رياضة

“سيد الخواتم” يستعد لولاية جديدة في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية

:

يرى البعض أن الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في صورة “سيد الخواتم” القوي بينما يراه البعض الأخر بأنه إصلاحي وصاحب رؤية.

يبدو باخ دون أي شك، في طريقه للفوز بولاية ثانية وأخيرة في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية خلال الجمعية العمومية رقم 137 التي تنطلق غدا الأربعاء عبر تقنية فيديو كونفرنس.

وأشاد العشرات من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بقرار باخ في العام الماضي عندما أعلن نيته في الترشح لولاية ثانية عقب نهاية ولايته الأولى، حيث قال حينذاك “إذا أردتم أنتم أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية فإنني على استعداد للترشح لولاية ثانية كرئيس للجنة الأولمبية الدولية ومواصلة خدمتكم والحركة الأولمبية، التي نحبها جميعا، لأربعة أعوام أخرى”.

ووفقا للوائح اللجنة الأولمبية الدولية فيحق لرئيس اللجنة أن يترشح لولاية أولى تمتد لثمانية أعوام ثم يترشح لولاية ثانية تستمر لأربعة أعوام فقط.

باخ صاحب الميدالية الذهبية الأولمبية في المبارزة، انتخب رئيسا للجنة الأولمبية الدولية في 2013 خلفا للبلجيكي جاك روج.

وشهدت ولايته الأولى تقديم أجندة 2020 والأجندة المحدثة 2020 +5 لجعل عملية الترشح واستضافة الدورات الأولمبية أقل تكلفة وأكثر سهولة، والتحرك باتجاه المساواة والشفافية الكاملة بين الجنسين، وتقديم رياضات جديدة مثل ركوب الأمواج والتزلج ورياضات التسلق في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل.

وفي نفس الوقت واجهت اللجنة الأولمبية الدولية تحت قيادة باخ تحديات غير مسبوقة مثل جائحة كورونا التي أدت إلى تأجيل أولمبياد طوكيو لعام كامل ، والصعوبات التي واجهت أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، والاضطرابات في الاتحادات الرياضية الأولمبية مثل الملاكمة ورفع الأثقال بجانب فضيحة المنشطات الروسية.

الإدانة الوحيدة التي وجهت لباخ تمثلت في تأخره في قرار تأجيل أولمبياد طوكيو حتى مارس 2020، بعد مطالبة الرياضيين واللجان الأولمبية الوطنية والاتحادات الرياضية بهذه الخطوة وتهديدهم بعدم الذهاب إلى اليابان.

كما تعرض باخ واللجنة الأولمبية الدولية لانتقادات بسبب التراخي في التعامل مع الملف الروسي بعد الكشف عن فضيحة التلاعب في عينات الرياضيين بهدف التستر على تورطهم في تعاطي المنشطات، حيث ظهرت ملامح هذه الفضيحة بعد أعوام من أولمبياد سوتشي الشتوي عام 2014، وهي أول دورة أولمبية تقام في عهد باخ.

كما تعرضت اللجنة الأولمبية الدولية لانتقادات متزايدة فيما يتعلق بملف أولمبياد بكين الشتوي عام 2022، وسط إدانة عالمية واسعة للصين بسبب القمع ضد أقليلة الإيجور المسلمة بجانب قمع الاحتجاجات الواسعة في هونج كونج.

وشهد ملف الترشح لاستضافة أولمبياد 2022 الشتوي، انسحاب جماعي للمدن التي أبدت رغبة أولية في الاستضافة، لتتبقى فقط بكين والماتي الكازاخية ، مما دفع اللجنة الأولمبية الدولية لفتح باب الترشح على استضافة دورتين أولمبيتين متتاليتين في خطوة نادرة الحدوث، حيث فازت باريس باستضافة أولمبياد 2024 مقابل فوز لوس أنجليس بحق استضافة أولمبياد 2028.

واعتبرت اللجنة الأولمبية الدولية ملف بريسبان كوينزلاند المرشح الأبرز لاستضافة أولمبياد 2032 .

التبسيط القسري لأولمبياد طوكيو بهدف التحكم في التكاليف تم اعتباره أيضا مخطط للدورات الأولمبية في المستقبل.

ووصف باخ قيادة اللجنة الأولمبية الدولية والحركة الأولمبية خلال جائحة كورونا بأنها “مهمة هائلة” وستكون ولايته الثانية عامرة بالتحديات بشكل أكبر، مثل المطالبة بفرص تجارية أكبر للرياضيين خلال الأولمبياد (المادة 40 من الميثاق الأولمبي) وقدر أكبر من الحرية في التعبير عن أنفسهم (المادة 50 من الميثاق الأولمبي).

وقال ماكس هارتانج رئيس لجنة الرياضيين بالاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية “إذا أراد أن يتم اعتباره إصلاحيا فعليه أن يطبق ذلك في ولايته الثانية”.

من جانبه كتب الكندي ديك باوند العضو الأكثر استمرارا في اللجنة الأولمبية الدولية، في عمود اليوم الثلاثاء في بوابة “إنسايد ذا جيمز” أنه في عام 2025 “باخ سيكون قد طور المنظومة بشكل أفضل عما كان عليه الوضع عندما استلمها”، مشيرا إلى وجود ارتياح على نطاق واسع داخل اللجنة الأولمبية الدولية بعد إعلان باخ عن قرار الترشح لولاية ثانية.