نصار عبدالله: الفلسفة المعاصرة ملتصقة تماما بالواقع
قال الدكتور نصار عبدالله الشاعر والمفكر الكبير، إن ما يُقال بأن الفلاسفة موجودون في برج عاجي ولا صلة لهم بالواقع غير صحيح على الإطلاق، مشددًا على أن الفيلسوف المعاصر لا يمكن أن يكون منفصلا عن الواقع، لأن الفلسفة المعاصرة ملتصقة تماما بالواقع، ومن أوجه هذا الالتصاق، الفلسفة السياسية.
وأضاف عبدالله خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج “في المساء مع قصواء”، على قناة cbc، أن الحركات السياسية مثل حركات التحرر الوطني وراؤها فلسفات، كما أن الفلسفة تتصل بالواقع من خلال فرع من فروعها، وهو فلسفة العلم، التي تضع ضوابط للأداء العلمي، أما الفلسفة التي تتناول الجوهر والخلود عفا عليها الزمن: “النمط الأخير لم يكن يستهويني في فترة دراستي، وكنا ندرسه كتاريخ”.
وتابع المفكر الكبير، أن أي مشتغل بالسياسة –حتى لو لم يدرك- له منطلقات يمكن رده لها، أي أن هناك فلسفة ما تحركه، حتى لو لم يكن واعيا بها، لكن الأفضل أن يكون واعيا بها، لذلك فإن أعظم القادة الذين تركوا بصمة كانوا فلاسفة سياسة عندما كانوا زعماءً، على غرار ما حدث في الحركات اليسارية، مثل القائد الصيني ماوتسي تونج، والزعيم الروسي ستالين، والمفكر الشيوعي فلاديمير لينين، وفي اليمين، كان غاندي فيلسوفا سياسيا هنديا كبيرًا، ومن أهم تلامذته نهرو الذي سطّر ودون فلسفة غاندي، وبالتالي فإن الفلسفة لا يمكن أن تنفصل عن مسار أي ممارس سياسي.
وأكد، أنّ السياسي لكي يغير مجتمعاتي يجب أن يلجأ إلى تاريخ الفكر السياسي ويستمد منه مكوناته ويرى كيف تصور فلاسفة السياسية مجتمعا أفضل ليكون بديلا لمجتمع الواقع، حتى يحل مجتمع الحلم بدلا من مجتمع الواقع.
وأردف: “يمكن للسياسي أيضا أن يرجع إلى آراء الفلاسفة السابقين، أو يحيط نفسه بمستشارين، ففي الولايات المتحدة الامريكية تحرك مراكز الدراسات الاستراتيجية هي صانع القرار الحقيقي، فاليمين الجديد كلهم أبناء لشتراوس، وأثّرت كوندليزا رايس على بوش وسببت المصائب للمنطقة العربية”.