الاختيار هدفنا والبرنس بعيد عن عادتنا
بقلم : أسامة طموم
في حياة كل إنسان أعمال يفتخر بأدائها أو المشاركة فيها وتختلف هذه الاعمال من شخص لآخر حسب ما يصبوا اليه ؛ وهناك أعمال لاشخاص آخرين لديهم مواهب مثل الفنانين الذين يستطيعون خلال عمل فنى جيد توجيه رسالة هادفة للمجتمع لاسيما وأن هذا العمل يتم مشاهدته عبر القنوات الفضائية فى شهر رمضان المعظم الذى يرتفع نسبة المشاهدة فضلا عن أن ظروف الحظر المفروضة بسبب فيروس كورونا ضاعفت نسبة المشاهدة هذا العام لمعظم الأعمال المعروضه فكانت هناك أعمال فنية رائعة يجب الإشادة بها وأخرى يجب إعادة النظر فيما تضمنته ؛ أتحدث عن اثنان منهم الأول “مسلسل الاختيار” الأكثر رقياً وإبداعاً وهو يلقى الضوء على بطولات أبناء القوات المسلحه في محاربة العناصر الارهابيه في سيناء الذين نالوا شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن ويتناول قصة حياة الشهيد أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذى استشهد فى كمين “مربع البرث”، بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدي لهجوم إرهابي في سيناء ؛ حيث نجح المسلسل فى المزج بين المشاهد التمثيلية والواقع بشكل احترافى ولعل هذا العمل المميز يذكرنا “بفيلم الممر” الذى يحكي قصة حقيقية عن قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف في حرب اكتوبر وأشادت به الجماهيروالنقاد ؛ فعندما يتعلق العمل بالجيش المصرى يلقى التفاف كبير من جانب المشاهدين بكافة أعمارهم مما يعكس مدى الحث الوطنى لدينا جميعاً واللافت للنظر انجذاب الشباب المصرى وصغار السن من هذا الجيل لهذا النوع من الاعمال الفنية التي تجسد التضحيات المقدمة في سبيل الوطن مما جعل الكثير من متابعى هذا العمل الدخول على مواقع البحث لمعرفة التفاصيل الخاصه بهذه المعارك وقراءة المزيد منها لمعرفة جيشهم العظيم مما يساهم بشكل كبير في تعميق روح الانتماء لدى هذه الأجيال ويؤكد قوة الدولة في مواجهة الإرهاب ؛ وأظن أن هذا العمل سوف يكون له انعاسكة واضحة لدى الشباب لكشف حقيقة التكفيريين في سيناء وكيف يفكرون واظهار زيف معتقداتهم حتى لا ينخدع أخرون بحديثهم تحت مظلة الدين وهو منهم برئ ؛ والفصل بين الجهاد في سبيل الله والوطن وبين القتل بغير علم .
الأعمال الفنية الهادفة هي التى تحترم عقل المشاهد تحافظ على قيم وأخلاقيات المجتمع وتنمى حب الوطن وتساعد على الارتقاء بالذوق العام لزيادة الوعى للمواطنين .
أما العمل الفني الثاني هو مسلسل ” البرنس ” والذى جمع كل السلوكيات المرفوضة في أي مجتمع بل زاد عليها ووضعها في عائلة واحدة بشكل يصعب قبوله ما بين الأب الذى حرم أولاده من الميراث والأخوه الذين اجتمعوا على قتل أخيهم وعائلتة لاسترداد حقهم عنوة وزوج أخت يتأمر معهم لتنفيذ القتل وأخ اكبر ضعيف الشخصية والاصغر يعيش مع فتاة في شقة يمارسون إدمانهم دون رقيب وأخر يمارس الرزيلة مع زوجة أخيه وتنتهي القصه بما اسفرت عنه من قتل الأخ لاخيه وزوجته بعد معرفته لخيانتهما رغم أن نهاية المسلسل توحي بالقصاص من الأخوة المتأمرين إلا أنها لا تعبر عن حالة أسرة مصرية تعيش في وسط الاحياء الشعبية ممن يتصفون بالشهامه والرجولة .
لاشك إن أي مجتمع يوجد به بعض السلوكيات المرفوضة مما أظهره المسلسل ولكن أن تجتمع كلها في عائلة مصرية غير مقبول ترفضه تقاليدنا وعادتنا قد يرى البعض انه عمل فني من وحي المؤلف ولكن معظم الأعمال الفنية انعاكساً لصورة المجتمع ؛ هذه المسلسلات وما تحتوي من أعمال اجرامية لا ينبغي أن تكون صورة لواقع مصرى .
أمامنا عملان تفوق الفنانون بالآداء على أنفسهم الأول نفتخر به ونعزز مشاهدته مع ابناءنا ليأخذوا العبر والدروس المستفادة منه في حب الوطن والتضحية في سبيله والآخر ليس منا ونستحي أن نشاهده وابناءنا حتى لا يقلده البعض ويحدث مالا يحمد عقباه .
الدور التوعوى للإعلام هو رساله حقيقة للمجتمع لكشف محاولات التشكيك ببطولات القوات المسلحة عبر التاريخ وخط دفاع ضد محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش ؛ وأظن أن مسلسلات التليفزيون تعد أحد روافد القوة الناعمة فيجب مراعاة ما يقدم للحافظ على ثقافة المجتمع وعاداته ويرسخ المبادئ والقيم وتماسك الأسر لكي يكون لدينا منتج يعكس مدى أصالة وعراقة هذا الوطن الغالى .