توك شو وفيديوهات

«اللي ينزل بالبارشوت موتوه بالحلل».. يوميات ماقبل حرب أكتوبر علي لسان أصحابها

:

الحاجة زينة: كنا ناكل اللحمة كل شهر وممنوع الخروج بعد المغرب
داوود: الناس مكانوش مصدقين إننا عبرنا القناة بأقل خسائر

كتبت – هبه أحمد:

نحو 48 عاما مضت على حرب أكتوبر المجيدة التي استعادت بها مصر قطعة عزيزة وغالية من أرض الوطن من أيدي محتل صهيوني، وضرب الشعب المصري أروع التضحيات من أجل مساعدة قواته المسلحة على الانتصار، فاقتتطع من خبزه وتحمل صعاب المعيشة وتحويل الدولة لمعظم ايرادتها المالية للمجهود الحربي حتي تحقق النصر المبين.

بالعودة للوراء كل هذه السنوات وللتعرف على أحوال المواطنين المعيشية وقت التجهيز للحرب وحتى اندلاعها، التقت “الصباح” بعدد من شهود العيان ممن عاشوا تلك الأيام الصعبة.

في البداية قالت الحاجة «زينة» 73 سنة، والتي كانت شاهدة على أيام الحرب” كانت أيام عصيبة لكن تحملنا من أجل الجيش ومكناش مضايقين لأن الأرض زي العرض بالظبط وكان أهم حاجة نساعد ولادنا على الجبهة”.

وأضافت شاهدة الحرب التي كانت تقطن الإسكندرية وقتها”:
“مكنش في أكل ولا شرب وكنا ناكل لحمة مرة كل شهر عن طريق أحد الجزارين الذي كان يدبح في الغيط ويبيعها لبعض الناس
وكانت توجيهات الحكومة المصرية وقتها أن يقضي الناس مصالحهم في الصباح
، ممنوع الخروج بعد المغرب،
وقبل المغرب بقليل كان يجب علي السكان إغلاق الأنوار وعدم الخروج من المنزل وإذا خرج أحد كانت الحكومة تحذره وتعنفه “.

تسرح الحاجة زينة بذاكرتها في الماضي قبل أن تستطرد “من ضمن توجيهات الحكومة للأهالي إذا رأى أحد المواطنين عدو ينزل بباراشوت أن يهاجمه “بالحلل”.

يلتقط دواود 75 عاما، موظف على المعاش طرف الحديث مستذكرا أيام الحرب ووقت ووقعها حتي انها عاصر نكسة 67 بكل تفاصيلها وأمهله الزمن ليرى جنود مصر وهم يمحون أثار الهزيمة وعودة الثقة ليضيف أنه عاش سنوات الذل والمهانة مع هزيمة مصر الخاطفة في 67 وكغيره من المصريين لم يكن يستوعب ماحدث.

وتابع ” كنا نعيش في حالة ضنك واكتئاب وعدم الرغبة في الحياة ومكسورين وكأننا فقدنا أعز مانملك فالأرض مثل العرض تماما».

وأضاف الرجل السبعيني « كانت أيام صعبة والاقتصاد والموارد كلها كانت رايحة على الجيش اللي بيحهز للمعركة

والفقرا تعبو،ا الناس كلها بتعاني
حالة اكتئاب».

وعن حرب أكتوبر قال داوود «و
قت 6 اكتوبر مكنش حد مصدق إن في عملية عسكرية بتحصل،
الواحد معنوياته بدأت تزيد بعد ما سمعوا في الراديو والأخبار وظهرت البيانات العسكرية بتقول غننا عدينا قناة السويس ودمرنا خط برليف
، وقتها فرقت في رفع المعنويات ،
ووقتها حسيت إن الجيش عمل المستحيل بسبب تصدير فكرة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر وخط بارليف عشان تدمره لازم قنبلة ذرية».

وتابع «محمد حسنين هيكل كان بيقول عشان تعدي خط بارليف نص جيشك هيروح في المعركة دي إنه يعدي بس القناة وخط بارليف ، والعرب كان مجتمع ومتكاتف جدا
كان في ناس مش واثقة في الجيش من وقت 67 وأن الجيش بيقول معلومات غلط وكان منسحب وقت الحرب فكان هناك احساس بالإهانة وعدم الثقة في قدرة الجيش أنه هيقدر يرجع الأرض ويحمي البلد،
وكان في سخرية من الجيش العائد من سيناء
، والوضع اختلف في 6 أكتوبر 73 ، والناس بدأت تطمئن وقت ما كان الأخبار اللي من الراديو اللي في مصر زي الأخبار اللي من الإذاعات الخارجية
وقتها حسينا إننا بنحارب و بنتصر،
وقتها كنت بشتغل في بنك واتفاجئت بأن في حرب هتقوم وقتها كنت مبسوط
ووقتها طلاب المدارس اخدوا أجارات تخوفا من أي خطر.

واختتم« بعد التأكد من العبور العظيم الشعب المصري عاش أحمل لحظاته والناس كانت بتحضن بعض ومبسوطة ومكانش في حظر تجول والشباب والستات كله راح يتبرع بدمه كنوع من الدعم والمشاركة للجيش وإنقاذ المصابين».