الأخبار

تعرف على دور وزارة الإنتاج الحربي في حرب 73 المجيدة

:

كتبت/ مروة ابوزاهر

“وزارة الإنتاج الحربي” ضلع هام في تحقيق “نصر أكتوبر العظيم”

  • “المصانع الحربية” وفرت الذخيرة والأسلحة والمعدات لقواتنا الباسلة
  • “السادات” منح الوزارة “قلادة الجمهورية” تقديراً لدورها في الحرب

“نحن نصنع السلاح منذ 7000 عام” عبارة لطالما وضعها أبناء مصر المخلصين العاملين في مصانعها التابعة لوزارة الإنتاج الحربي نصب أعينهم، وكان ولا يزال إنتاج السلاح والذخيرة بمنتهى الكفاءة والجودة هو الشغل الشاغل لهؤلاء المخلصين الحافظين للعهد والمؤمنين بمهمتهم الوطنية.

وإذ تعد حرب أكتوبر أعظم الانتصارات العسكرية في تاريخ مصر الحديث وبالرغم من مرور أكثر من 48 عام على تحقيق هذه المعجزة التي هزمت أسطورة “الجيش الذي لا يقهر” إلا أنها لا زالت محفورة في ضمير ووجدان كل مواطن مصري، والسبب وراء وصف هذا النصر بالمعجزة هو أنه لم يحققه الجنود المصريون البواسل فقط إنما شارك في تحقيقه الشعب كله فهو من تحمل تداعيات 1967 ثم حرب الاستنزاف وهو من اقتطع من قوته ليوفر الإمكانيات للجيش كما كان لمختلف المؤسسات الوطنية دور في دعم الدولة لتحقيق الانتصار حتى أصبحت حرب 1973 المجيدة معركة جيش وشعب ومؤسسات وطنية حققوا أعظم انتصار.

 

وأضافت حرب أكتوبر المجيدة مبدأ جديد لمبادئ القتال فى العقيدة العسكرية العالمية وهو “النوعية” دون الاكتفاء فقط بأعداد أسلحة وعتاد الجيوش لمقارنة قوتها، وأدت إلى أن تظل القوات المسلحة حتى الآن من أفضل الجيوش في العالم وترتيبها في الكفاءة والإمكانيات متقدم جداً بالنسبة لترتيب جيوش العالم من حيث الاستعداد والكفاءة القتالية والتسليح.

 

وإذ ترجع صناعة المعدات الحربية في مصر إلى عصور تاريخية موغلة في القدم، فقد أنتج الفراعنة الأولون معدات القتال الدفاعية والهجومية من عربات حربية كما كانوا أول من استخدموا السهام والأقواس والسيوف المصنوعة من الصلب والدروع الواقية في معاركهم الحربية وسجلوا أحداثها على جدران معابدهم المنتشرة على طول وادي النيل، وفي العصور الوسطى نجح المصريون في تصنيع الأبراج المتحركة والعبوات الحارقة والمنجنيق، أما في العصور الحديثة فقد ركز محمد علي باشا على تكوين جيش وطني قوي ووجه عناية خاصة نحو تجهيزه وتدعيمه بالتسليح المناسب من خلال إقامة صناعات حربية متطورة.

 

وقبيل نشوب الحرب العالمية الثانية بدأ التفكير في ضرورة إنشاء قاعدة للصناعات الحربية بالبلاد وعمدت وزارة الحربية في ذلك الحين إلى الاستعانة بالخبرة الإنجليزية لإنشاء مصنع للأسلحة الصغيرة وذخيرتها كنواة وتشكلت بالوزارة لجنة للاحتياجات للبحث عن مصادر من شركات تقبل التعامل في هذه الظروف ولكن توقف هذا المشروع عندما قامت الحرب في أول سبتمبر 1939، وبعد حرب فلسطين عام 1948 وقضية الأسلحة الفاسدة تولّد شعور وطني قوي بالحاجة الملحة إلى ضرورة قيام صناعة حربية وطنية تعتمد عليها القوات المسلحة المصرية لتلافي تكرار تلك المأساة مما كان له أكبر الأثر في قيام أول المراحل الفعلية لإدخال التصنيع الحربي في مصر وتم إقامة أول مصنع للصناعات الكيميائية عام 1949 وهو مصنع 18 الحربي، ثم قامت ثورة 23 يوليو 1952 وكان من أهم مبادئها إقامة جيش وطني قوي يعتمد على صناعة حربية وطنية تمد هذا الجيش بالعتاد والسلاح وأنتجت أول طلقة مصرية في مصنع 27 الحربي يوم 23 أكتوبر 1954 والذي أتخذ عيداً لوزارة الإنتاج الحربي.

 

وجاءت حرب أكتوبر 1973 لتظهر قيمة وفاعلية ما قدمته الصناعات الحربية الوطنية للقوات المسلحة ومدى جدوى الاعتماد الذاتي عليها الأمر الذي أكد حتمية تطوير تلك الصناعات لتتلائم مع متطلبات القوات المسلحة وانتهاج سياسة تنويع مصادر السلاح التي اعتنقتها الدولة بعد الحرب.

 

دور شركات الإنتاج الحربي في حرب أكتوبر المجيدة

 

وكان لشركات الإنتاج الحربي دور في حرب أكتوبر المجيدة ساهمت في تحقيق النصر، فقد قامت شركة أبي قير للصناعات الهندسية (مصنع 10 الحربي) بعدد من المهام الخاصة التي كلفت بها الشركة خلال المواقف الحرجة بعمليات 1973 من خلال تحقيق مطالب القوات المسلحة المتعلقة بذخيرة الأسلحة الصغيرة حيث استمر الإنتاج بالشركة لمدة 24 ساعة/اليوم في هذه الظروف ووفرت معدات التطهير للأفراد والمعدات لسلاح الحرب الكيماوية إلى جانب مطالب إدارة التعيينات بالقوات المسلحة من خطوط إنتاج الخبز الثابتة والمتنقلة ومقطورات الطهي.

 

وتعاونت شركة أبو زعبل للكيماويات المتخصصة (مصنع 18 الحربي) مع إدارة المهندسين في تطوير صاروخ إزالة حقول الألغام وتم تحقيق المطلوب بنسبة كفاءة عالية وبالكم المطلوب وفي المواعيد المحددة، كما تم …