الأخبار

“شيخ الأزهر: العلم دون أخلاق خطر على الإنسانية، وما يحدث في غزة كشف زيف الضمير العالمي”

كتبت: مروة ابو زاهر

شيخ الأزهر يستقبل طلابًا من جامعتي جورج واشنطن والجامعة الأمريكية بالقاهرة

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفدًا من طلاب دراسات

الشرق الأوسط بجامعتي جورج واشنطن الأمريكية والجامعة الأمريكية بالقاهرة يرافقهم عدد

من الأساتذة المتخصصين في العلوم السياسية.

وأعرب الوفد عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، مشيدين برؤيته الملهمة ومكانته الفكرية والإنسانية

على الساحة العالمية.

الدين أساس الأخلاق والعلم وحده لا يصنع السلام

أكد فضيلة الإمام الأكبر خلال اللقاء أن فترة طلب العلم تمثل أنصع مراحل حياة الإنسان لما تحققه

من نضج ووعي، مشددًا على أهمية أن يُسخَّر العلم لخدمة السلام وتعزيز الأمن وليس لأغراض

التدمير والهيمنة.

وأوضح أن غياب الإطار الأخلاقي عن التقدم العلمي يؤدي إلى كوارث إنسانية، محذرًا من سيطرة

المادة والآلة على حياة الإنسان.

ما يحدث في غزة دليل على غياب الضمير العالمي

في تعليقه على الأوضاع في قطاع غزة، أشار شيخ الأزهر إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون

من مذابح وقتل ممنهج في وضح النهار يكشف فقدان العالم لعقله وإنسانيته وأدان فضيلته الصمت

الدولي تجاه هذه الجرائم، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل فضيحة أخلاقية كبرى أمام المجتمع الدولي ومنظماته.

محاولات إقصاء الدين سبب تعاسة الإنسان المعاصر

قال الإمام الطيب إن الإنسان الحديث رغم تقدمه التكنولوجي، يعيش في قمة التعاسة، لأنه أزاح

الدين من حياته واستبدله بالمادة والعلم المجرد.

وأضاف: “العلم بدون دين خطر

والدين هو الحارس الأخلاقي الوحيد الذي يمنع العلم من أن يتحول إلى وسيلة للدمار”.

مشيرًا إلى أن القيم الروحية ضرورية لضبط حركة التقدم العلمي

الحضارة الغربية ليست كلها خيرًا وبعض مظاهرها تهدد الإنسانية

انتقد فضيلة الإمام الأكبر بعض جوانب الحضارة الغربية التي وصفها بأنها لا تخدم الإنسان، بل تسهم

في تدمير منظومته القيمية. وقال: “الإنسانية لا يمكن أن تُقاد بتجارة السلاح أو اقتصاديات الدمار”،

محذرًا من الآثار العالمية لهذه السياسات على استقرار وأمان الشعوب.

الدين لا يُدان بأفعال المتطرفين والإسلام منح المرأة مكانة مميزة

ناقش اللقاء قضايا مثل الإرهاب والتطرف، مؤكدًا أن محاكمة الأديان بأفعال المتطرفين أمر غير عادل،

لأن المتطرفين يمثلون خروجًا صارخًا عن تعاليم الدين.

كما أوضح شيخ الأزهر

أن الإسلام كرم المرأة ومنحها حقوقًا واضحة وصريحة، تختلف تمامًا عما تروجه بعض الصور النمطية المغلوطة.

الوفد الطلابي: شيخ الأزهر رمز للتسامح والحوار العالمي

أعرب الطلاب والأساتذة عن امتنانهم العميق للقاء شيخ الأزهر، مشيرين إلى إعجابهم بمبادراته

العالمية وعلى رأسها “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقّعها مع البابا فرنسيس.

وأكد الوفد أن الوثيقة تمثل مرجعية أخلاقية وإنسانية تدعو للسلام والتعايش بين الشعوب والأديان.

يواصل شيخ الأزهر لعب دور محوري في الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر قيم العدل والسلام والتعايش، في وقت يشهد فيه العالم أزمات أخلاقية متفاقمة.

ويأتي هذا اللقاء كجزء من جهود الأزهر في الحوار مع الثقافات والجامعات العالمية،من أجل بناء عالم

أكثر إنصافًا وتسامحًا