وكيل الأزهر يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي ويؤكد أهمية الحوار والتسامح العالمي

وكيل الأزهر يرحب بوفد الاتحاد الأوروبي
استقبل فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفدًا رفيع المستوى من سفراء وممثلي دول الاتحاد الأوروبي،
في زيارة رسمية إلى الجامع الأزهر، ترأستها السفيرة أنجلينا أيخهورست، ممثلة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
ضم الوفد عددًا من سفراء الدول الأوروبية في مصر، الذين أكدوا تقديرهم العميق لمكانة الأزهر ودوره الريادي في
تعزيز الحوار بين الأديان ونشر قيم التسامح والسلام عالميًا.
وثيقة الأخوة الإنسانية نموذج رائد للتعايش ودور الأزهر يتجاوز الحدود
أكد وكيل الأزهر خلال اللقاء أن ترسيخ قيم التسامح والحوار والإخاء يأتي في صدارة أولويات الأزهر
مشيرًا إلى أن هذه المبادئ تجسدت بوضوح في “وثيقة الأخوة الإنسانية”، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور
أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان. وقد اعتمدت الأمم المتحدة الوثيقة يومًا عالميًّا
للأخوة الإنسانية، تعبيرًا عن أهميتها في إرساء السلام العالمي ورفض خطاب الكراهية.
تمكين وتعزيز للمكانة والحقوق
شدد الدكتور الضويني على أن الإسلام يُعلي من شأن المرأة ويمنحها مكانة مميزة، وهو ما يتجلى
في النهج الذي يتبناه الأزهر الشريف، حيث تم تمكين المرأة من تولي العديد من المناصب القيادية
داخل المؤسسة الأزهرية. وقد تُوج هذا الجهد بحصول الأزهر على المركز الأول في جائزة التميز
الحكومي لعام 2022 عن فئة “تكافؤ الفرص وتمكين المرأة”.
يعزز التعايش في الداخل والخارج عبر التعليم والحوار
أوضح وكيل الأزهر أن المؤسسة تستقبل أكثر من 40 ألف طالب وافد من مختلف دول العالم، ما يجعلها مركزًا عالميًا
لنشر المنهج الأزهري الوسطي، إلى جانب إرسال مبعوثين مؤهلين إلى دول العالم، وتدريب الأئمة والوعاظ
في أكاديمية الأزهر العالمية. كما أشار إلى الدور المحلي في دعم التعايش السلمي من خلال مبادرة بيت العائلة المصرية
بالتعاون مع الكنيسة المصرية، وهو نموذج فريد في الوحدة الوطنية.
وفد الاتحاد الأوروبي: الأزهر شريك رئيسي في تعزيز قيم الإنسانية
أعرب أعضاء وفد سفراء الاتحاد الأوروبي عن تقديرهم العميق لـ”رسالة الأزهر” التي ترتكز على الوسطية ونبذ العنف.
وأكدوا أن هناك تقاطعًا في الأهداف بين الاتحاد الأوروبي والأزهر في ما يتعلق بترسيخ ثقافة الحوار والتسامح
مثمّنين جهود الأزهر في مواجهة التطرف ونشر ثقافة التعايش.
جولة داخل الجامع الأزهر: معلم حضاري ومركز علمي عالمي
قام الوفد الأوروبي بجولة تفقدية داخل الجامع الأزهر، تعرف خلالها على تاريخ هذا الصرح الإسلامي العريق
وما يحتويه من تحف معمارية وأنشطة علمية. واستعرض أعضاء الوفد البرامج التعليمية والشرعية التي تقدم
في رواق الجامع الأزهر، بما في ذلك مقارئ القرآن الكريم وشرح كتب التراث والعلوم الشرعية.
كما حرص السفراء على التفاعل مع الطلاب الوافدين، والتقاط الصور التذكارية، والاستماع إلى تجربتهم التعليمية
مؤكدين على الدور الإيجابي الذي يؤديه الأزهر في تشكيل الوعي الديني المعتدل على مستوى العالم.
شخصيات بارزة رافقت الجولة
رافق وكيل الأزهر في هذه الزيارة كل من:
الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري
الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر الشريف
تبرز هذه الزيارة مدى الاحترام الدولي لمكانة الأزهر الشريف، ليس فقط كرمز ديني، بل كمؤسسة عالمية فاعلة
في الحوار الحضاري وبناء جسور التفاهم بين الشرق والغرب، بما يعكس صورة الإسلام المعتدل ويعزز العيش المشترك بين الثقافات.