مقالات

بالعلم.. الأذن عليها حارس

احذر الـ الهيدفون ضار جداً بالسمع

كتب: بقلم.. د.. سالى سليمان

احذر الهيدفون ضار جداً بالسمع.. نحتار جميعًا في كيف يعمل جهاز الكمبيوتر، وكيف يتلقى الأوامر ويحللها ويُصدر نتائج ردًا عليها، والأمر ذاته الآن مع الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بمهام الإنسان، وأصبح مصدر قلق إذ من المتوقع أن يحل مكان الإنسان في العديد من الوظائف.

احذر الهيدفون ضار جداً بالسمع

ماذا لو أسقطنا هذا الوصف على الدماغ البشري، إذ يقوم بحسابات أكثر تعقيداً، ولديه ما لا يُمكن أن يكون لدى الكمبيوتر أو الذكاء الاصطناعي وهو مراكز الشعور أو الإحساس أو إن شئنا الدقة التفكير العاطفي.

هنا سنستعرض جزء صغير من الدماغ البشري وإدارته ألا وهو السمع، وكيف يكون تأثير السماعات الخارجية على الإنسان؟

الموسيقى علاج: سماع الإنسان للنغمات يؤدي إلى حدوث تغيّرات كيميائية على مستوى الدماغ

الحقيقة أن الدماغ البشرى هو أكثر الأشياء تعقيدًا في العالم ويتكون من أكثر من 86 مليار خليّة عصبيِّة ومليارات الوصلات العصبية التي تظهر قدراتنا مثل: الإدراك الحسي والتعلم والتفكير وعندما يحدث تغيرات في الدماغ يؤدى ذلك إلى تأثير هائل في وعى الانسان، وتصل المعلومات إليها عن طريق الحواس المختلفة وأبرزها حاسة السمع لذلك نوضح تأثير ارتداء سماعات الرأس لفترة كبيرة وعلاقتها بالسلوك الإنساني لأنه كلما ازداد عدد المناطق المُفعلة في الدماغ ازدادت التأثيرات غير المرغوبة لأن الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من سماعات الرأس أو الأذن لها تأثير سيء على الدماغ حيث تسبب الصداع واضطراب النوم أو الأرق خاصة في ظل  التلوث السمعى المنتشر الذى يشكل خطرًا على المجتمع من خلال استخدام أجهزة الاستماع الشخصية التى تحظى بشعبية كبيرة، إذ وصلت الإيرادات في سوق سماعات الرأس في جميع أنحاء العالم إلى 18 مليار دولار في عام 2024.

تقول ديزيريه سيلفرستون بوصفها معالجة نفسية من لندن: «تنشط القشرة السمعية في أدمغتنا (المسؤولة عن معالجة الأصوات) عندما نستمع إلى أغنية، وهذا التفعيل يُنشط مناطق أخرى مثل الجهاز الحوفي المسؤول عن المشاعر، والقشرة الحركية المسؤولة عن تنفيذ الحركات الإرادية. ويمتلك الصوت القدرة على إحداث ردود فعل قوية لدى المستمعين حيث يثير استجابات سلبية أو إيجابية.

ويجب الانتباه لخطورة الأمر فالأصوات تنتقل إلى آذاننا كسلسلة من الاهتزازات وبمجرد وصولها تتحول إلى إشارات كهربائية يتم إرسالها إلى الدماغ عبر العصب الدهليزي القوقعي ورغم معرفة أن ضعف السمع مرتبط بالشيخوخة ولكن الدراسات الحديثة تظهر أن فقدان السمع أصبح أكثر شيوعًا بين الشباب، إذ يعاني ما يقرب من 20-30 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و69 عامًا من فقدان السمع عالي التردد بسبب التعرض المزمن للضوضاء العالية التي تزيد عن 90 (ديسيبل) بفضل ظهور مُشغِّلات MP3 وغيرها من أجهزة الاستماع الشخصية المختلفة، وذلك وفقاً لتقارير المعهد الوطني للصمم.

كما وضحت منظمة الصحة العالمية (WHO)على أن ما يقرب من 1.1 مليار شاب معرضون لخطر فقدان السمع.

مؤثرات الصوت والدماغ

للأصوات تأثير قوي على الإنسان سواء كانت مزعجة، مخيفة، هادئة، والكثير من الأشخاص المؤثرين يستمع إليهم الجمهور عن طريق سماعات الأذن وتؤكد بعض الدراسات أن ما يسمعه البشر من كلمات إيجابية أو سلبية ينعكس على أحكامهم وسلوكياتهم لأن قوة الكلمات وتأثيرها هي جزء من بنية الدماغ وهناك مؤثرات صوتية قد تكون إيجابية وأخرى سلبية تؤثر على جودة الحياة.

العلاج بالموسيقى

سماع الإنسان للنغمات يؤدي إلى حدوث تغيّرات كيميائية على مستوى الدماغ حيث تفرز مواد منشطة تقلل من إحساس الإنسان بالألم وتعطي إحساساً بالاسترخاء كالدوبامين والإندورفين ولذلك تم استخدامها كإحدى طرق العلاج في الطب النفسي.

المخدرات الرقمية

هي ملفات صوتية تخدع الدماغ عن طريق بث موجات صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل أذن، ولأن هذه الملفات غير مألوفة فإن دماغ الإنسان يعمل على توحيد هذه الترددات المختلفة إلى الأذنين للوصول إلى مستوى واحد وبالتالي يصبح هناك خللاً في كهربائية الدماغ حيث لا يشعر المتعاطي بالنشوة والابتهاج فقط بل يحدث لديه ما يسمى بلحظة شرود ذهني وهمي، يقل فيه التركيز وينفصل عن الواقع، مما يسبب نوبات تشنجية للأطراف ثم لكامل الجسم

 

 

سماعات الرأس

نشأت سماعات الرأس من سماعة مستقبل الهاتف، وبمرور الوقت أصبحت من الأشياء الهامة التي يحرص الكثيرين على امتلاكها باختلاف أنواعها وأسعارها دون الانتباه لقواعد الاستخدام وهو ما يتضح فى دليل التعليمات الخاص بالعديد من ماركات سماعات الرأس مثل شركة (Play Station)، (PHILIPS)

سماعات الأذن

هي سماعات رأس صغيرة توضع داخل الأذن عالية الجودة ولكن يمكن أن يكون لها تأثير كبير على طبلة الأذن، ويتكون الغلاف الخارجي لها من مواد متنوعة مثل مطاط السيليكون والبلاستيك وغيرها نظراً لأن تلك السماعة تدخل قناة الأذن يمكن أن تكون عرضة للانزلاق وهي تحجب الكثير من الضوضاء البيئية. وذلك يمثل مشكلة عندما يكون الصوت إشارة ضرورية للسلامة مثل المشي أو القيادة أو أثناء مرور المركبات، وأرى خطورتها الحقيقة تتمثل في أن الصوت ينتقل من الأذنين إلى العقل ويؤثر على الجهاز العصبي.

طبلة الأذن

هي غشاء رقيق يشبه الجلد يتمطَّط هذا الغشاء بشدة مثل الطبلة ويهتزّ عندما يرتطم به الأمواج الصوتية تنتقل هذه الاهتزازات إلى داخل الأذن الوسطى والداخلية، وتتحول إلى إشارات عصبية تذهب إلى الدماغ وبالتالي يسمع الشخص الصوت كما تعمل طبلة الأذن على إبقاء الماء في الخارج لحماية العظام الصغيرة داخل الأذن.

 

قوقعة الأذن

هي أنبوب مجوف ملتف بشكل صدفة الحلزون، يكون ممتلئًا بسائل يوجد داخل القوقعة يحتوي على حَوالى 20 ألف خلية متخصصة تُدعى بالخلايا الشَعْرِيَّةٌ تمتلك هذه الخلايا أهداب دقيقة تسبح ضمن السائل وتسبب الاهتزازات الصوتية اهتزاز السَّائِل والأهداب في القوقعة ثم تدفعها إلى إرسال إشارات عبر الأعصاب إلى الدماغ الذى يُفسر تلك الإشارات العصبية على أنها صوت.

والتعرض المستمر لأصوات الضجيج المرتفعة قادرعلى إتلاف الخلايا الشعرية وتدميرها، وإذا تخربت الخلايا لا تنمو مجدداً ممَّا يؤدِّي إلى ضعف السمع أو طنين الأذن

طنين الإذن

هو رنين أو صوت آخر لا يأتي من مصدر خارجي ولا يستطيع الأشخاص الآخرون سماعها في إحدى أذنيك أو كلتيهما، ويؤثر على جودة حياة المصاب بطرق متباينة. ويحدث بسبب تعرض الخلايا الحسية للإجهاد وعند التعرض للضوضاء الصاخبة ترتفع مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول)، وهذا لا يؤدي لمشكلات نفسية فقط، ولكنه يسبب الكثير من المشاكل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم وقد يشعر المصاب بالإرهاق والاكتئاب.

الاحتياطات التي تساعد على منع طنين الأذن

  • استخدام أدوات واقية للسمع
  • خفض مستوى الصوت
  • تقليل تناول المشروبات الكحولية والكافيين والنيكوتين

الخلايا الشَعْرِيَّةٌ

هي خلايا حسية سمعية تغطي قوقعة الأذن الداخلية مسؤولة عن تحويل الطاقة الصوتية إلى إشارات عصبية يمكن أن يفهمها الدماغ. وهي بنية هلامية تصطف على طول الغشاء القاعدي وتتفاعل الخلايا الشَعْرِيَّةٌ مع حركات اللمف المحيطي، السائل المحيط بالقوقعة الذي ينقل الاهتزازات الصوتية القادمة من الأذن الوسطى. تتميز الخلايا بأحجام مختلفة تتوافق مع الترددات الصوتية التي يمكن للبشر سماعها في النظام السمعي البشري.

 هناك نوعان من الخلايا الشَعْرِيَّةٌ:

  • الخلايا الشَعْرِيَّةٌ الخارجية (CCE) على شكل أسطواني يبلغ عددها حوالي 13000 ووظيفتها هي الانقباض لتعزيز الإشارة الصوتية الواردة عبر سلسلة الأذن الوسطى.
  • الخلايا الشَعْرِيَّةٌ الداخلية (CCI) على شكل كمثرى وهي مستقبلات اهتزازات حقيقية تحول الإشارة المضخمة بواسطة الخلايا الشَعْرِيَّةٌ الخارجية إلى نبض عصبي يوجد حوالي 3500 خلية سمعية داخلية، ولكل منها 20 شعيرات تسمى “شعيرات صوتية” في نهايتها الطرفية ترتبط كل خلية داخلية بعشرات الألياف.

العـظيمـات السـمـعية

هي أصغر ثلاثة عظام في الجسم البشري وتوجد في الأذن الوسطى، يتصل بعضها ببعض، تقوم بربط الغشاء الطبلي بالأذن الداخلية، وهي أولى العظام التي تتعظم كلياً في أثناء التطور الجنيني، بحيث تكون ناضجة عند الولادة. وهي بالترتيب: المطرقة، السندان، الركاب. وتتغطى هذه العظيمات بالغشاء المخاطي المبطن للجوف الطبلي.

شمع الأذن

هو مادة شمعية تفرز في قناة الأذن يختلف لونه من اصفر فاتح إلى اسود، وقد يكون خفيفاً إلى أكثر صلابة. يقوم بحماية الأذن ويساعد في تنظيفها، كما يوفر الحماية ضد البكتيريا والفطريات، والغبار والتهيج الناتج عن الماء، وتزيد سماعات الرأس من إنتاج شمع الأذن.

وفقاً لموقع “times of India”، كشف تحليل لـ 2000 شخص أن استخدام الأجهزة الصوتية تسبب في زيادة تراكم شمع الأذن

أوضح خبراء الأذن أن أي شيء يعيق المسار الطبيعي لخروج الشمع من الأذنين يمكن أن يؤدي إلى تراكمه كما هو الحال مع سدادات الأذن وأجهزة السمع

القشرة السمـعية

هي جزء من الفص الصدغي وتعالج المعلومات السمعية في البشر كما تشكل جزءاً هاماً من الجهاز السمعي، وتلف القشرة يؤدي لفقد الوعي لأي صوت ولكن تظل القدرة على الاستجابة بشكل انعكاسي للأصوات.  وعند مرور المعلومات السمعية في القشرة فإن تفاصيل ما يحدث بالضبط ليست واضحة. وتوجد درجة كبيرة من الاختلاف بين البشر في القشرة السمعية كما لاحظ عالم الأحياء “James Pimentel” ذلك البعد الغامض عندما قال: “إن القشرة معقدة للغاية حيث أن أقصى ما نطمحُ إليه هو فهمها من ناحية المبدأ، لأن الأدلة المتوفرة بالفعل تشير أنه لا تعمل قشرتان بالضبط بنفس الطريقة”