وزير الصحة: مبادرة 100 مليون صحة دعمت جهود مصر للقضاء على انتقال العدوى من الأم إلى الطفل

شارك الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، في جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان «سد الفجوات: قيادة المجتمع المدني للقضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والتهاب الكبد B، والزهري من الأم إلى الطفل بحلول عام 2030»، وذلك ضمن فعاليات قمة الصحة العالمية 2025 المنعقدة في العاصمة الألمانية برلين خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري.
القضاء على العدوى من الأم إلى الطفل هدف عالمي وإنساني
أكد وزير الصحة أن القضاء على انتقال فيروس HIV والتهاب الكبد B والزهري من الأم إلى الطفل بحلول عام 2030 يعد أولوية صحية عالمية وواجبًا إنسانيًا يهدف لضمان حياة صحية خالية من العدوى لكل طفل، وتوفير رعاية آمنة وكريمة للأمهات خلال الحمل والولادة.
وشدد على أهمية منظمات المجتمع المدني كشريك رئيسي في تحقيق هذا الهدف، عبر توعية المجتمعات، ومكافحة الوصمة الاجتماعية، وتوسيع نطاق الفحوصات، والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
إنجازات مصر في مكافحة العدوى والأمراض المعدية
استعرض الدكتور خالد عبدالغفار الجهود الوطنية في مكافحة الأمراض المعدية ضمن مبادرة 100 مليون صحة، التي تُعد من أكبر برامج الفحص الطبي في العالم، حيث تم فحص أكثر من 60 مليون مواطن للكشف عن التهاب الكبد C والأمراض غير السارية، وعلاج أكثر من 4 ملايين مصاب.
وأشار إلى إشادة منظمة الصحة العالمية بتجربة مصر بوصفها نموذجًا رائدًا في طريق القضاء على التهاب الكبد C عالميًا.
كما أوضح الوزير أن مصر نجحت في خفض معدلات الإصابة بالتهاب الكبد B بين الأطفال دون الخامسة إلى أقل من 1%، بفضل الالتزام ببرامج التطعيم الروتيني وجرعة الولادة في وقتها، إلى جانب التغطية الوطنية الشاملة.
الالتزام بالأجندة العالمية للقضاء الثلاثي على العدوى
أكد الوزير أن مصر تتماشى مع الأجندة العالمية للقضاء الثلاثي التي تقودها منظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS)، ومنظمة اليونيسف (UNICEF)، مشيرًا إلى أن الأولويات المستقبلية تشمل:
-
دمج فحوصات HIV، والتهاب الكبد B، والزهري في خدمات رعاية الحوامل.
-
ضمان تطعيم الأطفال حديثي الولادة في الوقت المحدد.
-
تطوير نظم المراقبة والبيانات الصحية.
-
تعزيز التثقيف الصحي ومكافحة الوصمة الاجتماعية.
شراكة حكومية ومجتمعية لتحقيق العدالة الصحية
أوضح وزير الصحة أن تحقيق القضاء على انتقال العدوى يتطلب شراكة فعالة بين الحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين، لضمان وصول الخدمات الصحية إلى كل امرأة وطفل، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الاجتماعية.
وأكد التزام وزارة الصحة والسكان بمواصلة العمل ضمن منظومة متكاملة لدمج برامج صحة الأم والطفل مع مكافحة الأمراض المعدية.
مشاركة دولية واسعة في الجلسة
شهدت الجلسة مشاركة نخبة من الجهات الفاعلة في مجالات الصحة العامة والسياسات، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدولية، منها منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، واليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، والمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض، إضافةً إلى ممثلي الحكومات والباحثين المتخصصين في صحة الأم ومكافحة الأمراض المعدية.
هدف قابل للتحقيق
اختتم وزير الصحة كلمته بالتأكيد على أن القضاء على انتقال العدوى من الأم إلى الطفل هدف واقعي وقابل للتحقيق، يمثل جوهر الرسالة الإنسانية في حماية الحياة وتعزيز العدالة الصحية، مؤكدًا أن التعاون الدولي يمكن أن يحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس لضمان بداية صحية لكل طفل.