إحذر من خسارة صحتك في رحلة التخلص من الدهون

كتبت:اميرة حمدي
خسارة الوزن والحصول على جسم مثالي حلم مشترك بين جميع البشر خاصة الفتيات، ويدفعهم لتجربة طرق مختلفة لتحقيق هذه الرغبة، وبعدما لجأ كثيرون إلى تناول الطعام بشراهة خلال فترة الحظر المنزلي لفيروس كورونا كوسيلة للتسلية والترويح عن النفس في أوقات الفراغ، أدركوا ضرورة التخلص من الكيلوجرامات الزائدة بسرعة عندما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، لكن الخسارة السريعة خسارة كبير.
الحلول السريعة للتخلص من الوزن
الحلول السريعة بمثابة طريق مختصر للقضاء على صحتك وحرمان جسدك من الفيتامينات التي يحتاجها فتشعر بالدوار وعدم التوازن ويتحول وجهك إلى الأصفر الشاحب وتضعف صحتك، وهذا يتناقض مع فائدة الوزن الصحي لتحسن الصحة العامة وزيادة طاقة الجسم ولياقته، والطريق الأفضل هو الإبتعاد عن فكرة الحرمان لأن الحال لن يدوم وستعود مرة أخرى لتناولها بشراهة، لأن ما إكتسبته خلال شهور وسنوات لن تفقده في أيام
التغيير يبدأ من داخل عقلك عندما تدرك طبيعة جسمك الكيفية التي يعمل بها كل نوع من الطعام في جسدك وما يحدث عند تناول كميات أكثر من إحتياجك، تقليل الوجبات فقط سيفقدك رقم على الميزان لكن تقليل الأطعمة الضارة وإستبدالها بأطعمة مفيدة هو ما سيجعل رحلة خسارة الوزن تنجح بلا عواقب.
وتقول “مي فتحي” صاحبة تجربة مع خسارة الوزن ” إتبعت نظام قاسي لمدة شهرين وتناولت الطعام بكميات قليلة جدا وتناولت أعشاب لخسارة الوزن من العطار وبالفعل فقدت أكثر من 20 كيلو ثم توقفت لشعوري بالإجهاد وعاد وزني في الزيادة مرة أخرى ولا أستطيع منع نفسي عن تناول الطعام، أما عن حالتي الصحية فتدهورت وأصبحت أعاني من رعشة في الأطراف وعدم إنتظام في ضربات القلب”
وتضيف سحرأمين التي فقدت 22 كيلو جرام خلال 4 أشهر ” لم أتوقع يوما أن أخسر وزني عن إقتناع ورغبة شديدة، أنا صاحبة وزن زائد منذ الصغر، لكن الأمرجاء مختلفا معي وبدأت أثناء فترة الحظر المنزلي بعدما كنت أتناول الشوكولاتة والحلويات يوميا، لم أحدد وقتا للإنتهاء من الريجيم بل قررت التخلص من العادات السيئة فقط الوزن لأنه نتيجة عاداتنا السيئة في تناول الطعام، إبتعدت عن السكر الأبيض والدقيق والمقليات والتي نعرف جيدا أنها ضارة ومع ذلك نأكلها،وحصلت على السكر من العسل الطبيعي والفاكهة وضاعفت كميات الخضروات والبروتين والماء في اليوم، ففقدت وزني دون أن أفقد صحتي، وكان جيمع أصدقائي يسألونني عن صحتي وهل اشعر بدوخة، لأن الكثير لا يعرف الفرق بين خسارة الدهون الزائدة وخسار الصحة
أشهر خرافات التغذية
من أشهر الخرافات عدم تناول النشويات كالأرز والمكرونة والعيش، رغم نصائح الخبراء بأهميتها لإمداد الجسم بالطاقة لكن يمكن الحصول عليها من مصادر صحية كالشوفان والبطاطس والعيش البلدي والحمص والكينوا والبرغل والفريك
تقول الدكتورة “نورهان قنديل” أخصائية التغذية:- ” لا يوجد فاكهة ممنوعة في الريجيم إلا في حالات صحية معينة لكن الفاكهة اللينة غير المقرمشة تحتوي على كمية كبيرة من السكر، وكل شئ يزيد عن حده يصبح ضار، فالإفراط في تناول الألبان والزبادي كارثة وتؤدي إلى زيادة الوزن، ولا يوجد دراسة علمية واحدة تثبت أن الزبادي بالليمون يساعد في إنقاص الوزن” وهذا ما أكده الدكتور”خالد جودت” جراح السمنة المفرطة “الزبادي واللبن من أكثر الأشياء التي تسبب زيادة الوزن، وعلميا خل التفاح يسبب إلتهابات في المعدة تمنع عن تناول الطعام ومن ينصح بأنه سبب مباشر لفقدان الوزن غير صحيح”
أما عن المرأة المرضعة تضيف “قنديل” :- هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول تغذية الأم كتناول الطحينة والحلاوة والحلبة لزيادة اللبن ، والحقيقة ليس لها تأثير مباشر لكنها تجعل الأم تشعر بالعطش فتشرب كميات أكبر من الماء مما يزيد من كمية اللبن، ومن الأخطاء الشائعة توقف الأم عن تناول الفيتامينات بعد الولادة لأنها تعقتد أنها لتغذية الطفل لكن الطفل يتغذى من جسم الأم وهذه الفيتامينات لتعويض ما تفقده ويجب الإستمرارعليها عام بعد الولادة”
العادات الضارة والبدائل الصحية
نعرف جمعيا ماهي الأطعمة الضارة لكن لا ندرك مدى ضررها، وأشهرها والدقيق الأبيض وجميع منتجاته، المياة الغازية، الزيوت والدهون غير الصحية والكاربوهيدرات البسيطة كالمكرونة والأرز بكميات كبيرة، والوجبات السريعة، كذلك الإفراط في إستخدام الملح،
تقول أخصائية التغذية واللياقة البدنية “وعد أمين” أن تناول النشويات كالعيش مع اللحوم من أخطر أسباب التأثيرعلى الأنسولين فيرتفع بشكل مفاجئ ويكون الدهون “
وتقول د.نورهان قنديل” السكر العادي طبعا مضر والأفضل إستبداله بالعسل الأبيض، وليست كل أنواع سكر الدايت جيدة لأن بعضها يقوم الجسم بتخزينة بشكل ضار لكن منها ما يعتبر بديل جيد للسكرالأبيض،وحبوب الأوميجا رغم فائدتها لا تعد بديلا لتناول السمك مرتين بالأسبوع وخاصة سمك الماكريل الذي يعطي نفس فائد التونة”
الصيام المتقطع،، نظامك الأمن
أفضل طريقة لخسارة الوزن أو تجنب إكتسابه هي معرفة إحتياج الجسم من السعرات الحرارية والتي تختلف من شخص لأخر، فتناول الكميات المناسبة يثبت الوزن وتقليلها يؤدي لخسارة الوزن، تقول د.نورهان قنديل:- ” لا أؤيد أي أنواع من الريجيم تعتمد على المنع لأنواع من الطعام لأن كل ما خلقه الله مفيد ويجب تناوله ولكن بطريقة صحيحة، ومشكلة الأنظمة الكيميائية على إختلاف أنواعها والتي تعتمد على تناول أنواع معينة من الأكل أو المشروبات أنها تجعل الجسم يحتفظ بالدهون ويفقد كتلته العضلية،وأنصح بإتباع الصيام المتقطع الذي يعتمد على تناول الطعام خلال ساعات محددة في اليوم والصيام عن الطعام لمدة تبدأ من 14 ساعة أو أكثر من بينها ساعات النوم مع شرب المياه والمشروبات العشبية والقهوة بدون سكر أو لبن، ويحمي من أمراض كثيرة ويحسن الصحة العامة بالإضافة إلى خسارة الوزن والأهم الإلتزام بعدم تجاوز السعرات اليومية ويمكن معرفتها من خلال قياس الإنبودي inbody”
متى تفكر في العمليات الجراحية؟
يقول د.أحمد عثمان- أخصائي جراحات السمنة – أن التفكير في الحل الجراحي يجب أن يكون بعد فشل محاولات إنقاص الوزن بالريجيم، ويتم تحديد العملية المناسبة بناء على طبيعة الجسم ونوع الطعام الذي يتناوله المريض بكثرة، وهناك حالات مرضية لا يناسبها أنواع من العمليات كإرتجاع المرئ يناسبه تحويل المسار وليس التكميم، وهذا ما يؤكده د.خالد جودت ” لا أنصح باللجوء إلى التدخل الجراحي إلا بعد تجربة الريجيم لكن المهم هو أن يتخذ القرار ولا يضيع عمره في السمنة ، وعلى الرغم من أن هذا النوع من العمليات يتم إجراؤه للأوزان الكبيرة لكن توجد إستثناءات كأمراض السكر والضغط والمضيفين والفنانين، وبعض الحالات تحتاج نوع من العمليات فعمليات قص المعدة أو التكميم تسبب إرتجاع المرئ ومنها ما يعالجه والأمر يتوقف على التاريخ المرضي للحالة” وعن عمليات النحت الموضعي يضيف ” لا أنصح بعمليات النحت إذا كان الوزن زاذد في الجسم بأكمله لكن يمكن تنفيذها إذا كان المريض في وزن مثالي وتوجد منطقة محددة تتراكم بها الدهون