انطلاق اجتماع المجلس العربي للسكان والتنمية
كتبت عبير خالد
حالة الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة العربية مدعاة للقلق قبل حدوث الجائحة
اكد علـى مرابـط وزير الصحـــة التونسي ان التحدي الذي تواجهه أغلب الدول العربية هو وضع رؤية جديدة حول العلاقة بين السكان والتنمية وتبني سياسات سكانية وطنية مندمجة تتجاوز البعد الديمغرافي الكمي إلى الأبعاد النوعية وكذلك الالتزام برفع قضايا السكان إلى مستوى الأولويات في الخطط التنموية ومنظوماتها التشريعية والمؤسساتية.
واضاف خلال الجلسة الإفتتاحية لإجتماع المجلس العربي للسكان والتنمية للدورة العـــــــــــــــــادية (3) ، انة من بين القضايا ذات الأهمية القصوى يرتقي الأمن الغذائي إلى أعلى مستويات الأولوية و لذا حرصنا على حث الدول العربية على المشاركة في الدورة 54 للجنة السكان والتنمية للأمم المتحدة بنيويورك في 21 أفريل /نيسان 2021 التي مثلت لنا كذلك فرصة لمشاركة اللجان والمجالس العربية في الحدث الجانبي حول السكان و الأمن الغذائي بالدول العربية والذي نضمته إدارة السياسات السكانية للجامعة العربية.
لافتا “كانت حالة الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة العربية مدعاة للقلق قبل حدوث الجائحة” كما جاء ذلك في تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لسنة 2020، ومن المتوقع أن تكون التدابير المرتبطة بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والنتائج المترتبة عليها الأكثر قسوة على الفقراء حيث توجد مخاطر أكبر لمزيد من الأضرار بأنماطهم الغذائية مما يؤدي إلى درجات أعلى من سوء التغذية .
وقال تزخر الدول العربية بعديد الكفاءات التي تمكننا من بلوغ أهدافنا الإستراتجية لذلك إقترحنا تنظيم فعاليات تبادل خبرات بين الدول العربية و عقد ورشات عمل لتعزيز قدرات المجالس و اللجان الوطنية للسكان وتمكينها من الإستعداد للأزمات والأوضاع السكانية الطارئة.
في هذا السياق بادر المجلس العربي للسكان خلال الدورة العادية الثانية بتنظيم ورشات متعددة لفائدة أعضاء بالمجالس واللجان السكانية حول موضوع » الإدارة المحكمة بالنتائج « وتكفل المجلس للأعلى للسكان بالأردن مشكور تأمين الكلب أخذت النشاط والذي حظي بإستحسان المشاركين وعبروا عن يقينهم أن هذا التكوين سيأثر إيجابيا على مردوديتهم في إدارة الشأن العام.
أستغل الفرصة في موضوع التكوين والبحث لأحث مجلسكم الموقر في الدورة العادية الثالثة على التسريع في تنمية الروابط مع المركز العالمي للتكوين والبحث في ميدان الصحة الجنسية والإنجابية التابع للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري وهو مركز نموذجي مؤهل من المنظمة العالمية للصحة و مرجعي في التكوين و يتعامل مع الصندوق العالمي للسكان وسنصغي كوزارة إشراف إلى كل مقترحاتكم من أجل تطوير التعامل مع هذا المركز.
واضاف ان المنهج التشاركي الذي تتوخاه تونس يتطابق مع الرؤية المستنيرة للمجلس العربي للسكان والتنمية عند إحياء اليوم العالمي للسكان في 11 جويلية (يوليو) 2021 عبر تقنية الإتصال المرئي لإطلاق مؤشر السكان والتنمية المركب،Population Development Composite Index (PDCI) ، الذي نظمته إدارة السياسات السكانية (الأمانة الفنية للمجلس العربي للسكان والتنمية) بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، مكتب الدول العربية، وهو صاحب الفضل في تطوير هذا المؤشر.
واستطرد قائلا ان المجلس العربي للسكان في الدورة العادية الثانية لم يقف فقط على تطوير الإستراتجيات والآليات والتكوين لأعضاء المجلس بل خاض كذلك في المقاربات العميقة للتنمية السكانية في المجتمعات العربية.
واضاف تكتسي المقاربة بين التنمية السكانية والدين أهمية قصوى في البلدان العربية ولا يمكن تطوير أي استراتجية للتنمية السكانية مالم نتواصل دون مع علماء الدين ودمج رؤاهم في التصورات المستقبلية.
وببادرة من إدارة السياسات السكانية (الأمانة الفنية للمجلس العربي للسكان والتنمية) وبالتعاون مع منظمة الشركاء في السكان والتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ترأست تونس ممثلة بوزير الصحة إجتماعا لتبادل الخبرات بين الدول العربية ودول من منظمة الشركاء في السكان والتنمية بعنوان ” تبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات المتعلقة بالإسلام والصحة الإنجابية ” والتي مكنت من تقارب الرؤى مع متدخلين من علماء في الدين وإنارة أعضاء مجالس أو لجان للسكان بإنتظاراتهم وحيثيات تطوير الإستراتجيات الملائمة.
واكد على أن التوافق بين الخطاب الديني والخيارات في السياسة الإنجابية هو أهم رافد في جل مجتمعاتنا الإسلامية لوضع إستراتيجية تمكننا من الإنخراط وتحقيق التنمية المستدامة وخاصة منها النقطة 6 من الهدف الخامس الذي يخص الحق في الصحة الإنجابية والجنسية.