السلطات العراقية تعلن فرض حظر تجول شامل.. ماذا يحدث في العراق الان
كتبت: ألفت لبيب
أعلنت السلطات العراقية فرض حظر تجول شامل في جميع أنحاء البلاد، بعد إعلان رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، اعتزاله السياسة نهائيا، بعد نحو عام من الجمود السياسي الذي ترك البلاد بدون حكومة جديدة.
اقتحام القصر الجمهوري
يأتي ذلك بعدما أعلن مسؤولون عراقيون أن العشرات من أنصار الصدر اقتحموا القصر الجمهوري.
وهو مبنى داخل المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد.
وقال المسؤولون إن المتظاهرين الغاضبين “دخلوا القصر الجمهوري” بعد وقت قصير من إعلان الصدر اعتزاله الحياة السياسية . في ظل توجه آلاف آخرين من أنصار الصدر نحو المنطقة الخضراء، حسبما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس للأنباء.
حظر تجوال
وقالت قيادة القوات العراقية المشتركة في بيان، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، إنها: “تعلن حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق”.
وأضافت أن حظر التجول سوف يبدأ “اعتباراً من الساعة السابعة من مساء إلى إشعار آخر”.
كما دعت قيادة العمليات المشتركة المتظاهرين إلى الانسحاب فورا من داخل المنطقة الخضراء.
وقال بيان للعمليات المشتركة، وفقا لوكالة الأنباء العراقية: “القوات الأمنية تدعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء”، مؤكدة أنها “التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي”.
اشتباكات المنطقة الخضراء
وفي وقت لاحق، قالت مصادر طبية عراقية إن 12 شخصا على الأقل قتلوا وأن عشرات آخرين أصيبوا في اشتباكات في المنطقة الخضراء.
وأطلقت قوات الأمن التي فرضت في وقت سابق حظر تجول في بغداد – الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين.
وأفادت تقارير باندلاع اضطرابات في أنحاء أخرى من العراق.
تعليق الجلسات
وأعلن مجلس الوزراء العراقي تعليق جلساته حتى إشعار آخر.
كما أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، أن تطورات الأحداث تفرض على القوى الوطنية الترفع عن الخلافات، مضيفا أن الظرف العصيب الذي يمر به العراق “يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها”.
وقال صالح، وفقا لوكالة الأنباء العراقية: “التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع الالتزام بالقوانين وحفظ الأمن العام، ولكن تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة”.
الأمم المتحدة
ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي”، جميع المتظاهرين إلى “مغادرة منطقة بغداد الدولية، وإخلاء جميع المباني الحكومية والسماح للحكومة بمواصلة مسؤولياتها في إدارة الدولة”.
اعتزال الصدر
وكان الصدر قد أعلن في بيان نُشر على توتير الاثنين الماضي “عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات” المرتبطة به.
ولم يذكر تفاصيل عن إغلاق مكاتبه، لكنه قال إن بعض مؤسساته الثقافية والدينية ستبقى مفتوحة.
وكان تحالف الصدر السياسي قد فاز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات العام الماضي .
كما أنه لم يحدث توافق بين الفصائل السياسية العراقية على أي حكومة منذ ذلك الوقت.
وكان الصدر قد انتقد سياسيين من قادة الشيعة بسبب تقاعسهم عن الاستجابة لدعواته للإصلاح.
وانسحب نوابه من البرلمان في يونيو بعد أن أخفق في تشكيل حكومة من اختياره، وأدى الجمود السياسي بينه وبين منافسيه الشيعة المقربين من إيران إلى دخول العراق في أطول فترة بدون حكومة.