خارجي

350 قتيلاً في اشتباكات السويداء جنوب سوريا وسط انسحاب حكومي وغارات إسرائيلية عنيفة

كتبت: مريم اسامه

اشتباكات السويداء تزهق مئات الأرواح في تصعيد غير مسبوق جنوب سوريا

دخلت السويداء، المدينة ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، في نفق دموي منذ يوم

الأحد الماضي، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين دروز وقوات حكومية سورية،

أسفرت عن مقتل أكثر من 350 شخصًا خلال أقل من أربعة أيام.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 79 مقاتلاً درزيًا و55 مدنيًا،

مقابل 189 من عناصر الجيش السوري و18 مسلحًا من البدو، إضافة إلى 15 جنديًا قتلوا جراء

ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية حساسة.

ضحايا السويداء وسط مؤشرات على إعدامات ميدانية

أفاد المرصد بتوثيق 27 عملية إعدام ميداني على يد عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع السورية،

بينهم أربعة نساء ورجل مسن.

كما أُبلغ عن العثور على 15 جثة في وسط السويداء، بعضها منتفخة، ما يدل على أنها

قُتلت منذ أيام ولم يتم التعرف على هوياتها بعد.

السويداء

انسحاب مفاجئ للقوات الحكومية من السويداء تحت الضغط الدولي

في تطور مفاجئ، أعلنت الحكومة السورية بدء سحب قواتها من السويداء، وذلك بعد تصاعد الضغوط

الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي دعت دمشق إلى مغادرة مناطق النزاع “لخفض

التوترات”، تزامنًا مع ضربات إسرائيلية مركزة استهدفت منشآت عسكرية.

وذكرت وزارة الداخلية السورية أنها توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن 14 بندًا،

أبرزها: وقف العمليات العسكرية فورًا، وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة ومشايخ الطائفة الدرزية.

الغارات الإسرائيلية على دمشق… تصعيد خطير وتداعيات محتملة

بالتوازي مع انفجار الوضع في السويداء، نفّذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت

مقر رئاسة الأركان السورية ومحيط القصر الرئاسي في دمشق، إلى جانب مستودعات

ذخيرة قرب مطار المزة.

وقال إيال زمير، قائد أركان الجيش الإسرائيلي، إن الضربات تأتي “لحماية حدود إسرائيل ومنع الجنوب

السوري من التحول إلى بؤرة إرهاب”.

من جهتها، اعتبرت روسيا هذه الضربات “انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا”، كما طالبت

الصين بـ”احترام وحدة الأراضي السورية”، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه،

داعيًا إلى “الوقف الفوري لأي إجراءات أحادية”.

دروز سوريا في قلب الصراع… وقلق دولي متصاعد

اندلعت المواجهات على خلفية حادثة احتجاز متبادل بين مسلحين دروز وعناصر بدوية، بعد اعتداء

تعرض له سائق شاحنة درزي في ريف دمشق. ومع اتساع رقعة الاشتباكات، تدخلت القوات

الحكومية، لكن تقارير أشارت إلى دعمها لطرف البدو، مما زاد الأمور تعقيدًا.

وتزعم إسرائيل أن ضرباتها تهدف إلى “حماية الطائفة الدرزية” في الجنوب السوري،

في حين حذرت الخارجية الأمريكية من أن استمرار النزاع قد يهدد أمن المنطقة بأكملها.

ردود دولية واسعة وإدانات للغارات

قالت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة تامي بروس:

“ندعو الحكومة السورية إلى الانسحاب الفوري من منطقة السويداء لتجنب تصعيد جديد”.

أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فأكد التوصل إلى “توافق على خطوات محددة لإنهاء العنف الليلة”.

في حين أكدت الخارجية الروسية أن “الضربات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي”،

ودعت الصين وإيران إلى احترام سيادة سوريا ومنع أي تدخل خارجي.

تداعيات اشتباكات السويداء على مستقبل الجنوب السوري

اشتباكات السويداء كشفت عن هشاشة الوضع الأمني في الجنوب السوري، وأعادت إشعال

نار الطائفية في منطقة لطالما كانت مستقرة نسبيًا.

كما فتحت الأبواب أمام التدخلات الإقليمية، من إسرائيل والولايات المتحدة، ما يجعل مستقبل

المحافظة مفتوحًا على كافة الاحتمالات.

السويداء