نجوم وفنون

7 مسلسلات مقتبسة من روايات أدبية شهيرة.. سحر الكلمة ينتقل للشاشة الصغيرة

كتبت: مريم اسامه

سحر الكلمة.. تحول الروايات الأدبية إلى مسلسلات تلفزيونية خالدة

منذ سنوات طويلة، شكّلت الروايات الأدبية مصدراً لا ينضب للإلهام في عالم الفن السابع، خاصة

عند تحويلها إلى أعمال تلفزيونية ضخمة.

إن سحر الكلمات التي سطرها الكُتاب على الأوراق يتحول إلى مشاهد نابضة بالحياة

على الشاشة، تلامس وجدان الجمهور وتمنح القصص المكتوبة بُعداً جديداً يمزج بين قوة الصورة

وعمق الأداء وجمالية الموسيقى.

المسلسلات المقتبسة من روايات لم تعد مجرد إعادة سرد، بل أصبحت عملية “إعادة خلق” لعوالم

أدبية استقطبت ملايين القراء.

هذه الأعمال، سواء كانت تنتمي للدراما الاجتماعية أو الرومانسية أو حتى الرعب، نجحت

في إعادة إحياء الاهتمام بالكتب الأصلية وفتح حوار متجدد بين القراء وعشاق الفن.

فيما يلي، نستعرض أبرز وأنجح المسلسلات المقتبسة من روايات أدبية شهيرة.

الغرفة 207: من صفحات الرعب إلى جنون الشاشة

يأتي مسلسل “الغرفة 207” كأحد أبرز الأمثلة الحديثة على نجاح تحويل الأدب إلى دراما.

هذا العمل مأخوذ عن مجموعة قصصية للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، التي صدرت لأول

مرة عام 2008 وأُعيد نشرها في طبعة جديدة عام 2017.

المجموعة القصصية، التي تتألف من 12 قصة، تدور أحداثها بشكل كامل داخل الغرفة

الغامضة رقم 207 بفندق يصر مالكه على بقائها رغم سلسلة الأحداث المؤسفة

التي أودت بحياة العديد من النزلاء.

مسلسلات

رؤية درامية تتجاوز الرواية الأصلية

دارت أحداث العمل في ستينيات القرن الماضي، حيث يجد جمال (محمد فراج) نفسه منخرطاً في عمله

الجديد كموظف استقبال بفندق لوناً.

تبدأ الأحداث المريبة بالظهور في حياة نزلاء الغرفة 207، وينغمس جمال في محاولات

كشف حقيقة ما يجري في ظل الشائعات المخيفة عن الغرفة.

على الرغم من أن رواية أحمد خالد توفيق الأصلية لا يوجد لها جزء ثانٍ، إلا أن نجاح المسلسل

دفع القائمين عليه للتحضير لجزء جديد، مما يؤكد قدرة المسلسلات المقتبسة من روايات

على التوسع وإضافة خطوط درامية جديدة.

المسلسل من بطولة محمد فراج، ريهام عبدالغفور، وناردين فرج، وإخراج محمد بكير، وكتابة تامر إبراهيم.

أنا شهيرة أنا الخائن: رومانسية برؤيتين متناقضتين

في الدراما الرومانسية، يبرز مسلسل “أنا شهيرة أنا الخائن” كنموذج فريد ضمن المسلسلات المقتبسة من روايات.

العمل مأخوذ عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتبة نور عبدالمجيد. تتميز الرواية بأسلوبها السردي

المبتكر، حيث تحكي الكاتبة القصة على لسان بطليها، شهيرة ورءوف، كلٌ من وجهة نظره

المنفصلة؛ يقدم الكتاب الأول حكاية شهيرة، بينما يقدم الثاني وجهة نظر رءوف، الطرف الآخر في العلاقة.

هذا التناول المزدوج خلق عمقاً نفسياً استثنائياً. المسلسل، الذي ينتمي لنوعية

الـ60 حلقة، قام ببطولته ياسمين رئيس وأحمد فهمي، وأخرجه أحمد مدحت.

أفراح القبة: عبقرية نجيب محفوظ تتألق مجدداً

لا يمكن الحديث عن المسلسلات المقتبسة من روايات دون ذكر أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ.

قدمت النجمة منى زكي تجربة فنية فريدة ومميزة من خلال مسلسل “أفراح القبة”، المأخوذ

عن رواية تحمل الاسم نفسه لـ محفوظ.

حقق العمل نجاحاً لافتاً وقت عرضه عام 2016، حيث ظهر النجوم برؤية إخراجية مختلفة

ومبتكرة كشفت عن جوانب جديدة في مواهبهم الفنية.

جمع العمل نخبة من النجوم بجانب منى زكي، منهم سوسن بدر، رانيا يوسف، وإياد

نصار، وتولى الإخراج المتميز محمد ياسين.

حديث الصباح والمساء: ملحمة عائلية خالدة

يُعد “حديث الصباح والمساء” عملاً كلاسيكياً في الدراما المصرية، وهو أيضاً من ضمن المسلسلات

المقتبسة من روايات نجيب محفوظ.

قام السيناريست محسن زايد بمعالجة النص، مع إضافة بعض التفاصيل وابتكار خطوط

درامية أثرت تفاعل الشخصيات بشكل أكبر مما كان عليه في الرواية الأصلية، لخلق

ملحمة تاريخية عائلية ممتدة.

ضم العمل باقة كبيرة من النجوم من أجيال مختلفة، منهم ليلى علوي، خالد النبوي، دلال

عبدالعزيز، وأحمد زاهر، مما ضمن له الخلود في ذاكرة الجمهور.

مسلسلات

واحة الغروب: الفوز بالجائزة العالمية يتحول إلى دراما

مسلسل “واحة الغروب” هو مثال آخر على أهمية المسلسلات المقتبسة من روايات الحائزة على جوائز.

العمل مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب المصري بهاء طاهر، التي فازت بالجائزة العالمية

للرواية العربية عام 2008.
قامت ببطولته منة شلبي وخالد النبوي، تحت قيادة المخرجة كاملة أبو ذكري عام 2017.

دارت الأحداث في نهاية القرن التاسع عشر، متناولة قصة ضابط شرطة مصري يُنقل إلى

واحة سيوة مع زوجته الأيرلندية، حيث يصطدمان بالصراعات المحلية المعقدة، في مزيج

درامي يجمع بين الماضي والحاضر، والشرق والغرب، ويؤكد على أن المسلسلات

المقتبسة من روايات أدبية قادرة على معالجة القضايا التاريخية والاجتماعية المعقدة بعمق فني.

تحليل: لماذا تنجح المسلسلات المقتبسة من روايات؟

إن سر نجاح المسلسلات المقتبسة من روايات يكمن في البنية السردية القوية والعمق النفسي

للشخصيات، والتي تم بناؤها واختبارها مسبقاً من خلال تفاعل القراء مع العمل المكتوب.

عندما يقرر صانعو الدراما تحويل رواية، فإنهم يبدأون من أساس متين، مما يقلل من مخاطر

ضعف الحبكة أو سطحية الشخصيات.

هذا التحول الفني يمثل جسراً ثقافياً، حيث يعيد تعريف الأعمال الأدبية للأجيال الجديدة

ويشجع الجمهور على العودة إلى قراءة المصدر الأصلي، مما يعزز الحوار الثقافي.

مسلسلات