صدمة هوليوود: لماذا اختار جوني ديب منتدى الأفلام السعودي للكشف عن سر عبقريته الفنية؟

شهدت مدينة الرياض حدثاً سينمائياً فارقاً بوصول النجم العالمي جوني ديب، الذي حل ضيفاً بارزاً
على فعاليات منتدى الأفلام السعودي في نسخته الثالثة.
هذا الحضور ليس مجرد مشاركة فنية عابرة، بل هو مؤشر قوي على الوهج المتزايد لصناعة الأفلام
السعودية، ومؤشر على نجاح استراتيجية المملكة في التحول لتصبح مركزاً إقليمياً ودولياً للإنتاج
الثقافي والإبداعي ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وقد أُقيم المنتدى تحت رعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس
إدارة هيئة الأفلام السعودية، تحت شعار طموح: “لقاءٌ يغيّر المشهد”.

دلالات الحضور العالمي: جوني ديب شاهداً على نضج الصناعة
إن تواجد نجم بحجم جوني ديب، البالغ من العمر 62 عاماً، في منتدى الأفلام السعودي في
الرياض، يحمل دلالات عميقة تتجاوز مجرد الاحتفاء الفني.
فهذا التواجد يمثل اعترافاً عالمياً بالجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة الأفلام السعودية لتهيئة بيئة
جاذبة للاستثمار والإنتاج.
ويشارك ديب في جلسة حوارية محورية بعنوان “جوني ديب… عبقرية تجسيد الأدوار
المختلفة”، في حوار تديره الفنانة السعودية المتميزة فاطمة البنوي.
تُعد الجلسة فرصة نادرة لصناع الأفلام والمواهب الوطنية لمناقشة فنون الأداء مع أحد أساطير هوليوود.
سيتطرق ديب إلى مسيرته الفنية الثرية، وكيف استطاع أن يجسد شخصيات مختلفة ومعقدة للغاية
بعبقرية وإقناع تام، مما جعله أيقونة في التنوع والاحتراف.
هذه النوعية من الحوارات تُغذي المشهد المحلي بالخبرة الدولية، وتساهم بشكل مباشر في صقل
مهارات المبدعين السعوديين العاملين في صناعة السينما. إن مشاركة جوني ديب السعودية
هي دليل على التزام المملكة بتقديم محتوى تعليمي وفني على أعلى مستوى عالمي.
منتدى الأفلام السعودي: بوصلة الاستثمار ومستقبل السينما
يُشكل منتدى الأفلام السعودي، الذي تنظمه هيئة الأفلام السعودية خلال الفترة من 22 إلى
25 أكتوبر، منصة استراتيجية تجمع صناع السينما والمستثمرين والخبراء العالميين لفتح حوار متكامل.
الهدف الأسمى للمنتدى هو رسم ملامح استراتيجية السينما السعودية للمستقبل، واستعراض
فرص التعاون المتاحة لتعزيز حضور الصناعة على الخارطة الدولية.
البرنامج الحواري للمنتدى يتميز بالعمق والتنوع، حيث يتناول قضايا حيوية مثل الاستثمار والتمويل
في صناعة الأفلام، والتحديات التشريعية المتعلقة بالملكية الفكرية والأرشفة وحفظ الذاكرة البصرية.
ومن اللافت أن المنتدى يركز بشكل كبير على مواكبة المستقبل، عبر تخصيص محاور لمناقشة
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج وما بعده، والبحث في سبل تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية.
هذا التركيز على الجوانب الاقتصادية والتقنية يؤكد أن منتدى الأفلام السعودي يهدف إلى بناء
صناعة مستدامة وفعالة.
دعم الكفاءات ورؤية 2030: دور الهيئة المحوري
يأتي تنظيم النسخة الثالثة من منتدى الأفلام السعودي لترسيخ الدور المحوري لـ هيئة الأفلام السعودية
في دعم وتمكين الكفاءات الوطنية والمبدعين.
فالهيئة تسعى بجد لتهيئة بيئة محفّزة لصناعة سينمائية مزدهرة، وهو ما يصب مباشرة في تحقيق
أهداف رؤية 2030 للثقافة، الرامية إلى جعل المملكة مركزاً إقليمياً لصناعات الإبداع والإنتاج الثقافي.
المنتدى لا يكتفي بعرض التجارب الدولية، بل يحتفي أيضاً بصُناع الشاشة السعودية وتجاربهم
المُلهمة، ويسلط الضوء على مسارات تنمية المواهب والبرامج الأكاديمية في الجامعات.

الفعاليات التفاعلية: إشراك المجتمع في الحراك السينمائي
إلى جانب الجلسات النقاشية، يوفر منتدى الأفلام السعودي مجموعة واسعة من الفعاليات المصاحبة
التي تشكل تجربة تفاعلية متكاملة. وتستهدف هذه الفعاليات جميع فئات المجتمع، من الهواة
إلى المحترفين وحتى الأطفال، لتبرز جماليات السينما وتفتح آفاقاً للتعلم والإبداع.
تشمل الفعاليات: مسابقة التصوير السينمائي الجوي، ومعرض مسك للفنون، ومنطقة المواهب
التي تعد نقطة التقاء للمبدعين الجدد، ومنطقة التقنية والابتكار، إلى جانب مسابقة الأفلام القصيرة المفتوحة.
هذه الأنشطة تؤكد أن منتدى الأفلام السعودي ليس مجرد منصة للنخبة، بل حراك شامل يسعى لإشراك
المجتمع بأكمله في بناء وتطوير الذائقة السينمائية المحلية والدولية. إن كل خطوة تخطوها الرياض
في هذا المجال هي تعزيز لمكانتها كعاصمة ثقافية جديدة في المنطقة.








