محمد هنيدي: “مرعي البريمو” جمعني بعشرة العمر
أعترف الممثل الكوميدي محمد هنيدي بعدم التوفيق في أعماله السابقة
مؤكداً أنه سيعوض جمهوره من خلال فيلمه الجديد “مرعي البريمو”
فيما رفع من مستوى توقعات الجمهور للفيلم الذي بدأ عرضه مؤخرا منافسا
لأفلام الموسم السينمائي الحالي،
كما حقق 4 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي 30.72 جنيها) أيام عرضه الأولى.
حينما لم تحقق أفلام هنيدي النجاح المتوقع خلال السنوات الماضية لنجوميته التي حظي بها
في بداياته أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة،
فيها ضمنت وجوده السينمائي بأفلام مثل “نبيل التجميل أخصائي تجميل، الإنس والنمس، يوم مالوش لزمة”.
عناصر النجاح بأفلام هنيدى
وبعد إعادة حساباته، قرر هنيدي أن يستعيد رونقه السينمائي
بالاستعانة بالعناصر التي ساهمت في إنجاح تجاربه بمرحلة النجومية،
وبالفعل عاد مجددا إلى المخرج سعيد حامد بعد 18 عاما من الغياب،
بينما قدم معه في “صعيدي في الجامعة الأميركية، همام في أمستردام، جاءنا البيان التالي”
فيما غيرها من الأفلام التي حجزت لهنيدي مكانة في السوق السينمائي.
كما كان رهان آخر لهنيدي في اختيار الممثلة التي ستشاركه البطولة،
كانت غادة عادل، ليعودا معا بعد 23 عاما منذ قدما فيلم “صعيدي في الجامعة الأميركية”
بالاضافة الى أيضا موسيقى خالد حماد تميمة الحظ بأفلامه الأولى، والعودة لتقديم شخصية الصعيدي
الشخصية التى حقق من خلالها شعبية كبيرة في “خلف الدهشوري، رمضان مبروك أبو العلمين”.
هل خذل محمد هنيدي جمهوره؟
احيث أستعان هنيدي بعوامل نجاح أفلامه السابقة ورهانه على المخرج
كما كان كل ذلك أجل العودة لم يكن كافيا على ما يبدو، فرغم اعترافه بعدم نجاح تجاربه الأخيرة
بينما وقع في أخطاء متشابهة، ولم تقدم عودة الشراكة مع سعيد حامد أي جديد لهنيدي
فيما كان على العكس جاء الإخراج تقليديا ولم يكن به إضافة فنية،
حتى اللقطات جاءت عادية غير مناسبة لصنع فيلم كوميدي.
حبكة درامية كوميدية
كما أضر السيناريو المفكك بالإخراج، خاصة أن كثيرا من الأحداث تبدو غير منطقية،
رغم استعانة صناع الفيلم بالسيناريست إيهاب بليبل الذي قدم أفلاما مثل “حامل اللقب، جروب الماميز”
بينما تعد جميعها نماذج توحي بأنه قادر على صناعة فيلم كوميدي ناجح،
إلا أنه في “مرعي البريمو” لم يوفق في تقديم حبكة درامية كوميدية،
كما اعتمد على إفيهات مستهلكة لهنيدي وبقية الأبطال، إلى جانب عدم بناء الشخصيات دراميا بشكل كاف
فيما أعاب السيناريو، فاستهل الفيلم في النصف ساعة الأولى بتقديم البطل الذي أطلق عليه “ملك البطيخ” أو “مرعي البريمو”
من خلال إفيهات مكررة لهنيدي من أفلامه السابقة
كما حدث قيامه بضرب بعض الأشخاص من دون أي مبرر درامي في سياق الأحداث
بينما تم ترحيب النساء بمعاكساته، وهي أيضا مشاهد ليس لها مبرر درامي وإذا تم حذفها فلن تؤثر في الأحداث.
كما تدور الأحداث حول شخصية “مرعي البريمو” الذي يجد نفسه فجأة في قرية بالصعيد ليقابل جده الذي يعطيه ثروة
من الماس تقدر بالملايين، ومن ثم يدعي قتل الجد
بينما يحميه من طمع زوج شقيقة مرعي الذي يقرر فور عودة لمنزله إخفاء الثروة في البطيخ الذي تبيعه زوجته،
فيما يبدأ في رحلة البحث عنها مجددا، ورغم الاعتماد على دراما الطريق والتي كانت كفيلة بصناعة فيلم جيد،
كما لم يتم استغلال ذلك في السيناريو فخرجت المشاهد مفككة،
كما عاب البعض الإطالة والرتابة في المشاهد،
فلم ينجح المونتاج في تقديم إيقاع مناسب للأحداث التي بدت بطيئة ومكررة.
الموسيقى التصويرية لخالد حماد
أما الموسيقى التصويرية لخالد حماد، فكانت من العناصر المؤثرة وإن عابها الاستسهال،
فالتشابه كان واضحا بينها وبين الموسيقى التي سبق وقدمها حماد في تجارب سابقة في أفلام هنيدي.
نقاط إيجابية
رغم أن الفيلم خيب توقعات جمهور هنيدي، فإنه لم يخل من بعض العناصر الإيجابية مثل اختيار النجوم الشباب
كما تم توظيفهم في المكان الصحيح مثل الاستعانة بممثلين كوميديين جدد مثل مصطفى أبو سريع
بالاضافة الى محمد محمود وأحمد سلطان ومحسن منصور، وحتى اختيار نانسي صلاح.
كما كان ظهور الممثل أحمد بدير ضيف شرف إضافة مميزة للفيلم، وذلك من خلال تقديمه شخصية الجد،
بينما كان ظهور الممثل علاء مرسي ولطفي لبيب، وجميعها نقاط تحسب للمخرج سعيد حامد،
وكذلك الدويتو بين هنيدي وغادة عادل جاء موفقا إلى حد كبير،
الفيلم به عناصر التسلية
رغم عدم اهتمام الأخيرة بتفاصيل الشخصية الخارجية فحافظت على مظهرها الخارجي الذي
لم يكن متناسقا مع شخصية زوجة تاجر البطيخ التي تعمل في حياكة الملابس.محمد هنيدي
أيضا لا يمكن إنكار أن الفيلم يحمل بعض عناصر التسلية التي تجعله مناسبا للموسم السينمائي الصيفي الحالي
مثل الأغنيات التي تم تقديمها ومشاركة هنيدي فريق “شارموفرز” في تقديم أغنية كسرت حالة الملل الموجودة داخل الأحداث،
بينما تم الاستعانة عبد الباسط حمودة وأحمد شيبة بأغنية “اللي من دمك”.
النوايا الطيبة لا تصنع فيلما
فيلم “مرعي البريمو” اجتهد بطله في تقديم توليفة تعيد نجاحاته السابقة،
إلا أن الاستسهال والاعتماد على كوميديا مستهلكة أضر بالتجربة التي لم تنجح في إعادة هنيدي للمكانة التي صنعها في بداياته،
لكنها كأفلامه الأخيرة ضمنت له الحضور السينمائي كى لا يغيب عن جمهوره.