تأمين

أهمية إطار  الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام(GRC في صناعة التأمين

كتبت: أيمان حسن

تُعد صناعة التأمين من القطاعات الأساسية التي ترتكز على الثقة والاستقرار المالي، وهو ما يجعل الحاجة ملحة إلى إطار متكامل للحوكمة وإدارة الخطر و الالتزام(GRC)  . ويُمثل هذا الإطار نهجًا عمليًا يساعد الشركات على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتعزيز الشفافية، وضمان الالتزام باللوائح والتشريعات، إلى جانب إدارة الأخطار بكفاءة.

 

GRC

وفي هذا السياق، يبرز مفهوم “الحوكمة وإدارة الخطر والالتزام”  كأداة رئيسية لدعم استقرار سوق التأمين، وحماية مصالح العملاء، وتعزيز السمعة المؤسسية للشركات. فهو يشمل مجموعة من الإجراءات والآليات التي تضمن وضوح السياسات، وتحسين الإفصاح عن البيانات، وتعزيز النزاهة في الممارسات.

 

كما يسهم في إنشاء أنظمة فاعلة للمراجعة الداخلية وإدارة الأخطار، بما يعزز تطبيق مبادئ الحوكمة في المؤسسات التأمينية، ويُساعدها على مواجهة التحديات وتقليل الأخطار المحتملة.

 

تعريف إطار  الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام (GRC)  

GRC هو اختصار للحوكمة (Governance)، الخطر (Risk)، والالتزام (Compliance). ويمثل هذا المفهوم نهجًا متكاملًا لإدارة هذه المجالات الثلاث داخل المؤسسة.

  • الحوكمة (Governance): تشير إلى الهيكل الذي يتم من خلاله توجيه وإدارة المؤسسة. يتضمن ذلك تحديد الأهداف، وضع السياسات، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
  • إدارة الخطر (Risk Management): تتعلق بتحديد، تقييم، ومعالجة المخاطر التي قد تؤثر على قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها. و تشمل المخاطر في صناعة التأمين، مخاطر الاكتتاب، مخاطر السوق، مخاطر التشغيل، ومخاطر الائتمان.
  • الالتزام (Compliance): يضمن التزام المؤسسة بجميع القوانين، اللوائح، المعايير الداخلية والخارجية ذات الصلة. و يشمل ذلك في قطاع التأمين، الالتزام بالتشريعات المحلية والدولية المتعلقة بالتأمين والتشريعات المتعلقة بحماية البيانات.

أهمية إطار “الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام”  GRC في صناعة التأمين

يواجه قطاع التأمين أخطار متعددة الأبعاد، بما في ذلك الأخطار السيبرانية، والأخطار التشغيلية، وأخطار الالتزام، وهي أخطار لا تتطور باستمرار فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى إجراءات تنظيمية صارمة . ولن تُجدي الطرق التقليدية لإدارتها نفعًا، إذ تزداد هذه الأخطار تعقيدًا وترابطًا مع تسارع وتيرة التحول الرقمي. كما تتسم صناعة التأمين ببيئة تنظيمية معقدة ومخاطر عالية، مما يجعل تطبيق إطار GRC فعال أمرًا ضروريًا. حيث يساهم هذا المفهوم في:

  1. تعزيز الاستقرار المالي: من خلال إدارة الأخطار بفعالية، يمكن لشركات التأمين حماية أصولها وضمان قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه حملة الوثائق.
  2. حماية العملاء: يضمن الالتزام باللوائح حماية حقوق العملاء وتقديم منتجات وخدمات تأمينية عادلة وشفافة.
  3. تحسين الكفاءة التشغيلية: يساعد التكامل بين الحوكمة والأخطار والالتزام في تبسيط العمليات، تقليل الازدواجية، وتحسين اتخاذ القرارات.
  4. الالتزام التنظيمي: يضمن التزام شركات التأمين بالمتطلبات القانونية والتنظيمية ، مما يجنبها الغرامات والعقوبات والإضرار بالسمعة.
  5. بناء الثقة: يعزز تطبيق GRC تحقيق الشفافية والمساءلة، مما يبني الثقة بين الشركة وأصحاب المصلحة، بما في ذلك العملاء، المستثمرون، والجهات التنظيمية.

المكونات الرئيسية لإطار “الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام” GRC في صناعة التأمين

لتطبيق إطار “الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام”  بفعالية في صناعة التأمين، يجب التركيز على عدة مكونات رئيسية:

  1. الحوكمة المؤسسية

تتضمن الحوكمة المؤسسية في شركات التأمين وضع هيكل واضح للمسؤوليات، الصلاحيات، وعمليات اتخاذ القرار. و يشمل ذلك:

  • مجلس الإدارة: يلعب دورًا حاسمًا في تحديد الاستراتيجية، الإشراف على الإدارة، وضمان تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة.
  • اللجان المتخصصة: مثل لجنة الأخطار، لجنة المراجعة، ولجنة الالتزام، التي تقدم إشرافًا متخصصًا في مجالاتها.
  • السياسات والإجراءات: وضع سياسات وإجراءات داخلية واضحة لضمان الشفافية والمساءلة في جميع العمليات.
  1. إدارة الأخطار

تعتبر إدارة الأخطار مهمة جوهرية لشركات التأمين نظرًا لطبيعة عملها. وتشمل هذه العملية:

  • تحديد الأخطار: التعرف على جميع أنواع الأخطار التي قد تواجه الشركة، مثل أخطار الاكتتاب (المرتبطة بتقييم وتسعير وثائق التأمين)، أخطار السوق (تقلبات الأسعار)، أخطار التشغيل (الأخطاء البشرية أو فشل الأنظمة)، و أخطار الائتمان (عدم قدرة الأطراف المقابلة على الوفاء بالتزاماتها).
  • تقييم الأخطار: تحليل احتمالية حدوث الأخطار وتأثيرها المحتمل على الشركة.
  • معالجة الأخطار: وضع استراتيجيات للتخفيف من الأخطار أو نقلها أو قبولها، مثل إعادة التأمين، تنويع المحافظ، وتطبيق ضوابط داخلية قوية.
  • مراقبة الأخطار: المراقبة المستمرة للأخطار وتحديث استراتيجيات الإدارة بانتظام.
  1. الالتزام التنظيمي

يجب على شركات التأمين الالتزام بمجموعة واسعة من القوانين واللوائح الصادرة عن الجهات التنظيمية المحلية والدولية.ويشمل ذلك:

  • لوائح الترخيص والتشغيل: الالتزام بالمتطلبات اللازمة للحصول على التراخيص ومزاولة النشاط التأميني.
  • حماية البيانات والخصوصية: الالتزام لقوانين حماية البيانات التي تحمي معلومات العملاء الشخصية.
  • مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (AML/CFT): تطبيق إجراءات صارمة للكشف عن الأنشطة المشبوهة والإبلاغ عنها.
  • متطلبات الملاءة المالية: الالتزام بالحدود الدنيا لرأس المال والاحتياطيات لضمان القدرة على الوفاء بالالتزامات.

وتتمثل آلية عمل نموذج “الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام”  في تطبيق مجموعة من العناصر الأساسية وهي :

  • التعلّم:من خلال التعليم والتدريب يمكن التعرف على ثقافة المنظمة وقيمها، ومن ثم تحديد الاستراتيجيات والإجراءات التي تساعد على بلوغ أهدافها.
  • المواءمة:عند اتخاذ القرارات، يتم النظر في المتطلبات والقيم والفرص والتهديدات، وهو ما يساعد على توافق الاستراتيجيات والإجراءات والأهداف.
  • الأداء:يتم تنفيذ الإجراءات التي تساعد على إدارة الأخطار ورصد الأداء والحفاظ على الالتزام، من خلال مراجعة ومراقبة العمليات لاكتشاف أية تغيرات مفاجئة.
  • التقييم:يتم مراجعة وتقييم الاستراتيجيات والإجراءات التي جرى تنفيذها للتأكد من توافقها مع الأهداف العامة للمنظمة، ومن ثم إجراء التغييرات المطلوبة.

الحلول وأفضل الممارسات

للتغلب على التحديات وتعزيز فعالية إطار “الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام “، يمكن لشركات التأمين تبنّي الممارسات التالية:

  • الاستثمار في التكنولوجيا: استخدام حلول “الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام ” المتكاملة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لميكنة العمليات، و تحسين تحليل الأخطار، وتعزيز قدرات المراقبة.
  • تطوير الكفاءات: الاستثمار في تدريب وتطوير الموظفين لزيادة وعيهم بأهمية هذا الإطار وتزويدهم بالمهارات اللازمة.

 

  • بناء ثقافة GRC: بناء ثقافة مؤسسية قوية تدعم مبادئ الحوكمة، إدارة الأخطار، والالتزام على جميع المستويات.
  • التعاون بين الإدارات: تعزيز التعاون والتنسيق بين الإدارات المختلفة (مثل إدارة الخطر، الالتزام، التدقيق الداخلي) لضمان نهج متكامل لهذا الإطار.
  • المراجعة الدورية: إجراء مراجعات دورية لفعالية الإطار وتحديثه باستمرار ليتناسب مع التغيرات التي تطرأ على البيئة الداخلية والخارجية.

دور التكنولوجيا في تعزيز إطار  “الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام “ في صناعة التأمين

تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في تمكين شركات التأمين من تطبيق إطار  “الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام   بفعالية أكبر. و تساهم الحلول التكنولوجية في ميكنة العمليات، وتحسين دقة البيانات، وتعزيز قدرات التحليل والمراقبة. و من أبرز التقنيات التي تدعم هذا الإطار:

  1. أنظمة “الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام ” GRC المتكاملة

توفر أنظمة GRC المتكاملة منصة موحدة لإدارة الحوكمة، والأخطار، والالتزام. مما يساعد على:

  • مركزية البيانات: جمع وتخزين جميع البيانات المتعلقة بـ GRC في مكان واحد، مما يسهل الوصول إليها وتحليلها.
  • ميكنة العمليات: مهام مثل تقييم الأخطار، تتبع الالتزام، وإعداد التقارير، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويوفر الوقت.
  • تسهيل التعاون بين الإدارات المختلفة المشاركة في GRC من خلال سير عمل موحد.
  • الرؤية الشاملة: توفير تقارير شاملة تمنح الإدارة العليا رؤية واضحة حول وضع GRC في الشركة.
  1. الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)

يمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أن يحدثا ثورة في كيفية إدارة شركات التأمين للمخاطر والالتزام من خلال:

  • تحليل الأخطار التنبؤي: استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط التي قد تشير إلى مخاطر محتملة، مثل الاحتيال أو تقلبات السوق.
  • الالتزام الذكي: مراقبة التغيرات في اللوائح التنظيمية تلقائيًا وتنبيه الشركات إلى التحديثات المطلوبة في سياساتها وإجراءاتها.
  • كشف الاحتيال: تحليل سلوك العملاء والمعاملات للكشف عن الأنشطة الاحتيالية بشكل أكثر فعالية من الطرق التقليدية.
  • تحسين الاكتتاب: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات العملاء وتقييم الأخطار بدقة أكبر، مما يؤدي إلى تسعير أكثر عدلاً لوثائق التأمين.
  1. تقنية البلوك تشين (Blockchain)

توفر تقنية البلوك تشين إمكانات كبيرة لتعزيز الشفافية، الأمن، والكفاءة في عمليات التأمين، مما يدعم أهداف GRC و ذلك من خلال:

  • سجلات بيانات غير قابلة للتغيير: توفير سجلات آمنة وغير قابلة للتغيير للمعاملات والوثائق، مما يعزز الثقة ويقلل من مخاطر الاحتيال.
  • تحسين عملية تسوية المطالبات: تسريع عملية تسوية المطالبات من خلال توفير بيانات موثوقة ويمكن التحقق منها.
  1. تحليلات البيانات الضخمة (Big Data Analytics)

تتيح تحليلات البيانات الضخمة لشركات التأمين معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات من مصادر متنوعة، مما يوفر رؤى قيمة لدعم GRC:

  • تحديد الأخطار الناشئة: تحليل البيانات غير المهيكلة (مثل وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار) لتحديد الأخطار الجديدة والناشئة التي قد تؤثر على الشركة.
  • تحسين نماذج الأخطار: استخدام البيانات الضخمة لتحسين دقة نماذج تقييم الأخطار وتوقعات الخسائر.
  • مراقبة الأداء: تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية المتعلقة بـ GRC وتحديد المجالات التي تتطلب تحسينًا.

مستقبل إطار” الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام ” في صناعة التأمين

يتجه مستقبل هذا الإطار في صناعة التأمين نحو المزيد من التكامل، والميكنة، والاعتماد على البيانات.         ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة التطورات التالية:

  • ” الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام “ كخدمة : ستزداد شعبية نماذج GRC كخدمة، مما يتيح لشركات التأمين الوصول إلى حلول متطورة دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية.
  • التركيز على الأخطار السيبرانية: مع تزايد التهديدات السيبرانية، ستصبح إدارة الأخطار السيبرانية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات GRC لشركات التأمين.
  • ” الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام “  القائمة على البيانات: ستعتمد قرارات GRC بشكل متزايد على التحليلات المتقدمة للبيانات، مما يوفر رؤى أكثر دقة وفي الوقت الفعلي.
  • تعزيز التعاون التنظيمي : ستعمل الجهات التنظيمية وشركات التأمين بشكل أوثق لتطوير أطر GRC تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق.
  • الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات (ESG): ستتزايد أهمية دمج عوامل ESG في إطار GRC، حيث يزداد تركيز المستثمرين والجهات التنظيمية على الأداء البيئي والاجتماعي والحوكمة للشركات.

التحديات والفرص المستقبلية لـ ” الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام ”  في صناعة التأمين

تتطور صناعة التأمين باستمرار، ومعها تتطور التحديات والفرص المتعلقة بإدارة الحوكمة والأخطار والالتزام. لذا يجب على شركات التأمين أن تكون مستعدة للتكيف مع هذه التغيرات لضمان استمرار فعاليتها ونجاحها.

التحديات الرئيسية

  1. التهديدات السيبرانية المتزايدة: مع زيادة الاتجاه نحو التحول الرقمي ، أصبحت شركات التأمين أهدافًا رئيسية للهجمات السيبرانية. وتتطلب إدارة الأخطار السيبرانية نهجًا استباقيًا يشمل حماية البيانات، وأمن الشبكات، والاستجابة للحوادث.
  2. تغير المناخ والأخطار البيئية: تؤثر التغيرات المناخية بشكل مباشر على صناعة التأمين من خلال زيادة تواتر وشدة الكوارث الطبيعية. ويتطلب ذلك تطوير نماذج جديدة لتقييم الأخطار وتسعير المنتجات، بالإضافة إلى دمج عوامل الأخطار البيئية في استراتيجيات ” الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام ” .

 

  1. اللوائح التنظيمية المتطورة: تستمر الجهات التنظيمية في تحديث وتوسيع نطاق اللوائح لمواكبة التطورات في السوق والتكنولوجيا. يتطلب ذلك من شركات التأمين أن تكون مرنة وقادرة على التكيف بسرعة مع المتطلبات الجديدة.
  2. ندرة المواهب والخبرات: هناك طلب متزايد على المتخصصين في مجالات ” الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام ” ، وخاصة أولئك الذين يمتلكون فهمًا عميقًا للتكنولوجيا وتحليلات البيانات. يمثل نقص هذه الكفاءات تحديًا كبيرًا لشركات التأمين.
  3. تعقيد البيانات: مع تزايد حجم وتنوع البيانات المتاحة، يصبح تحليلها واستخلاص رؤى قيمة منها تحديًا. ويتطلب ذلك استثمارًا في أدوات تحليل البيانات المتقدمة والخبرات اللازمة.

الفرص المستقبلية

  1. التحول الرقمي : يمكن لشركات التأمين الاستفادة من التحول الرقمي لميكنة العمليات المتعلقة بالحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام ، مما يقلل من التكاليف ويزيد من الكفاءة والدقة. يشمل ذلك استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مهام الالتزام والمراجعة.
  2. الاستفادة من تحليلات البيانات المتقدمة: توفر البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة فرصًا لتحسين فهم الأخطار، تحديد الأنماط الخفية، واتخاذ قرارات أكثر استنارة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تطوير منتجات تأمينية جديدة ومبتكرة.
  3. التركيز على مفهوم “الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام” القائم على القيمة: بدلاً من مجرد الالتزام باللوائح، يمكن لشركات التأمين استخدام المفهوم كأداة لخلق قيمة مضافة، مثل تحسين سمعة الشركة، تعزيز ثقة العملاء، وتحقيق ميزة تنافسية.
  4. التعاون مع شركات التكنولوجيا التأمينية : يمكن للتعاون مع شركات التكنولوجيا التأمينية أن يوفر لشركات التأمين حلولًا مبتكرة في مجالات مثل تقييم الأخطار، إدارة المطالبات، وتجربة العملاء، مما يعزز الحوكمة و إدارة الأخطار و الالتزام لديها.
  5. تطوير ثقافة إدارة الأخطار والالتزام: يمكن لشركات التأمين أن تستثمر في بناء ثقافة قوية للمخاطر والالتزام في جميع أنحاء المؤسسة، مما يجعل كل موظف مسؤولاً عن نجاح الحوكمة وإدارة الأخطار والالتزام ويقلل من احتمالية حدوث انتهاكات.

دور القيادة في نجاح إطار “الحوكمة وإدارة الأخطار والالتزام “

لا يمكن تحقيق النجاح في تطبيق إطار فعال للحوكمة وإدارة الأخطار والالتزام دون دعم والتزام قوي من القيادة العليا في شركات التأمين. و يلعب مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية دورًا حاسمًا في:

  1. تحديد الرؤية والاستراتيجية: يجب على القيادة تحديد رؤية واضحة لـنجاح هذا الإطار ومواءمتها مع الأهداف الاستراتيجية للشركة. كما يجب أن يكون الإطار جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية العمل الشاملة، وليس مجرد وظيفة دعم.
  2. تخصيص الموارد: يتطلب التطبيق الفعال لهذا الإطار استثمارًا كبيرًا في الموارد البشرية، التكنولوجيا، والتدريب. لذا يجب على القيادة العليا تخصيص الموارد الكافية لضمان نجاح تطبيق هذا الإطار.
  3. بناء ثقافة المساءلة: يجب على القيادة تعزيز ثقافة المساءلة والشفافية في جميع أنحاء المؤسسة. يجب أن يفهم كل موظف دوره في GRC وأن يكون مسؤولاً عن الالتزام بالسياسات والإجراءات.
  4. الإشراف والمراقبة: يجب على مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية الإشراف بانتظام على أداء GRC ومراجعة التقارير المتعلقة بالأخطار والالتزام. يجب أن يكونوا على دراية بالأخطار الرئيسية التي تواجه الشركة وكيفية إدارتها.
  5. القدوة الحسنة: يجب على القيادة أن تكون قدوة حسنة في الالتزام بمبادئ “الحوكمة و إدارة الخطر و الالتزام”. مما يعزز من أهميتها في جميع أنحاء المؤسسة.

قياس فعالية إطار “الحوكمة وإدارة الأخطار والالتزام “

لضمان أن إطار الحوكمة وإدارة الأخطار والالتزام “يحقق أهدافه، يجب على شركات التأمين قياس فعاليته بانتظام. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  1. مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs): تحديد مؤشرات أداء رئيسية قابلة للقياس لتقييم فعالية عمليات GRC، مثل عدد حوادث الالتزام، وقت الاستجابة للمخاطر، وتكاليف الالتزام.
  2. المراجعات والتدقيقات الداخلية والخارجية: إجراء مراجعات وتدقيقات منتظمة لتقييم مدى التزام الشركة بالسياسات والإجراءات، وتحديد مجالات التحسين.
  3. تقييمات الأخطار الدورية: إعادة تقييم الأخطار بانتظام لتحديد الأخطار الجديدة والناشئة، وتحديث استراتيجيات الإدارة وفقًا لذلك.
  4. استبيانات الموظفين: إجراء استبيانات للموظفين لتقييم وعيهم بثقافة GRC ومدى فهمهم للسياسات والإجراءات.

 

دور اتحاد شركات التأمين المصرية

شكّل الاتحاد لجنة متخصصة لدراسة مقترحات الهيئة العامة للرقابة المالية بشأن قواعد حوكمة شركات التأمين و هي لجنة ” لجنة الحوكمة والالتزام وإدارة الأخطار المؤسسية”. وقد قامت اللجنة باقتراح بعض الخطوات التي ترى أنها مناسبة لشركات التأمين لتحقيق أقصى درجات الشفافية والحوكمة داخل قطاع التأمين.

كما نظمت اللجنة في فبراير 2025  ورشة عمل بعنوان: “الأخطار المؤسسية بين النظرية والتطبيق”، وناقشت الورشة  أهم العناصر الرئيسية لإطار إدارة الأخطار وهي:

  1. 1. هيكل حوكمة قوي
  2. 2. تحديد واضح لاستراتيجية الأخطار
  3. 3. وجود سياسات وإجراءات كافية لإدارة الأخطار
  4. 4. وضع العمليات لتحديد وتقييم ومراقبة وإدارة جميع الأخطار الرئيسية.
  5. 5. تقديم التقارير الكافية عن الأخطار.
  6. 6. موظفين مؤهلين من حيث الخبرات والمؤهلات العلمية.

 

وتم تسليط الضوء على أبرز أنواع الأخطار التي تواجه شركات التأمين، والتي تشمل:

أخطار الاكتتاب – أخطار السوق – أخطار التشغيل – أخطار الائتمان – الأخطار القانونية والتنظيمية – أخطار الكوارث – سعر الصرف – إعادة التامين – أخطار الأصول – التعويضات والاحتياطي – الانتشار الجغرافي – أخطار استراتيجية – السمعة – المنافسة – الهيكل التنظيمي – الخطط والسياسات.

وانتهت الورشة بالتوصية بضرورة تعزيز قدرة شركات التأمين وإعادة التأمين على تحقيق الحوكمة والاستدامة من خلال تطوير الأطر التنظيمية والرقابية الداخلية، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركات وفق أفضل ممارسات الحوكمة

رأي الاتحاد

لا يُعد مفهوم الحوكمة وإدارة الأخطار والالتزام (GRC) مجرد متطلب تنظيمي في صناعة التأمين، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان الاستدامة والنمو. فمن خلال تطبيق إطار قوي ومتكامل، تستطيع شركات التأمين تعزيز قدرتها على إدارة الأخطار بفعالية، والالتزام بالمتغيرات التنظيمية، وترسيخ ممارسات الشفافية والنزاهة. ويؤكد الاتحاد أن الاستثمار في هذا الإطار يمثل ركيزة أساسية لتعزيز الثقة، وحماية حقوق حملة الوثائق، وزيادة مرونة الشركات في مواجهة التحديات الاقتصادية والتطورات التنظيمية، بما يسهم في دعم الاستقرار المالي وتأكيد مكانة سوق التأمين المصري إقليميًا ودوليًا.