
في صباح هادئ تحولت معه شوارع الإسكندرية إلى مسرح مأساوي، رحلت عن عالمنا الفنانة نيفين مندور، التي طالما تركت
بصمة فنية لا تُنسى رغم قصر مسيرتها الفنية.
الحدث لم يكن مجرد حريق شقة، بل لحظة ألم أثرت على جمهورها وزملائها في الوسط الفني، ليصبح خبر وفاتها
نقطة تحول في الذاكرة الجماعية لمحبي السينما المصرية.

القصة وراء الحريق: لحظات درامية صعبة
شهد جيران الفنانة اندلاع الحريق في شقتها بالإسكندرية في حدود الساعة السابعة صباحًا، وتسبب الدخان الكثيف
في اختناق نيفين مندور قبل وصول المساعدات.
وفقًا لشهود العيان، كانت الفنانة قد أجرت عملية جراحية قبل أيام، ما جعل الحركة صعبة عليها، بينما نجا زوجها بعد استغاثته
بالجيران من نافذة الشقة.
توضح هذه التفاصيل أن الحادث لم يكن مجرد حادث عابر، بل مأساة إنسانية حقيقية، تفتح الباب للتأمل في هشاشة
الحياة وسط النجاح الفني والشهرة.

نيفين مندور: بين النجومية والابتعاد عن الأضواء
رغم أن مشوارها الفني كان قصيرًا نسبيًا، إلا أن دورها في فيلم اللي بالي بالك بشخصية “فيحاء” جعلها علامة
بارزة في السينما المصرية.
بعد النجاح، اختارت الابتعاد عن الأضواء، تاركة وراءها جمهورًا يحن لأعمالها، لكنه لم ينسَ طيفها الفني الذي بقي حاضراً
في ذاكرة المشاهدين.
مسلسلات مثل راجعلك يا إسكندرية ومطعم تشي توتو، وأعمالها المسرحية السابقة، كانت بمثابة شهادات
على موهبتها التي جمعت بين البساطة والأداء القوي، مؤثرة على الوسط الفني رغم غيابها الطويل.
صدمة الوسط الفني والجمهور
نعى العديد من الفنانين الراحلة، منهم شريف إدريس الذي كتب على فيسبوك:
“لا إله إلا الله.. الصديقة الطيبة الجميلة نيفين مندور في ذمة الله.. الله يرحمك ويحسن إليك”
وتفاعل الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستذكرين ذكرياتهم مع شخصيتها المميزة، مؤكدين أن رحيلها المبكر
ترك فراغًا فنيًا وإنسانيًا كبيرًا.

التحقيقات الرسمية: كشف الملابسات
تواصل النيابة العامة التحقيق في الحادث، وندبت خبراء الأدلة الجنائية للكشف عن سبب الحريق بدقة، بينما يواصل
ضباط الشرطة استجواب الشهود والجيران لتوثيق كل تفاصيل اللحظات الأخيرة.
مشوار نيفين مندور الفني
ولدت نيفين مندور في 28 نوفمبر 1972، وبدأت عشقها للتمثيل منذ الصغر، من خلال المشاركة في
المسرح المدرسي ثم الجامعي.
وقدمت أول بطولة سينمائية لها في فيلم اللي بالي بالك عام 2003
بشخصية “فيحاء”، زوجة الضابط رياض المنفلوطي، والذي جسد دوره الفنان محمد سعد.
حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا واسعًا، وجعل نيفين مندور من أبرز وجوه السينما المصرية في ذلك الوقت.
بعد نجاحها في السينما، شاركت نيفين في عدة أعمال تلفزيونية مثل مسلسل راجعلك يا إسكندرية
مع الفنان خالد النبوي، ومسلسل مطعم تشي توتو مع سمير غانم وفاروق الفيشاوي عام 2006، قبل
أن تبتعد عن الأضواء لسنوات طويلة.








