في زمن الكورونا العالم أيد واحده !
بقلم: أسامة طموم
لا يخالجنى أدنى شك في مراجعة العالم حساباته في ظل زمن الكورونا الذى نعيشه جميعاً وتتصاعد فيه وتيرة ضحاياه خلال هذه الفترة .الصعبة و ما قبل كورونا والصراعات الدائرة بين معظم الدول من أجل الهيمنة على الاقتصاد أوالبترول والغاز أوحتى أستعمار الدول وأغتصاب أراضيها وتدخلات بعض الدول في شؤون غيرها ؛ كلها كانت أمور تشغل العالم قبل محنة أزمة كورونا المستجد . ولنكن صرحاء مع أنفسنا إن العالم كان بحاجه ماسه لحدث جلل مثل كورونا يطلق ” بروجى ” صحية انتباه لكى نراجع أنفسنا جمعياً لتعيد الدول حساباتها فيما بينها من أجل أمن واستقرار كافة البشر على الكرة الارضيه وعدم الانانية والغطرسة بإظهار قوى الدول ؛ لاسيما وأن هذا الفيروس الذى لا يرى بالعين المجردة ويصعب رؤيته بالميكروسكوب قد اجتاح الدول الكبرى وما يسمى العظمى قبل الدول الصغرى فلم يفرق كورونا بين الولايات المتحده الامريكيه وايران ولم تمنعه امتلاك الدول للرؤوس النووية التى تستعرض بها قوتها مما أظهر مدى ضعف هذه الدول في مكافحة هذا الفيروس سريع الانتشار؛ وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت أعلى معدل للاصابة بهذا الفيروس متجاوزة الصين وأيطاليا ؛ لم يسلم من هذا الوباء حتى رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون والذى أعلن إصابته بفيروس كورونا المستجد الجمعة، قائلا إنه يخضع للعزل الذاتي وأنه سيواصل قيادة جهود الحكومة لمواجهة الفيروس .
لم يفرق كورونا بين غني و فقير فالعالم يحارب عدو موحد وأصبحت الحاجه ملحه من ذي قبل للاتحاد وتكثيف الجهود لمجابهة هذا الخطر الداهم الذى يهدد البشرية أجمع , لقد أصبح العالم الان أكثر يقيناً بدور العلم والعلماء فلن تنجى البشرية من هذا الوباء الا بتضافر الجهود العلمية في هذا الشأن وليكن درساً للعالم أجمع بالرجوع الى الفطره التى خلقنا من أجلها لنتعاون لا نتصادم لنتكامل لا نتناقص ومن الواضح للجميع الدور الرائد الذي تقوم به المؤسسات الطبية حول العالم لمحاولة مساعدة المرضى من هذا الفيروس في ضوء الإمكانيات المتاحه لكل دوله هؤلاء الأطباء يقدمون ملحمة في سبيل السيطرة على هذا الوباء وتقليل انتشاره في ظل الاخطار والتضحيات التى يتعرضون لها بصفة دائمة . ووفق تعداد لوكالة فرانس برس الفرنسيه تخطى عدد الاشخاص المشمولين بالعزل المنزلى حول العالم بسبب فيروس كورونا 2.6 مليار نسمه بلغ عدد المصابين حتى الان أكثر من 400 ألف نسمه توفى منهم أكثر من 18 ألف شخص ؛ إن تعطيل معظم أليات الاقتصاد في العالم بسبب الحظر المفروض لعدم تفشي هذا الوباء سوف ينتج عنه توابع جسيمة قد لا تتحملها بعض الدول فأرقام الخسائر المتوقعة تفوق قدرة الدول في استيعابها وهذا يؤكد على أن العالم أصبح في حاجة ملحه للتكامل والتآزر في المرحله القادمة لاحتواء التداعيات الخاصة بالاقتصاد العالمى . العالم ما بعد كورونا لن يكن مثل ما قبلها فهذه الازمة سلطت الضوء على كثير من الأمور في حياة الشعوب ومدى انشغالها بأمور تقل أهمية لاخرى يجب التركيز بها والاهتمام بما يخدم الإنسانية ويحافظ على بقائها لا بأن يهددها أو يستغلها ؛ ومن هذا الشعور الدولي بهذا الخطر انعقدت القمة الاستثنائية الافتراضية لمجموعة العشرين عبر ” فيديو كونفرانس ” للتعاون والتنسيق في كل جوانب السياسات الاقتصادية المتخذة لمكافحة وباء كورونا حيث أسفرت عن عدة قرارات من ضمنها ” مد يد العون للدول النامية لمكافحة كورونا ؛. الفيروس لا يعترف بأى حدود الأمر الذى يتطلب استجابة دولية قوية منسقة واسعة المدى مبنية على الدلائل و التضامن الدولى ؛ تلتزم دول المجموعة بتشكيل جبهة متحدة لمواجة الخطر المشترك ؛ ضخ أكثر من 5 ترليونات دولار في الاقتصاد العالمى كجزء من السياسات المالية والتدابير الاقتصادية لمواجهة الأثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجانحة ” هناك قرارات أخرى عديده بالقمة الاستثنائيه كلها تظهرمدى المشاركة والمساعدة الدولية لمكافحة هذا الفيروس والحد من تداعياته على المستوى الدولى ؛ وهذا ما يؤكد التضامن العالمى في مواجهة الخطر وأرى أنها تشكل بداية جيده نحو إعادة تظافر الدول فى حل كثير من القضايا الدولية العالقة في سبيل النهوض بالأمم والعمل على استقرارها .
وعلى الجانب الداخلى يجب علينا جميعاً تقديم يد العون لكافة الفئات المتضررة بهذه المرحلة ” فما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط ” فالمعدن المصرى الأصل يتضح جلياً ونحن نشاهد المبادرات العديدة من الفئات والجمعيات الاهلية وأحزاب صاعدة ورجال أعمال وفنانين وغيرهم تقوم بمساعدة المواطنين للحد من انتشار هذا الفيروس وكلاً حسب امكانياته ؛ لاسيما وأن الدولة سعت جاهدة من خلال تطبيق حزمة القرارت الاقتصاديه الاخيرة لتخفيف الاضرار الناجمه للحالة التي نمر بها جميعاً وأعتقد أن المواطن المصرى لديه قناعة ورضا بطريقة الدولة في تعاملها مع الازمه وتدرجها بالقرارت اللازمه حسب معطيات كل مرحلة ؛ وأظن أنه لا مكان بيننا الان لمستغلي الازمة للتربح على حساب المواطنين ويجب على الدولة أن تضرب بيد من حديد بكل من يحاول التلاعب في الأسواق فهذه المحنة تتطلب التعاون والإخلاص فيما بيننا والشعور بالاخرين لكى يستجيب المولى عز وجل دعاءنا ويرفع البلاء عن العالم أجمع .
. حفظ الله الوطن