رياضة

جوارديولا يثير الجدل بتصريحاته عن غزة.. هل يؤثر المدرب الإسباني في الرأي العام؟

كتبت: مريم اسامه

أثارت تصريحات جوسيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، ضجة كبيرة على وسائل

التواصل الاجتماعي، وذلك خلال حفل منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر.

خصص المدرب الإسباني جزءاً من كلمته للتعليق على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة،

واصفاً ما يحدث بأنه “مؤلم جداً” و”يؤلم كل جسدي”.

هذه التصريحات، التي تعد المرة الأولى التي يتناول فيها جوارديولا أحداث غزة بشكل مباشر،

انتشرت على نطاق واسع، لتفتح باب النقاش حول دور الشخصيات العامة في القضايا الإنسانية والسياسية.

جوارديولا..موقف إنساني يتخطى الأيديولوجيا

في كلمته، التي جاءت تقديراً لإنجازاته الكروية الاستثنائية مع مانشستر سيتي،

حيث حصد 18 لقباً في تسع سنوات، أكد جوارديولا أن موقفه “ليس متعلقاً بالأيديولوجيا، ولا بالصواب أو الخطأ.

الأمر ببساطة يتعلق بحب الحياة والاهتمام بالآخرين”.

وأضاف، متأثراً: “عندما نرى أطفالاً في الرابعة من العمر يُقتلون بسبب القصف أو يرقدون في المستشفى،

وأن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعابهم – قد نعتقد أن ذلك لا يعنينا.

قد نختار أن نغض الطرف، ونقول إن الأمر ليس شأننا.

لكن احذروا، في المرة القادمة قد يصل الأمر إلينا، وسيكون الأطفال في الرابعة والخامسة، أطفالنا”.

وتابع جوارديولا معبراً عن مخاوفه الشخصية: “أنا آسف، لكن عندما أرى أطفالي ماريا، وماريوس،

وفالنتينا، عندما أراهم كل صباح منذ أن بدأ هذا الكابوس الذي يعيشه أطفال غزة، أشعر بخوفٍ شديد”.

لتعزيز رسالته، روى جوارديولا قصة رمزية عن عصفور صغير يواصل نقل الماء بمنقاره لإطفاء حريق في غابة،

مؤكداً أن “قوة الإنسان لا تُقاس بحجمه، بل بخياراته، وبحضوره، وبرفضه البقاء صامتاً”.

هذه القصة لاقت صدى واسعاً، وفسرها البعض على أنها دعوة للعمل الفردي والجماعي

تجاه الأزمات الإنسانية، أيا كان حجم المساهمة.

مواقف جوارديولا السياسية.. سابقة ليست الأولى

لا يخفى على المتابعين أن بيب جوارديولا يتمتع بتاريخ من المواقف السياسية المعبرة. فقد سبق له المشاركة في مظاهرات داعمة لاستقلال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا، مما أدى إلى تغريمه 20 ألف جنيه إسترليني من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 2018، لارتدائه شارة صفراء تضامناً مع “المساجين السياسيين” في كاتالونيا. كما علّق سابقاً على الأوضاع العالمية، قائلاً في مؤتمر صحفي عام 2023: “انظر من حولك، العالم مليء بالظلم، ونحن نجلس هنا لا نفعل شيئاً”.

ويأتي هذا الموقف أيضاً بعد أن لفتت ابنته، ماريا جوارديولا، الانتباه بدءاً من منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2024، عبر تدويناتها ومشاركتها لمنشورات تدعم غزة وتدين الحرب، مما يشير إلى وجود وعي عائلي بالقضايا الإنسانية.

ردود الفعل..تباين بين الدعم والانتقاد

تباينت الآراء والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء العربية أو الإنجليزية، بشأن موقف جوارديولا.

فقد أعرب العديد من المستخدمين عن دعمهم وتقديرهم لموقفه، متمنين أن يحذو زعماء عرب حذوه.

وأشار بعضهم إلى أنهم، رغم تشجيعهم لأندية أخرى، باتوا يكنّون إعجاباً لمدرب السيتي بعد

تصريحاته الأخيرة حول غزة.

جوارديولا

في المقابل، تعرض المدرب لانتقادات من معلقين رأوا أنه لم يذكر أي شيء عن حركة حماس أو أفعالها،

مشيرين إلى أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعلق أحد المستخدمين قائلاً إن خطاب جوارديولا يشبه إنجازاته هذا الموسم: “صفر”، في إشارة

إلى عدم تحقيق مانشستر سيتي للقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023

أدى إلى مقتل 1200 شخص بحسب البيانات الرسمية الإسرائيلية، قبل أن تشن إسرائيل

حرباً في غزة تسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 54 ألف شخص

من سكان القطاع بحسب وزارة الصحة في غزة.

في المقابل، اكتفت المواقع الرياضية المتخصصة الغربية على وسائل التواصل الاجتماعي

بذكر خبر تكريمه ومنحه الدكتوراه الفخرية، دون التطرق إلى حديثه عن غزة،

مما يعكس حساسية الموضوع وتجنب الدخول في نقاشات سياسية معقدة.

خلاصة القول، تظل تصريحات جوارديولا حول غزة نقطة تحول في النقاش العام حول دور الشخصيات الرياضية

المؤثرة في القضايا الإنسانية.

فبينما يرى البعض فيها شجاعة وموقفاً إنسانياً نبيلاً،

يرى آخرون أنها تفتقر إلى الحياد أو الشمولية في تناول أبعاد الصراع.

جوارديولا