تنفيذآ توجيهات وزير الزراعة..مصر تشارك في ورشة الفاو لتطوير نظم العمل الاستباقي لمواجهة الكوارث الزراعية

في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة التحديات المناخية والبيئية،
شاركت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الإدارة المركزية لمكافحة الآفات
الزراعية، في ورشة العمل الإقليمية التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
(الفاو)، لتدريب مدربين إقليميين على مفاهيم العمل الاستباقي لمجابهة الأزمات المتعلقة
بالأمن الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا شارك في الورشة ممثلون من تسع
دول عربية، واستمرت فعالياتها على مدار ثلاثة أيام، حيث ركزت على بناء قدرات الدول في التأهب
للكوارث الزراعية ومواجهة تداعيات التغير المناخي والتهديدات المتزايدة للقطاع الزراعي في المنطقة.
تنفيذًا لتوجيهات وزير الزراعة لتعزيز التعاون الدولي
تأتي مشاركة الوزارة في إطار تنفيذ توجيهات الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،
بضرورة تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، وتكثيف تبادل الخبرات الزراعية، بما يدعم
توجه الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي ومواجهة تحديات الزراعة في ظل المتغيرات العالمية.
التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي في المنطقة
أكد الدكتور أحمد رزق، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، على أهمية الدور الذي تقوم
به المنظمات الدولية، لا سيما الفاو، في دعم الدول النامية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي،
مشيرًا إلى أن التزايد السكاني، وندرة الموارد، والتغيرات المناخية المفاجئة، والنزاعات الإقليمية،
تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي، خاصة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.
وشدد رزق على أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بالأمن الغذائي، وتسعى لتأمين سبل العيش
الكريم للمواطنين، رغم ما يواجهه القطاع الزراعي من تحديات جسيمة مثل: ندرة المياه، انعدام الأمن المائي،
التصحر، ملوحة التربة، والعواصف والسيول، إضافة إلى تفشي الآفات الزراعية، التي تؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
العمل الاستباقي لمواجهة الكوارث الزراعية
وأوضح رئيس الإدارة المركزية أن ورشة العمل الإقليمية التي نظمتها منظمة الفاو،
تهدف إلى تعزيز مفاهيم العمل الاستباقي، والتدريب على آليات التخطيط المسبق للكوارث
الزراعية والبيئية، بما يشمل التصميم الفعال للبرامج، ودعم الجاهزية المؤسسية، وحشد الموارد
اللوجستية والمالية والبشرية وأضاف أن الورشة ناقشت كيفية دمج برامج العمل الاستباقي ضمن السياسات
الوطنية الزراعية، بهدف الحد من تأثير الكوارث قبل وقوعها، وتقليل الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،
مشيرًا إلى أنه سيتم التنسيق مع مكتب الفاو بالقاهرة لإعداد خطة تدريبية زمنية لنشر الوعي بأهمية
العمل الاستباقي لدى أصحاب المصلحة في القطاع الزراعي.
إطلاق الاستراتيجية الإقليمية للجفاف
في ختام ورشة العمل، تم إطلاق الاستراتيجية الإقليمية للجفاف، التي تهدف إلى تطوير نهج شامل
ومتكامل لإدارة الجفاف، مع التركيز على تعزيز التأهب والتخفيف من آثاره، والاستجابة السريعة والتعافي
على المستويات المحلية والإقليمية وتعد هذه الاستراتيجية بمثابة خارطة طريق للفاو والحكومات الوطنية
لتعزيز التعاون الإقليمي، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، ورفع وعي صناع القرار والجهات المانحة
حول مخاطر الجفاف الحالية والمستقبلية، وأهمية التدخل المبكر لتقليل الكلفة المترتبة على التأخير في الاستجابة.
مصر تواصل دورها المحوري في دعم الأمن الغذائي الإقليمي
واختتم الدكتور رزق بالتأكيد على أن مصر، من خلال وزارة الزراعة، ستواصل القيام بدورها الإقليمي
في قيادة الجهود نحو نشر مفاهيم العمل الاستباقي، وتعزيز الزراعة المستدامة، بالتعاون مع المنظمات
الدولية والجهات المعنية، من أجل مستقبل أكثر استقرارًا غذائيًا وبيئيًا للمنطقة بأكملها.