الأرشيف

العلاقات المحرمة من «التواصل الاجتماعي» لـ«عشماوي»

:

كتبت: أسماء عثمان

تماسك مزيف وعلاقات محرمة تبدأ من مواقع التواصل الاجتماعي وتنتهي بين يدين عشماوي، الشبكة العنكبوتية المفتوحة على العالم أجمع بجميع ما فيها من علاقات مزيفة ومحرمة، جعلت من عام 2019 مسرحًا لأكبر عدد من العلاقات المؤرقة لحياة الأسرة المصرية، والتي تكشف عن تناقضات عدة وكان بها العديد من الجرائم غير المفهومة والتي تدل على وجود مشاكل كبيرة وعميقة لما وأجدتها الظروف الاجتماعية والحاجة أو كثرة الخلافات بين الزوجين، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ملجأ لهم لملئ الفراغ والتي عمقت من انتشار العلاقات غير المشروعة.

انتشرت في الفترة الأخيرة جرائم القتل بين الأزواج وبالأخص الزوجات ومن هنا نرصد لكم أبرز العلاقات غير المشروعة:

«5 أطفال ضحايا قتلوا على يد سيدتين، في محافظتي دمياط وقنا».. دوافع الجريمة الأولى، كانت العشق الحرام، حيث قتلت سيدة 3 من أبنائها بدم بارد، للهرب من دمياط إلى عشيقها “الفيسبوكي” في القاهرة، واعترفت الأم المتهمة بأنها قتلتهم حتى تتفرغ للعلاقة المحرمة مع عشيقها، أما الثانية فذبحت طفلتي زوجها من أخرى في قنا، بسبب خلافات مع والدة الطفلتين.

«قتلت زوجها بسبب عشيقها».. بدأت الخطة الشيطانية بأن أعطت الزوجة زوجها 3 عقاقير من الترايكتين في مشروب النسكافية، وبعد أن تأكدت من نومه العميق تركت باب شقتها مفتوحا انتظارا لوصول عشيقها، الذي دخل غرفة النوم وقام بضرب المجني عليه بخشبة على الرأس، وخنقة بسلك الكهرباء، وبعد ذلك أقام علاقة معها، وبعد انتهاء العلاقة، حمل جثة الزوج القتيل على عربة كارو وتخلص منه بالبحر، قرية منشية قاسم ديرب نجم.

«قتلت زوجها عندما ظبطها مع عشيقها على فراشة» تخلص العشيق منه بضربة بآلة حادة ومن ثم مارسو الرزيلة لمدة 40 دقيقة ومن بعدها تم التخلص من الزوج قرية الزهايرة محافظة الدقهلية. تعرفت عليه من مواقع التواصل الاجتماعي ومن بعدها قتلت زوجها بمساعدة عشيقها بخلط 10 أدوية منومة في كوب القهوة والذي يعمل سائقًا وضربة العشيق على رأسه، وتم التخلص منه وسرق السيارة وتمت مبايعتها عن طريق العشيق والزوجة مينا القمح الشرقية.

«شك بخيانة زوجته فقتلته في الصرف الصحي»، ضرب ومن بعدها جردوه من ملابسه بمساعدة عشيقها وابنها وشقيقها والقو به بالصرف الصحي. وأخرى سكبت البنزين علي زوجها بمساعدة عشيقها وتم حرقة وهو حي في منزله. أما “ن” لم تكتفي بخيانة زوجها المغترب عامين كاملين بل قتلته بأقراص الفياجرا بمساعدة عشيقها عندما علمت بنزوله ليقضي شهر رمضان معاها ومع أولادها.

وفي الخانكة قتلت ربة منزل زوجها بمساعدة عشيقها، واستولت على أمواله، في جريمة هزت المدينة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، لكن عدم إيفاء العشيق بالزواج منها جعلها تعترف بجريمتها بعد أن كشف الطب الشرعي أن الوفاة ليست طبيعية.

ومن جانبها قالت رباب عبده المحامية ورئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث‘ إن العلاقات المحرمة ووسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى ارتكاب كثير من الجرائم الغريبة على مجتمعنا، مشيرة إلى أن الاستخدام الخاطئي لـ«السوشيال ميديا» أدى إلى انبهار البعض وسوء استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بطريقه غير سليمة، قائلة لا بد من وجود وعي في المقام الأول، فإن وسائل التواصل تواجدت للتقارب بين الناس وتزويد الثقافة والمعلومات لكن مع الأسف، تم استخدامك بشكل خاطئ أدى إلى الهلاك.

وأضافت «عبده»، أن «فيس بوك وواتساب وتيك توك» وغيرها وجميع أداوات التواصل التي في ازدياد يوميًا استخدمت بشكل خاطئ، وأصبحت العلاقات منفتحة بين الرجل والمرأة، معربة عن أسفها بأن مواقع التواصل المجتمعي أدت إلى الخلل بالأسرة المصرية فالأم أهملت بيتها وأبنائها والأب نسى مسؤولياته، وواجباته العائلية، ومن هنا ظهر العالم الآخر لكل منهم.

وأكدت رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث، أن الجيع انساق وراء هوس التواصل الاجتماعي، أدى إلى انتشار حالات التفكك الأسري في الفترة الأخيرة، أدت إلى ازدياد معدلات الطلاق، والأطفال ضحايا العنف الأسري فلا بد من توعية الناس أو تقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للحد من العنف والأحداث التي تطرأ علينا يوميًا فالأم التي قتلت أطفالها بسبب عشيقها والحوادث التي مع الأسف غريبة عن مجتمعنا فيوجد نص قانوني ومواد قانونية تضاف إلى قانون العقوبات أو القانون الجنائي لمعاقبتهم على ما فعلوه.

وأكدت «عبده»، ضرورة نزول متخصصي مراكز البحوث للدراسات الاجتماعية و القانونية و الجنائية، للشارع لعمل أبحاث ودراسات موسعة لتفادي حالات تفشي العنف التي طرأت على المجتمع المصري قائلة: «إحنا مش محتاجين قانون بعينه لا إحنا محتاجين نظرة أبعد وهي أن إحنا نشوف العوامل التي طرقت على مجتمعنا أدت للعنف نظرا للتطور البالغ بين كل جريمة وأخرى مناشدة مركز البحوث للدراسات القانونية والجنائية بعمل أبحاث ودراسات موسعة للوصول لمشاكل الناس التي ظهرت مؤخرًا على مجتمعنا.

وقالت المحامية، إنه لا بد من وجود حملات توعية بشكل سليم لملئ فراغ العقل بمعنى أن طبيعة الطبقة غير المثقفة الاعتماد على الأفلام أو المسلسلات فقط في تكوين وعيها، ما يمثل كارثة لوسط ما يقدم على الشاشات من مشاهد عنف وضرب وسرقة وعلاقات محرمة، حيث لم تقدم الكثير من الأفلام أي مادة قيمة هادفة للمجتمع فبالتالي غابت القدوة وبدأ الشغب والأطفال بتقليد المشاهير تقليد أعمى للأفلام والمسلسلات، مؤكدة أن الأم التي قتلت أطفالها تعد حالة فردية كما ترجع للعيد من التفسيرات النفسية.

وشدت «عبدة» على ضرورة توافر مراكز الإرشاد الأسري والنفسي، بكافة أنحاء الدولة معبرة عن أسفها بأن هذه المراكز موجودة لكن حبر على ورق وتوجد مكاتب وليست مفعلة بمعنى أنه لا بد من تفعليها بشكل صحيح لأن المجتمع المصرى يخجل من المرض النفسي ولا يصرح به مرض نفسي، ما يدعو لضرورة التوعية الثقافية، مشيرة إلى دور المساجد والكنائس بعمل دروس توعية دينية جيدة والتحدث عن الحد من مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدامها بطريقة سليمة وصحية وأن زيادتها ضرر مجتمعي، وخلل بالأسرة وذلك للحد من حالات العنف الأسرى التي انتشرت في الفتره الأخيره مختتمة حديثها «لا بد من معالجة المرض من منبع الاصل وليس معالجة العرض فقط».

ومن جانبها قالت الدكتورة إيناس الهياتمي استشاري علم النفس، إن التطورات التي طرأت على المجتمع وزيادة جرائم القتل وتنوعها بين الأزواج، من عنف فاضح أصبح عنوانا لنهاية المشاكل الزوجية والأسرية، وتتعدد أسباب هذه النهاية بين الشك في السلوك والغيرة والخيانة، مؤكدة أن القاتل يعاني من اضطراب نفسي، ونظرا لزيادة وسائل التواصل الاجتماعي ويعيش كل من الزوج والزوجة في عالمه الخاص به والانقسام بينهما وعدم شعور كل منهما بالآخر، هنا ينفذ من يمكن أن يطلق عليهم براثن الشر من خلال هذه الثغرات داخل الأسر ويبثون سمومهم عن طريق إظهار المدح والثناء والحب والاهتمام التي لا تشعر به الزوجة من زوجها نظرا لانشغال الزوج عن زوجته وغيابه فترات طويلة عن المنزل وحتى وإن مكث بالمنزل لا تشعر بوجوده مما جعلها تتجه إلى «طرف ثالث» تشعر معه بما تفتقده في حياتها وتنغمس في علاقة غير مشروعة قد تتطور إلى محاولة قتل زوجها.

وأضافت «الهياتمي»، أنه لا بد من الحد من تلك الجرائم عن طريق تضافر الجهود من أجل إحياء القيم والمبادئ ونشر ثقافة الحب والمودة من خلال وسائل الإعلام والتركيز على الوزاع الديني والاهتمام بالركن المعنوي بين الأزواج والتمسك بالجانب الإيجابي في كل شيء في حياتنا.

وبالانتقال إلى فاطمة مرتضى أخصائية تعديل سلوك وتربية خاصة، قالت إن الأبناء هم الضحية الأولى لهذا التصرف الإجرامي كيف لأبناء شاهدوا الأم تقتل الأب أو العكس وحدثت هذه الجريمة البشعة أمام أعينهم البريئة أن يكونوا أسوياء في المستقبل.

وأكدت «مرتضي» أن ما يحدث بين الأم والأب من قتل كل منهما للآخر يؤثر هذا المشهد الرهيب عليهم إما أن يجعل سلوكهم عدواني ويفكرون بالانتقام من أي زوجين مستقريين أو يجعلهم فيما بعد لا يريدون الزواج نهائيا أو يحولهم لانسحابيين أو يفكرون في الانتحار هروبا من الكابوس الذي يطاردهم لأن ما شاهدوه لن يمحى من ذاكرتهم مهما مر عليه الزمن.

واختتمت أخصائية تعديل السلوك قائلة: «أتمنى أن تفكر الأم في أبنائها قبل أن تقبل على هذا التصرف الأهوج حتى وإن وجدت أن الحياة مستحيلة مع الزوج هناك طرق عديدة للانفصال عنه قد تكون أهون عليهم من رؤية أحد الأبوين يلقى حتفه أمامهم، وعليها أن تتروى وتنظر لهؤلاء الأبناء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم العقبة الوحيدة التي تربطها بهذا الأب».