أسرار ووصايا سمية الألفي الأخيرة..عمر الفيشاوي يكشف عن وصية والدته الأخيرة

تحدث عمر فاروق الفيشاوي عن اللحظات الأخيرة في حياة والدته سمية الألفي، الفنانة الراحلة التي تركت بصمة واضحة في السينما
والتلفزيون المصري.
في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج “كلمة أخيرة” عبر قناة ON، استعرض عمر تفاصيل مؤثرة عن آخر أيام والدته، وكيف
كانت تتعامل مع مرضها السرطاني الذي استمر نحو ست سنوات، مؤكداً على إرثها الفني الكبير والوصايا الإنسانية التي تركتها لأبنائها.
السمو الروحي والإيجابية في مواجهة المرض:
أكد عمر الفيشاوي أن والدته كانت في حالة من الرضا والسلام النفسي حتى في أيامها الأخيرة.
على الرغم من الصراع الطويل مع مرض السرطان، حافظت سمية الألفي على روحها الإيجابية وكانت تتعامل مع وضعها الصحي بتقبل وهدوء، حيث
كانت تردد دائمًا “الحمد لله” حتى في أشد لحظاتها المرضية.
حرصت سمية الألفي على ألا تُقلق أسرتها أو تُشعرهم بحزن كبير، بل كانت تشجعهم على الاستمتاع بكل لحظة معاً.
وأضاف الفيشاوي: “كانت دائمًا تقول أنا مبسوطة وراضية بكل حاجة، حتى لو مش قادرة أشتغل أو أشارك في الفن، كانت مبسوطة
بكل لحظة معانا.
” وهذا التفاعل الروحي العميق جعل من سمية الألفي قدوة لأفراد أسرتها في التعامل مع التحديات والصعاب.
الوصية الأخيرة للأخوين:
من بين الأمور المؤثرة التي كشف عنها عمر الفيشاوي كانت الوصية الأخيرة التي تركتها والدته، والتي تتعلق بالحفاظ على علاقة الأخوة
القوية بينه وبين شقيقه أحمد الفيشاوي.
وفقًا لما ذكره عمر، كانت والدته دائمًا تحثهم على البقاء متماسكين، وتوصيهم بعدم السماح لأي شيء أن يُفرق بينهما.
هذه الوصية كانت أحد المواضيع التي شغلت بال سمية الألفي في أيامها الأخيرة، حيث كانت تأمل أن يظل الأخوان مترابطين بغض النظر
عن التحديات التي قد تواجههم.

إرث فني وإنساني كبير:
أشاد عمر الفيشاوي بالدور الفني والإنساني الذي قامت به والدته طوال حياتها. سمية الألفي لم تكن مجرد فنانة شهيرة، بل كانت
أمًا حنونة قلبها نقى، تركت بصمة واضحة في شخصية أولادها.
عمر ذكر أن والدته غرست فيهم القيم الإنسانية من الاحترام المتبادل والخصوصية، مما جعلهم يشكلون أسرة مترابطة تقدر الحياة
بشكل أعمق. وأضاف: “ماما كانت دايمًا موجودة معنا، ودايمًا كنا نستشيرها في أي حاجة، وكانت قلبها واسع وتحب تساعدنا.”
كما أشار إلى أن تأثيرها الفني لا يقتصر على الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي قدمتها، بل كان لها دور كبير في تشكيل
منظومة أخلاقية داخل الأسرة. والدة عمر الفيشاوي كانت نموذجًا في الصبر والإيمان، وتعلموا منها كيفية مواجهة الحياة بحب وعزيمة.
علاقة استثنائية بعد الانفصال:
تحدث عمر الفيشاوي أيضًا عن العلاقة التي جمعته بوالديه بعد انفصالهما، مشيرًا إلى أنها لم تؤثر أبدًا على استقرار الأسرة.
“عمرهم ما حسسونا بموضوع الفراق”، كما أضاف، مشيرًا إلى أن والدته ووالده ظلوا دائمًا أصدقاء وواصلوا تواصلهم بعد الانفصال، وكانا حريصين
على تماسك الأسرة وخصوصًا في اللقاءات العائلية التي كانت تُعقد كل يوم جمعة. هذه العلاقة بين والديه، رغم التحديات، ساهمت في خلق
بيئة مستقرة للأطفال، وأكدت أن الحب والمودة كانا أساس العلاقة بينهما حتى بعد الفراق.
مسيرة فنية نادرة:
سمية الألفي كانت واحدة من أبرز الفنانات المصريات في السبعينات والثمانينات، وقدمت العديد من الأدوار الهادئة والرومانسية التي جعلتها
تتميز في جيلها. وقد بدأت مسيرتها الفنية منذ السبعينات، وارتبط اسمها بمجموعة من الأفلام السينمائية والتلفزيونية الناجحة.
ورغم ابتعادها عن الأضواء بسبب المرض، استمرت ذكراها حية في الذاكرة الفنية المصرية. سمية الألفي كانت فنانة ذات روح إنسانية
عميقة، إضافة إلى أنها كانت تحرص على دعم أبناءها في حياتهم الشخصية والمهنية.
إرث سمية الألفي سيظل حياً في القلوب:
أختتم عمر الفيشاوي حديثه بالتأكيد على أن إرث والدته لن يقتصر فقط على الأعمال الفنية التي قدمتها، بل سيمتد عبر القيم والمبادئ
التي غرسها في أولادها، وكذلك روح الحب والتفاؤل التي كانت تنتقل لهم ولمن حولها. وأضاف أن ذكريات والدته ستظل حية في
قلوبهم إلى الأبد، وأن وصاياها وأسلوب حياتها سيبقيان نموذجًا يحتذى به في الصبر والوفاء.
تظل سمية الألفي نموذجًا فنيًا وإنسانيًا نادرًا، وقد برع عمر الفيشاوي في إبراز هذه الجوانب العميقة من شخصيتها في حديثه الأخير.
إرثها الفني والأخلاقي سيظل حيًا في ذاكرة محبيها وأسرتها، ويعتبر كل من عرفها أن حياتها كانت مليئة بالإبداع والحب.








