الأرشيف

تربي عربي تحول لمليونير بسبب توليه دفن موتى أبناء جالية عربية في مصر

:

كتبت – وفاء أحمد

في عام1898 صدرت احصائية رسمية تفيد أن عدد سكان المقابر بلغ ٣٥ ألف نسمة، وبعد سنوات قليلة أشارت الاحصائيات إلى زيادة سكان القبور إلى  ٦٩ ألف نسمه لعام ١٩٤٧، وحسب احصائيات أخرى صادرة عن الجهاز المركزي للمحاسبات لعام ٢٠٠٨ ، فإن نحو ١.٥ مليون مصري يعيشون على حدود الموت، وفي عام ٢٠١٨ كشف الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء المصري أن قرابة ٥ ملايين مصري يعيشون في المقابر بنطاق ٢٥ محافظة، إلا أن القاهرة حظيت بنصيب الأسد بـ ١.٥ مليون مصري يعيشون في المقابر  خلال الـ١٠ سنوات الأخيرة.

ويظل السؤال كيف يعيش الناس في المقابر ؟ وما هي مشاكلهم اليومية؟، وهل كل سكان المقابر فقراء أم بينهم من يتخذ من مكانه مدخلا لتحقيق الملايين من الجنيهات وتكوين ثروة؟.. أسئلة كلها تجيب عنها الطريق من خلال معايشتها اليومية في عدد من مدافن العاصمة القاهرة.

مقابر الغفير

بين الحياة ونبضها والموت وسكونه طبقة من الطين الرقيق والتراب في مدافن الغفير، هنا حيث اختلط الحي بالميت وصارا جيرانا، فهناك يوجد احلام تولد لكي تموت مع اصحابها ، والحياه يسودها الموتي ، ولكن يظل السؤال هل جميع سكان المقابر يعانون من حد الفقر ؟ فالاجابه لا فيوجد ناس يقيمون في المكان فقط لانه عملهم ومصدر رزقهم وهذا هو التربي  الذي يعيش في المكان فقط لانه يوجد به عمله ويوجد لهم حياه اخري خارج المقابر ويوجد لديهم شقق اخري بعيد عن هذا المكان

بيزنس العطايا والصدقات

«الصباح نيوز» زارت ترب الغفير ، أحد أقدم الجبانات في مصر، وتقع في نطاق منطقة الدرب الأحمر، ثمة حياة هناك تعاكس سكون الموت، الأحواش تعج بالسكان الذي يعيشون حياة كاملة فوق الأرض بينما ترقد جثامين الموتي ساكنة وسط الضجيج،  (م.ه‍ ) سيدة في العقد الرابع من العمر تحظي بقدر كبير من الجمال والأنوثة الذي بدى شاذا وسط تلك المقابر،  تحفظت في البداية عن الحديث لكنها سردت في النهاية حكايتها.

«لسنا فقراء الحمد لله احنا معانا شقة جميلة في مدينة نصر بس ظروف شغل جوزي هي اللي سكنتنا هنا» هكذا استهلت السيدة حديثها موضحة أن زوجها يعمل تربي في المكان منذ زمن وأن وظيفته مربحة جدا على حد قولها تكفيه للعيش برغد.

زوجة التربي زادت أن المكان آمن واعتادوا عليه وانهم يعملون هذه المهنة ورثا عن والد زوجها، وأضافت أن «التربي» وظيفة حكومية تجلب الكثير من الرزق لذلك لم يتركها الأبناء التي يتورثوها، وقالت إن كل مشاكلهم اليوميه تكون مع “الشحاتين” كما اطلقت عليهم حيث يقومون بالدخول علي اهل الميت لكي يسترزقون من الصدقات فهذا يقلل من مقدار المال الذي يأخذه التربي لذلك يوجد مشكلة علي الرزق والعطايا والصدقات في ما بينهم».

شقة مدينة نصر

وعن مصير شقتهما في مدينة نصر ثقالت الزوجة إن زوجها قام بتأجيرها بملبغ محترم لطلبة الجامعات حيث إنها قريبة من جامعة الأزهر، وعن ثمنها رفضت ذكر رقم بعينه من المال لكن قالت يعني شقة في قلب مدينة نصر أكي هتجيب مبلغ محترم واحنا اشتريناها من فترة من عرق جبينا».

«الشيخ علي»، أحد الشيوخ الذين يعملون بالمنطقة، عمره ٥٢ سنة، يقوم بعمله كمؤذن في جامع “أبو المكارم”  منذ٣٠ سنة، يقول إن التربي يستغل الناس ويقوم بالنصب عليهم بالكثير من الطرق وفي الليل يقوم التربي بأخذ أموال الناس لكي يتركهم بسلام ، وتصبح المقابر غابة ليلية، لا يوجد أحد يستطيع أن يمشي بها ليلا.

(م.س) سيدة أخرى من سكان المقابر أكدت أن التربي يقوم بالنصب علي السكان عن طريق أخذ الاموال التي تدخل المقابر كنوع من التبرعات من أهل الميت للسكان فيتم اخذها من قبل التربي.

بيزنس الأموات العرب

السيدة أشارت إلى أحد “التُربية” ويدعى «إبرهيم .ر» عربي الجنسية، وله اسم شهرة ، لديه الكثير من الأموال ويمتلك الكثير أيضاً من الشقق والعمارات حيث يقوم بأخذ الأموال التي يقوم الناس بالتبرع بها ذوي موتى دولة عربية في مصرـ لسكان المقابر ليأخذها ويصرفها علي أهل بيته ولا يقوم بتوزيعها علي الفقراء.

وأضافت (م.س) أن التربي العربي وهو يتولى دفن وتجيهز قبر موتى إحدى الجاليات العربية في مصر، بمثابة مليونير يعيش وسط المقابر، ولديه استثمارات في الشقق والعمارات فهو يعمل أيضا كسمسار في العقارات وجمع من خلال عمله الملايين.

أصحاب مطاعم ومحال

السيدة الأربعينية أسرت لـ «الصباح نيوز» أن عدد كبير من سكان المقابر لديهم استثمارات تدر عليهم الالاف من الجنيهات شهريا« أنا أعرف ناس بالاسم في المقابر معاهم مطاعم ومحلات بمئات الألوف في حتت حلوة»، مضيفة أن هولاء يتخذون من أحواش المقابر سكن لكي يستطيعوا تأجير شققهم التمليك والاستفادة منها، بينما توفر لهم المقابر السكن المجاني فضلا عن  تجارتهم التي يديرونها خلف الستار.

ولفتت السيدة التي قضت 16 سنة بين المقابر في ترب الغفير أن الناس تعتقد أن الفقراء والمساكين والمشردين اتلذين يعيشون في المقابر، بينما العكس هو الصحيح إذ أغلب من يسكنون الأن بين القبور لديهم أموال تكفيهم للعيش في راحة ونعمة مدي الحياة، كما يوفرون مستقبلا باهرا لأطفالهم.

تجارة خفية ومنافذ بيع

«محمد. س»، طلب عدم ذكر اسمه أكد بدوره أن ثمة تجارة خفية تدور في المقابر وإن كانت غير شرعية حيث يرتادها بعد أرباب السوابق ومتعاطي المواد المخدرة، كما قام أخرون بفتح منافذ بيع جملة وقطاعي في المقابر للبيع للسكان وغيرهم من تجار المناطق القريبة وهي تجارة ازدهرت مؤخرا وضاعف من ارباحها عدم دفع هولاء لأموال ضرائب أو أي التزامات أخرى مما حولهم لتجار أثرياء.