الأخبار

ماذا وراء تصريحات سميح ساويرس حول اقتصاد مصر؟

كتبت: نورهان البلتاجي

بين الحين والآخر تخرج علينا عائلة ساويرس بتصريحات تحمل بين طياتها سما قاتلا ضد الوطن، وليس فقط ضد سياسات..

فجميعنا نختلف أو نتفق على سياسات أي نظام.. لكن لا يختلف أي وطني مصري على بلده والحفاظ عليها،

لا يطعنها من الخلف من أجل حفنة ريالات أو دولارات.

وهذا ما تفعله عائلة ساويرس مؤخرا، حيث قال رئيس شركة أوراسكوم للتنمية القابضة سميح ساويرس،

إن ما حصل في مصر خلال العامين الماضيين هو الذي أوصل الاقتصاد المحلي إلى ما هو عليه اليوم،

موضحاً أن وقف الإنتاج والبيع والاستيراد أثروا سلبا على الاقتصاد العام.

وأضاف ساويرس في مقابلة مع “العربية” أن كل هذه العوامل أثرت على حجم القطاع الخاص في الاقتصاد الكلي

الذي انخفض من 62% إلى 21% خلال السنوات العشر الماضية، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ولم يتحدث ساويرس عما أصاب كبرى اقتصادات العالم من أوجاع نتيجة أزمات عالمية كبرى، مثل كورونا،

وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية، لم يتحدث ساويرس عن أزمات اقتصادية وديون أعلنت أمريكا أنها تواجه أزمة اقتصادية بسببها.

صعوبة الدخول في فرص استثمارية

وأكد رجل الأعمال المصري، أن السبب الرئيسي وراء صعوبة الدخول في فرص استثمارية في مصر هو الضبابية

بشأن سعر الجنيه مقابل الدولار الأميركي.

بل، إن ساويرس وفي تحريض علني ضد الدولة يقول، إنه لن يدخل في استثمارات جديدة في مصر

بسبب صعوبة دراسة ربحية المشروع إثر أزمة صرف العملة.

هذه التصريحات ليست من أجل النقد البناء أو إبداء النصح لأهل الاقتصاد في مصر، و

لكنها تصريحات من أجل الهدم.. نعم هدم الدولة واقتصادها من أجل حفنة ريالات ودولارات ومصالح شخصية..

تصريحات ليس هدفها سوى النيل من سمعة مصر، فماذا سيقول المستثمر الأجنبي إذا فكر

في الاستثمار داخل مصربعدما يسمع ويقرأ هذه التصريحات الملعونة والسامة والجارحة لقلب مصر واقتصادها؟

فهل أصبحت مصر الآن لا تليق باستثمارات آل ساويرس، بعد كل هذه الأعمال التي قاموا بها طوال السنوات الثمانية الماضية؟.

وهنا نذكر تعليق الرئيس السيسي على ما أثير العام قبل الماضي بشأن مزاعم مزاحمة شركات الحكومة

والجيش القطاع الخاص بشكل يخلق منافسة غير عادلة بين القطاعين، كانت هذه تصريحات مسجلة لأحد أعلام عائلة ساويرس،

حيث رد الرئيس بشكل غير مباشر على ذلك، وقال، إن إحدى شركات القطاع الخاص -لم يسمها-

حصلت على أعمال بقيمة 75 مليار جنيه (4.7 مليارات دولار) بواقع 11 مليار جنيه سنويا

خلال السنوات السبع الماضية (الدولار يساوي 15.75 جنيها).

وكانت هذه التصريحات خلال افتتاح الرئيس السيسي مجمع إنتاج البنزين في شركة أسيوط

لتكرير البترول بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، حيث قال إن “القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية

وله دور محوري ونسعى إلى زيادته”، مشيرا إلى تقديره ما يقال في هذا الشأن، وكذلك تقديره حسن نوايا أصحابه.

ورغم أن السيسي لم يذكر اسم شركة “أوراسكوم” (Orascom) المملوكة لعائلة ساويرس- فإن كثيرا من المتابعين

لحديثه لم يحتاجوا إلى الكثير من التكهنات لمعرفة أن المقصود من الحديث هو تفنيد تصريحات ساويرس.

وأخيرا، وليس آخرا، فلن تؤثر على مصر تصريحات هنا أو هناك، وإذا كان البعض يريد أن يغادر، فمع السلامة،

فالخير في مصر إلى يوم الدين، ولن تلين أو تهون مصر مهما مر بها من أزمات.