يناقش مواجهة جرائم المعلومات.. مؤتمر الأمن السيبراني «caisec’22» لأول مرة في مصر الإثنين
كتبت: مروه أبوزاهر
ينطلق يوم الإثنين والثلاثاء الموافقين 13 و14 يونيو المؤتمر الأول لأمن المعلومات والأمن السيبراني caisec’22 تحت شعار “الأمن السيبراني في أوقات الأزمات” في أول مشاركة ضخمة في مؤتمر في هذا المجال من كافة قطاعات الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة وبمشاركة كبرى الشركات العالمية والمصرية العاملة في قطاعي أمن المعلومات والأمن السيبراني.
لا شك أن العالم يمر بأزمات كبيرة أكثر من أي يوم، عسكرية وسياسية واقتصادية، ونحن جزء من هذا العالم الذي صارت التكنولوجيا محركه الأول لصالح البشر وفي نفس الوقت ضد مصالح البشر.
فهناك من يطور التكنولوجيا فنستفيد منها جميعاً وفي نفس الوقت هناك أفراد وجماعات تبحث لنفسها عن ثغرة تمر منها لأغراض خبيثة.
ومما لا شك فيه أيضاً أن شكل الحروب قد اختلف، فأصبحت حروب المعلومات متصدرة المشهد كما رأينا منذ أسابيع قليلة في الحرب الدائرة في أوكرانيا ولم تتوقف الأمور عند الأهداف العسكرية، ولكن تعدتها لحالات شلل في المطارات على سبيل المثال أو في المرافق الحيوية أيضاً.
وكذلك في الاقتصاد رأينا التخريب والاحتيال وضرب المصالح إما للحصول على أموال حرام أو من أجل الإضرار بالآخرين لأغراض بعضها نعرفه والآخر يظل في نفوس المخربين.
وضعت مصر نصب أعينها منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية – الانتقال إلى عصر المعلومات ورقمنة الخدمات لتيسير الحياة على المواطن والدولة وحتى القطاع الخاص.
ومن اللحظة الأولى لم يكن خافياً على الرئيس أن التطور له أخطاره، فكان الاهتمام بالأمن السيبراني وأمن المعلومات على نفس درجة الاهتمام، فشكل مجلساً أعلى للأمن السيبرانى برئاسته شخصياً ليتابع كل صغيرة وكبيرة، فكما هي مهمته مع قواتنا المسلحة والشرطة في حماية الحدود والأرواح، عرف بشكل لا يقبل الشك أن حماية المؤسسات من الأخطار السيبرانية لا تقل أهمية.
والمؤتمر الأول لأمن المعلومات والأمن السيبراني caisec’22 ليس مجرد محفل يتم فيه إلقاء كلمات ترحيب، ولكنه مرشح وبقوة ليكون أولاً منبراً لنشر الوعي ولعرض التجارب الناجحة ليس في العالم فقط ولكن هنا في مصر، فنحن بالفعل أمام نماذج ناجحة نقلت قطاعاتها إلى مرحلة تالية في العالم المتطور. ثم يعد المؤتمر ومن دورته الأولى نقطة التقاء بين القطاعات الحكومية وقطاعات البنية التحتية الحرجة والقطاع المصرفي والمالي وكذك الصناعي والإنتاجي والصحي والتعليمي وحتى فيما يتصل بتأمين غذاء كل مواطن.
كل هؤلاء ومعهم الخبراء يلتقون على مدى يومين للتباحث حول أفضل الحلول للوقاية من مخاطر الهجمات السيبرانية بكافة أشكالها وأمامهم نماذج لهجمات حدثت في العالم مثل انقطاع الكهرباء مثلاً عن نصف قارة أمريكا الشمالية منذ عدة أعوام.
وصرح أسامة كمال رئيس شركة ميركوري المنظمة للحدث أن “المؤتمر يشرف في دورته الأولى أن يحظى بدعم وحضور كوكبة من الوزراء، يأتي على رأسهم وزراء التموين والتعليم العالي والصحة والمالية والنقل والإنتاج الحربي والطيران المدني، وبدعم أيضاً من وزراء يشارك ممثليهم في المؤتمر مثل الكهرباء والبترول وغيرهما ولأن هذا هو التوجه العالمي، تُقدم الجهات السيادية دعمها لهذا الحوار الهام بالحديث والاستماع (وهو لا يقل أهمية عن الحديث) والرأي والمشورة والمعلومات”.
وفي نفس الوقت تشارك كبرى الشركات المصرية والعالمية العاملة في هذا المجال بقوة، إيماناً منها أن هذا ليس مجال عمل فحسب، ولكنه واجب تجاه مجتمع شاب وناهض كالشعب المصري الذي يخطو بخطوات وثابة نحو المستقبل.
يأتي الدعم بالمشاركة وبالمعرفة من شركات عملاقة مثل: دل تكنولوجيز ومجموعة بنية وإى فاينانس وشركات مايكروسوفت وسيسكو وهواوي وانتل واورنج والبنك التجاري الدولي وشركات ستار لينك وسايشيلد وأي بي إم وفي إم وير وكاسبرسكي واكسكلوسيف نتوركس وبروف بوينت وسايبر فورس وسيتريكس وألكان تليكوم وفيكسد جروب وبرق ولوجريثم وفيس بوينت وفيكتوري لينك ومصر للطيران وتاليس ونت سكاوت وانومالي وتوب تك.
وأضاف أسامة كمال: ” تتوافر كل عناصر النجاح من خلال كل هؤلاء الشركاء وشركة منظمة لديها خبرة تتخطى الربع قرن في تنظيم واحد من أكبر معارض الشرق الأوسط وإفريقيا في مجال التكنولوجيا وهو كايرو أي سي تي، الذي احتفل في نوفمبر الماضي بعيده الخامس والعشرين دون توقف رغم كل التحديات التي أوقفت معظم منافسيه في العالم”.
ومن ناحيته أعرب طارق هيبة مدير عام شركة دل في مصر وليبيا أن مشاركة دل تكنولوجيز في المؤتمر كراعي رسمي ورئيسي تنبع من إيمان الشركة أن دعم كل ما يتعلق بصناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مصر هو واجب لإظهار الجهد الكبير الذي تبذله الدولة لتطوير البنى التحتية التكنولوجية وتقديم حلول تنعكس على تقدم البلاد. وأضاف: “لقد أصبحت دل على مدى عدة سنوات جزء لا يتجزأ من التحول الرقمي في مصر، وخلال المؤتمر سيعرف الزوار معلومات جديدة عن تقنيات دل في أمن المعلومات والأمن السيبراني”.
ومن ناحيته أكد المهندس أحمد مكي – رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “بنية” أن رعاية “بنية سيستمز – إحدى شركات مجموعة “بنية” لهذا الحدث الهام تأتي انطلاقًا من إدراكها لأهمية قضايا الأمن السيبراني وأن مجال عمل مجموعة “بنية” المتعلق بتطوير البنية التحتية التكنولوجية يرتبط بشكل وثيق بقطاع أمن المعلومات والأمن السيبراني، وهو ما يجعلنا من أكثر الشركات حرصًا على الاستعانة بأحدث وأكفأ حلول التأمين للبيانات والمعلومات.
وشدد مكي على أهمية هذا الحدث في زيادة الوعي بعمليات حفظ البيانات واتباع ضوابط الأمان الصحيحة، خاصة في ظل التوسع في الاعتماد على أدوات التكنولوجيا المختلفة في كافة المجالات.
كما أكد المهندس أيمن الجوهري مدير عام شركة سيسكو في مصر وشمال إفريقيا والشام، أن الشركة أدركت أهمية القطاع واستثمرت 7 مليارات دولار فى بحوث التطوير والاستحواذ على الكثير من شركات الأمن السيبرانى لتتمكن اليوم من توفير الحلول المتجانسة فى أنظمة الاتصالات وحلول الأمن السيبرانى التى تمثل اليوم أكثر من 15 تكنولوجيا مختلفة فى شركة سيسكو، ولمواكبة كافة التطورات عملت شركة سيسكو مع كافة الجهات للتغطية الكاملة لهذا المجال كما تقدم سلسلة برامج تدريبية من خلال أكاديمية سيسكو للشبكات.
وأضاف أن التحول الرقمى أصبح ركيزة وتفخر سيسكو بكونها شريكاً فى الكثير من عمليات البينة التحتية فى الجمهورية الجديدة ومع هذا التحول يجب الاهتمام الكبير بعمليات الأمن السيبرانى وتطلع سيسكو لمؤتمر الأمن السيبرانى الذى سيناقش مختلف أدوات وآليات الأمن السيبرانى فى مصر.
وقال هشام مهران نائب رئيس اورنچ مصر لقطاع الشركات أن الشركة ليست مجرد مشغل اتصالات وتعمل في الكثير من الأنظمة مثل الحلول المتكاملة والحوسبة السحابية و خدمات الاستضافة، ذلك فضلا عن كونها تقوم ببناء Data centre للعاصمة الإدارية الجديدة.
وأضاف أن الشركة لديها خط أعمال كامل للأمن السيبراني، لافتا إلى أن عدد من الزملاء المسؤولين عن الأمن السيبراني سيقومون بالمشاركة باستعراض أحدث ما توصل إليه العالم في هذا المجال خلال المؤتمر.
يومان من العمل الجاد وتوصيات يخرج بها المؤتمر لتسهم في جهد كبير يبذل بالفعل على أرض مصر لحماية المؤسسات والأفراد.