الاتحاد الإفريقي يطالب بعدالة مناخية لإفريقيا قبل قمة COP29 في أديس أبابا

شاركت مفوضية الاتحاد الإفريقي في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى الذي عقد تحت عنوان
“تحديات تغير المناخ في إفريقيا معالجة ظروفها واحتياجاتها الخاصة”، وذلك في إطار التحضيرات
لانعقاد القمة الإفريقية الثانية للمناخ المقررة في أديس أبابا غداً، تحت رعاية رئاسة مؤتمر الأطراف
التاسع والعشرين (COP29) للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
إفريقيا تتحمل عبء التغير المناخي رغم مساهمتها المحدودة
أكد السفير عمرو الجويلي، مدير مديرية المواطنين وأفارقة الشتات، خلال تلاوته للبيان الرسمي
باسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أن إفريقيا لا تساهم بأكثر من 4% من الانبعاثات الكربونية العالمية
إلا أنها تتحمل العبء الأكبر من تداعيات التغير المناخي، وهو ما يضع القارة في موقع فريد يتطلب اهتمامًا
خاصًا من المجتمع الدولي وأوضح الجويلي أن تغير المناخ في إفريقيا لم يعد مجرد قضية بيئية، بل أصبح تحدياً
وجودياً يؤثر مباشرة على التنمية المستدامة، والأمن الغذائي، ومكافحة الفقر، والاستقرار السياسي في القارة.
الاتحاد الإفريقي يدمج العمل المناخي ضمن أجندته الاستراتيجية
أشار البيان إلى أن الاتحاد الإفريقي قد أدرج العمل المناخي ضمن أولويات أجندته من خلال أجندة 2063
والخطة الإفريقية للمناخ. كما يقود الاتحاد عددًا من المبادرات القارية لمواجهة التغير المناخي، أبرزها:
مبادرة التكيف الإفريقية (AAI)
المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة (AREI)
مبادرة تكييف الزراعة الإفريقية (AAA)
لجان المناخ الإقليمية (لجنة حوض الكونغو، لجنة الساحل، لجنة الدول الجزرية)
وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتوسيع نطاق الطاقة النظيفة في إفريقيا، وحماية التنوع
البيولوجي، وتحقيق الزراعة المقاومة للمناخ، بما يعزز قدرة المجتمعات الإفريقية على التكيف مع المخاطر المناخية المتزايدة.
مطالب إفريقية عادلة في ملف تمويل المناخ والتكيف
سلّط البيان الضوء على المطالب الإفريقية العادلة في مفاوضات المناخ العالمية، والتي تشمل:
الاعتراف بالظروف والاحتياجات الخاصة للقارة الإفريقية في الاتفاقيات المناخية
الوفاء بالتعهد الدولي بتقديم 100 مليار دولار سنويًا في تمويل المناخ
زيادة هذا التمويل بما يتناسب مع التحديات الحالية
تحقيق توازن عادل بين التمويل المخصص للتخفيف والتكيف، مع أولوية واضحة للتكيف
إصلاح النظام المالي العالمي ليكون أكثر عدالة وسهولة في الوصول
الاستثمار في إمكانات إفريقيا الهائلة في مجال الطاقة المتجددة ضمن جهود الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون
إفريقيا كمزود للحلول المناخية العالمية
شدد الجويلي على أن إفريقيا ليست فقط ضحية للتغير المناخي، بل هي مزود رئيسي للحلول
البيئية العالمية. وتمتلك القارة أصغر فئة سكانية من حيث العمر، وثروات طبيعية ضخمة، بالإضافة
إلى إمكانات استثنائية في مجال الطاقة المتجددة تؤهلها لتكون في طليعة جهود التحول الأخضر العالمي
بشرط توفر الدعم الدولي والتضامن الفعلي.
دعوة دولية للانتقال من الوعود إلى التنفيذ
في ختام البيان، دعت مفوضية الاتحاد الإفريقي كافة الشركاء الدوليين إلى الانتقال من التعهدات
إلى التنفيذ العملي، مشددة على أن العدالة المناخية تقتضي استجابة فورية لاحتياجات القارة الخاصة.
كما أكدت المفوضية أن مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) الذي سيعقد في بيليم، البرازيل، يمثل محطة هامة
لإحياء روح التضامن العالمي التي انطلقت من قمة ريو عام 1992، داعية إلى استغلال هذه الفرصة لتعزيز التوافق
الدولي وتسريع وتيرة العمل المناخي واختتم البيان بالتأكيد على أن “أزمة المناخ لا تعرف حدودًا، ولا يمكن التغلب
عليها إلا عبر تكاتف الجهود الدولية”، مشيرًا إلى أن إفريقيا ستواصل رفع صوتها بقوة في كافة المحافل الدولية
لضمان استجابة عادلة ومنصفة لظروفها واحتياجاتها الخاصة.