء عمليات الإنقاذ والبحث.
الإجراءات الحكومية الفورية..تنسيق عالي المستوى واستنفار شامل
بمجرد ورود البلاغ، قامت وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة القوى العاملة بإرسال فرق ميدانية برئاسة الوزيرين
كريم بدوي ومحمد جبران إلى موقع الحادث لمتابعة تطورات الإنقاذ والاطمئنان على المصابين. ك
ما رفع محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي حالة الطوارئ، وتوجه إلى موقع الحادث لمتابعة سير عمليات البحث والإنقاذ.
شاركت القوات المسلحة بقطعة بحرية متخصصة من إحدى قواعدها في البحر الأحمر، إلى جانب وحدات إنقاذ بحرية
وجوية تابعة لشركات البترول، منها شركة بترول خليج السويس (GUPCO) التي دفعت بأسطولها البحري،
بما في ذلك غواصين ومعدات إنقاذ متقدمة.
وزارة الصحة دفعت بـ27 سيارة إسعاف، منها 20 سيارة إلى موقع الحادث و7 سيارات إلى مطار الجونة، حيث تم نقل
4 مصابين جواً إلى مستشفى الجونة بمدينة الغردقة، بينما نُقل 18 مصابًا آخرين عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى نفسه.
كما تم نقل جثامين 4 متوفين إلى مشرحة مستشفى الغردقة العام.
حصيلة الضحايا والمصابين والمفقودين
عدد الأشخاص على متن الحفار وقت الحادث: 30 فردًا
عدد الناجين: 22 شخصًا تم إنقاذهم، بينهم مصابون بإصابات متفاوتة ما بين كسور وكدمات وجروح
عدد الوفيات: 4 حالات وفاة تم انتشال جثامينها
عدد المفقودين: 4 أشخاص لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عنهم
ما هو الحفار “آدم مارين 12” واستخداماته؟
حفار “آدم مارين 12” هو منصة حفر بحرية متخصصة تابعة لشركة أديس لخدمات الحفر البحري، وتستخدم في عمليات
حفر آبار النفط البحرية في مناطق الامتياز البحرية مثل خليج السويس.
يُستخدم هذا النوع من الحفارات لنقل المعدات والأفراد والأجهزة الفنية المتخصصة في أعمال الحفر البحري،
ويُعد جزءًا أساسيًا من منظومة إنتاج النفط في مصر.
جهود الإنقاذ والتنسيق بين الجهات المعنية
تواصلت عمليات البحث والإنقاذ بمشاركة وحدات بحرية متخصصة وغواصين وطائرات مروحية للمسح البحري،
مع تنسيق مستمر بين وزارة البترول، القوات المسلحة، وزارة الصحة، وشركة بترول خليج السويس (GUPCO).
كما تم رفع حالة الطوارئ في جميع مستشفيات البحر الأحمر لضمان تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.
التحقيقات الرسمية.. النيابة العامة تفتح تحقيقًا موسعًا
أطلقت نيابة البحر الأحمر تحقيقاتها برئاسة المستشار أحمد عبدالمحسن، المحامي العام لنيابات البحر الأحمر،
للتحقيق في ملابسات الحادث.
شكّلت النيابة فريق تحريات للتحقق من أسباب الغرق ومدى الالتزام بإجراءات السلامة المهنية أثناء سحب الحفار،
كما تستمع إلى شهادات الناجين الذين تماثلوا للشفاء.
تأثير الحادث على الملاحة في قناة السويس
أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن حركة الملاحة في القناة تسير بشكل طبيعي دون أي تأثير
من حادث غرق الحفار، حيث وقع الحادث خارج نطاق المجرى الملاحي للقناة.
وأوضح أن مركز إدارة الأزمات والكوارث يتابع الموقف عن كثب، مع استعداد الهيئة لتقديم الدعم الفني واللوجستي
في حال الحاجة.
زيارة المسؤولين للناجين وتقديم الدعم
زار وزير البترول المهندس كريم بدوي، ووزير القوى العاملة محمد جبران، ومحافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي،
الناجين في مستشفى الجونة للاطمئنان على حالتهم الصحية، والاستماع إلى تفاصيل الحادث منهم،
مع تقديم الدعم النفسي والمعنوي، والتأكيد على توفير الرعاية الطبية الكاملة حتى التعافي التام.
حادث غرق حفار البترول “آدم مارين 12” في خليج السويس يشكل كارثة بحرية مؤثرة على قطاع البترول المصري،
حيث أسفر عن وفاة 4 أشخاص، وإصابة 22 آخرين، مع استمرار البحث عن 4 مفقودين.
الحادث كشف عن سرعة الاستجابة الحكومية والتنسيق بين مختلف الجهات المختصة، مع فتح تحقيقات موسعة
لمعرفة الأسباب الحقيقية وضمان تطبيق إجراءات السلامة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.