
أصدرت نقابة المهن التمثيلية خلال الساعات الماضية بيانًا عاجلًا، بعد تطورات غير متوقعة شهدها العرض الخاص لفيلم
سينمائي جديد، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل الوسط الفني، ودفعت النقابة إلى التحرك رسميًا لحسم الموقف
ووضع حد لما وصفته بتجاوزات غير مقبولة.
ما الذي استدعى البيان؟
مصادر مقربة من النقابة كشفت أن البيان جاء عقب متابعة دقيقة لما جرى داخل قاعة العرض، وما تبعه من تداول
واسع لمحتوى مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جرى نشره خارج سياقه الطبيعي، ما تسبب في حالة
من الغضب والاستياء داخل الأوساط الفنية.
وأكدت المصادر أن النقابة رأت ضرورة التدخل العاجل، خاصة بعد تحول الواقعة من حدث محدود إلى قضية
رأي عام، أثارت تساؤلات حول أخلاقيات التصوير داخل الفعاليات الفنية، وحدود المسموح في التغطية الإعلامية.
موقف حاسم من النقابة
في بيانها، شددت نقابة المهن التمثيلية على أنها لن تتهاون مع أي ممارسات تنتهك خصوصية الفنانين
أو تسيء إليهم، مؤكدة أن ما حدث في العرض الخاص لا يمكن اعتباره أمرًا عابرًا أو مقبولًا تحت أي ظرف.
وأوضحت النقابة أن حرية الإعلام لا تعني الفوضى، ولا تبرر التقاط الصور أو مقاطع الفيديو دون إذن، أو نشرها
بصورة مسيئة أو خارج سياقها، مشيرة إلى أن النقابة بدأت بالفعل في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتورطين.
إجراءات عاجلة وتحركات رسمية
ضمن التحركات التي تضمنها البيان، أعلنت النقابة تكليف الشؤون القانونية باتخاذ الخطوات اللازمة للتحقق
من تفاصيل الواقعة، بما في ذلك طلب تفريغ كاميرات المراقبة داخل قاعة السينما التي شهدت العرض الخاص، بهدف
تحديد هوية الأشخاص المسؤولين عن التصوير غير المصرح به.
كما أكدت النقابة أنها ستتقدم بطلب رسمي إلى النيابة المختصة، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت
تورطه، سواء كانوا أفرادًا أو صفحات أو منصات رقمية قامت بنشر أو ترويج المحتوى محل الجدل.
أشرف زكي: لن نتهاون
من جانبه، أكد نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي أن النقابة ستواجه هذه التجاوزات بالقانون، دون
تهاون أو مجاملة، مشددًا على أن ما حدث يمثل إساءة مباشرة لصورة الفن المصري ومكانته.
وأضاف أن النقابة ستلاحق كل من يثبت تورطه في هذه الوقائع، مؤكدًا أن حماية كرامة الفنانين والدفاع
عن حقوقهم تمثل أولوية لا يمكن التراجع عنها.
دعوة للإعلام وتحذير واضح
وجّهت النقابة، في بيانها، دعوة صريحة إلى المواقع والمؤسسات الصحفية والجهات الإعلامية الملتزمة
بالمعايير المهنية، للتضامن معها في مواجهة هذه الممارسات غير المهنية، والعمل على وقف ما وصفته
بحالة الانفلات التي تضر بالمهنة وبسمعة الدولة المصرية.
كما شددت على أن الالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي هو خط الدفاع الأول ضد مثل هذه
التجاوزات، مؤكدة أن أي خروج عن هذه القواعد سيُقابل بإجراءات صارمة.

ما وراء البيان
يرى متابعون أن البيان العاجل يعكس حالة قلق متزايدة داخل الوسط الفني، نتيجة تكرار وقائع مشابهة خلال الفترة
الأخيرة، سواء في العروض الخاصة أو المناسبات العامة، ما دفع النقابة إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا في التعامل مع هذه الظاهرة.
وأشاروا إلى أن ما جرى في هذا العرض الخاص لم يعد مجرد واقعة فردية، بل أصبح مؤشرًا على أزمة
أوسع تتعلق باستخدام الهواتف المحمولة، والسعي وراء التفاعل الرقمي على حساب الخصوصية والكرامة الإنسانية.
ترقب للخطوات المقبلة
حتى الآن، تترقب الأوساط الفنية ما ستسفر عنه الإجراءات القانونية والتحركات الرسمية التي أعلنتها النقابة، في
ظل تأكيدها على متابعة القضية حتى نهايتها، وعدم الاكتفاء بالبيانات أو التصريحات الإعلامية.
ويظل البيان العاجل لنقابة المهن التمثيلية بمثابة رسالة واضحة بأن المرحلة المقبلة ستشهد تشددًا أكبر في مواجهة أي
تجاوزات، خاصة تلك التي تحدث داخل الفعاليات الفنية، حفاظًا على احترام المهنة وصورة الفن المصري.







