قمة التعليم المجتمعي الاولي في مصر تفتح آفاقا جديدة بتعبيم الاطفال بالمناطق النائية

انطلاق أول قمة وطنية للتعليم المجتمعي بمشاركة واسعة من الحكومة والمجتمع المدني
اختتمت فعاليات القمة التعليم المجتمعي الأولى في مصر، التي انعقدت في نهاية مايو الماضي بمركز إبداع مصر الرقمية بقصر السلطان حسين كامل، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بحضور أكثر من 500 خبير، وعدد من ممثلي الوزارات، ومؤسسات المجتمع المدني، وشركات القطاع الخاص، وشركاء التنمية المحليين والدوليين.
أكدت القمة على أهمية تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وغير الحكومية من أجل ضمان وصول التعليم إلى جميع الأطفال، خاصة في المناطق النائية والمحرومة، مع الالتزام بتوفير فرص تعليمية عادلة تكافئ ما يحصل عليه الأطفال في المدن الكبرى.
راندا حلاوة: 4427 مدرسة مجتمعية تقدم نموذجًا ناجحًا يخرّج طلابًا إلى كليات القمة
أعربت راندا حلاوة، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة التسرب من التعليم والتعليم المجتمعي بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن سعادتها بالقمة، معتبرة إياها منصة وطنية تجمع مختلف الأطراف الفاعلة في تطوير نموذج التعليم المجتمعي في مصر.
وأشارت إلى أن مصر تمتلك اليوم 3108 مدرسة من مدارس الفصل الواحد والمدارس الصديقة للفتيات والأطفال في ظروف صعبة، إلى جانب 1319 مدرسة مجتمعية أُنشئت بالتعاون مع الجمعيات الأهلية.
وأكدت أن هذه المدارس “تفتح أبواب الأمل أمام آلاف الأطفال، حيث تخرّج منها طلاب التحقوا بكليات الطب والهندسة والحاسب والتمريض”، مشددة على أن دعم هذا النموذج يعزز من تحقيق العدالة التعليمية.
شيماء طنطاوي: التعليم المجتمعي يخلق قصص نجاح حقيقية ويمنح الأطفال فرصة للتغيير
من جهتها، أكدت شيماء طنطاوي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة من أحياها والشريك المؤسس لقمة التعليم المجتمعي، أن القمة كانت بمثابة منصة لإبراز الأثر الإنساني لنموذج التعليم المجتمعي، وقالت:
“الأطفال ليسوا مجرد أرقام في تقارير، بل هم حيوات حقيقية وفرص للتغيير.”
واستعرضت “طنطاوي” قصة الطالب زياد، الذي قرأ أكثر من 1000 كتاب خلال عام، وأطلق مبادرة “مكتبة الشارع” في قريته لنشر ثقافة القراءة، مشيرة إلى أن هذه النماذج تؤكد أن التعليم المجتمعي يخلق مواطنين فاعلين قادرين على التأثير.
محمد رضا: القمة نقطة انطلاق لبناء منصة وطنية لتنسيق جهود التعليم المجتمعي
قال محمد رضا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EduVation، إن القمة ليست فقط تتويجًا لعام من العمل، بل هي “نقطة انطلاق لبناء منصة وطنية لتكامل الجهود المعنية بالتعليم المجتمعي”، موضحًا أن الشراكة مع مؤسسة “من أحياها” وبدعم من أكثر من 45 جهة، تدفع نحو تطوير نموذج مستدام لهذا النوع من التعليم.
وأضاف: “الأطفال هم الحلم الذي نبنيه معًا، وهم الغاية التي من أجلها نتكامل”.
اتفاقيات ومبادرات لتطوير التعليم المجتمعي على مستوى الجمهورية
ساهمت القمة في خلق حوار مجتمعي فعّال، وأسفرت عن توقيع عدة بروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم لتطوير منظومة التعليم المجتمعي بمصر، بما يضمن استمرارية هذا النموذج وتوسع نطاقه.
جهات راعية وشركاء داعمون
أُقيمت القمة تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبمشاركة فعالة من وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات، وبرنامج الأغذية العالمي، إلى جانب مؤسسات بارزة مثل مؤسسة مصر الخير، وعدد من شركات القطاع الخاص، وأعضاء من مجلس النواب.
تمثل قمة التعليم المجتمعي الأولى خطوة استراتيجية نحو ترسيخ التعليم كحق أساسي لكل طفل، خاصة في المناطق المحرومة. من خلال التكامل بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، تفتح مصر آفاقًا جديدة نحو تعليم شامل ومستدام لا يترك أحدًا خلف الركب.