المهندس هيثم حسين: مجمع عمال مصر مصنع رجال الأعمال والصناعة الناجحين

في حوار صحفي وجولة داخل الصرح العظيم مجمع عمال مصر ، بالمنطقة الصناعية بالسادس من اكتوبر، رصدنا مجهود رائع علي أيادي شباب مصري وعمل واجتهاد لمدة 16 عام، مما دفعنا لإجراء هذا الحوار الصحفي.
بناء العنصر البشري والاستثمار فيه ليست مهمة سهلة، بل تحتاج سواعد أمينة أولًا واحترافية في الأداء
وهذا ما قدمه بالفعل مجمع عمال مصر الذي مر على إنشاءه ما يقرب من 16 عامًا على
يد المهندس هيثم حسين رئيس مجلس إدارة المجمع، الرجل الذي حقق حلمًا راوده فصنع أسطورة نجاح.
كان المهندس هيثم حسين يدرس في كلية الهندسة حتى راودته فكرة إنشاء مجمع عمال مصر،
ولأن الفكرة عبقرية والقائم عليها أخلص لها كانت الانطلاقة قوية وعبر شركات عالمية، ما جعلها انطلاقة بسرعة الصاروخ.
ولا تتوقف حدود مجمع عمال مصر عند التدريب بل تشمل التطوبر والإنتاج والتسويق، أي أنه معادلة نجاح متكاملة.
وليه منظومة متكاملة تبدأ بقسم فرص الاستثمار الصناعي والذي لديه 750 فرصة مسجلة،
وقسم دراسات الجدوى الذي يقدم دراسات الجدوى للمشاريع، وقسم التمويل والشراكة
وهو الذي يقدم الدراسات اللازمة لإقامة المشروعات من خلال البنوك والمجمع متعاقد مع 20 بنكًا في هذا الإطار.
وهناك قسم الخامات ومستلزمات الإنتاج، الذي يوفر الخامات لإنجاح المشروعات،
وهناك قسم لتصدير الكوادر البشرية، وهناك قسم للأنظمة المالية والمبيعات، وآخر للتصدير.
مجمع عمال مصر بقيادة المهندس هيثم حسين يقدم النجاح على طبق من ذهب لرجال الأعمال،
بداية من الفكرة وتطويرها حتى بلوغ عنان السماء في النجاح، لذلك التقت به الصباح نيوز، لنتعرف على سر خلطة النجاح الصناعية.
بداية.. كيف كانت انطلاقة مجمع عمال مصر؟
فكرة تأسيس مجمع عمال مصر، بدأت العمل عليها منذ عام 2010، مثلي كمثل أي شاب يأتي من المحافظات إلى القاهرة،
والرحلة بدأت بوصولي للقاهرة عام 2008 والتحقت بكلية الهندسة، والحمد لله تفوقت في الدراسة وكنت من الطلاب المتميزين،
وجاءت الفكرة وأنا في المرحلة الثانية بالكلية حينما وقع اختيار الجامعة على مجموعة من الطلاب
ليتدربوا في أحد المصانع وكنت منهم، وهنا جاءت الفكرة وبدأت بمفردي حتى وصلت لـ15 ألف فرد،
وعقدنا عدة بروتوكولات منهم 17 جامعة تكنولوجية لتدريب الطلاب.
ما هي أهداف مجمع عمال مصر؟
مجمع عمال مصر عبارة عن شركة متخصصة في إدارة وتشغيل خطوط الإنتاج والمنشآت الصناعية،
خاصة أن 70% من قوة الاقتصاد المصري تقوم على العمال، وشركة “مجمع عمال مصر” الحمد لله بدأت كبيرة،
وأول تعاقد لها كان مع شركة “شيبسي” ولم ننتظر فترة طويلة لإثبات وجودنا وسط الشركات،
ولكن قدمنا بصمة واضحة في سوق العمل خلال فترة قصيرة جدًا.
هل واجهتم صعوبات أو تحديات في البداية؟
التحديات أن الفكرة كانت بالنسبة للبعض جديدة ولم تكن موجودة قبل ذلك، والمسئول عنها شاب صغير السن،
يطالب بإدارة خطوط الإنتاج، والحمد لله لم نتوقف بل تخطينا الصعاب والتحديات بتصميم وإرادة وإصرار للوصول إلى النجاح
وطرقنا الأبواب من خلال شركتي شيبسي وفلورا، وعرضت عليهم تجربتي بأسلوب بسيط واستطعت إقناعهم،
والحمدلله وًفقت وكانت البداية مع العضو المنتدب لشركة فلورا والذي كان يوناني الجنسية،
وتم الاتفاق ووقعنا أول عقد للشركة وباشرنا خط إنتاج مناديل للجيب وعقدنا معهم اتفاقية تتضمن مقارنة معدل الإنتاج
الذي يتم تنفيذه لديهم كشركة ومعدل الإنتاج الذي سوف نصل إليه نحن مجمع عمال مصر،
مع حرصي على أن تكون التكلفة أقل، وكان من ضمن المميزات صغر سني وهذا أتاح لي أن العمل بيدي مع العمال،
ونظمت فريق عمل من زملائي الطلبة في الكلية، قلت لهم أنا أعمل وعرضت عليهم التجربة وطلبت منهم أن نتشارك فيها
وافقوا وبدأنا وبالفعل التجربة نجحت وكان في نفس التوقيت شركة شيبسي الذي طرقنا بابها وعرضنا عليها التنفيذ،
وبالطبع سجلت المنظومة عدة نجاحات والحمد لله .
ولكن ظل نجاح البدايات مع شركتي “شيبسي وفلورا” هما الأقوى بالنسبة لي،
وللأمانة شركة فلورا كان لها فضلًا كبيرًا في نجاح المنظومة لأنهم علمونا كيفية تطبيق نظام جديد في الإدارة،
ولا بد أن أتقدم بالشكر للسيد أيمن الزيني، الذي كان يعمل مديرًا لشركة فلورا، والذي اقتنع بي جدًا
وتعاون معي وعلمني فنون الإدارة، وشركة شيبسي أيضًا كانت المهندسة ناهد محروس،
والتي كانت مسئولة عن خطوط الإنتاج بالشركة وهي التي اقتنعت بفكرتي وأعطتني خط إنتاج من الشركة
وساعدتني في تعلم فنون الإدارة وكيفية العمل، ولابد أن أذكر دائمًا أنني تعلمت من شركات قطاع الأعمال العام،
وأعتقد أنهم إذا كانوا قابلوا فكرتي بالرفض احتمال الفشل كان موجودًا، ودائمًا أقولها للعاملين معي
في مجمع عمال مصر: “اللي بيشتغل معانا في المجمع لا يحمل ثقافة المنظومة فقط
وإنما يحمل ثقافة كافة المنشآت الصناعية التي نديرها”.
16 عامًا.. هي عمر “مجمع عمال مصر”.. كيف حافظتم على النجاح والاستمرارية؟
أنا قسمت عمر المنظومة على 3 مراحل، أول 5 سنوات هي الإثبات والانتشار، والخمس سنوات الثانية
هي مرحلة الإصرار على الوصول وتكرار التجربة، وخلالها الحمد لله بدأ الاسم في الانتشار في الأوساط العمالية،
والخمس سنوات الثالثة هي تسجيل النجاح على أرض الواقع، وهذا ما جعلنا متعاقدين مع العديد من الشركات الصناعية،
والجامعات التكنولوجية، وأصبحنا ندرب الطلاب بالجامعات ويحصلون على شهادات معتمدة من تلك الجامعات،
بمعني أن الطالب يحصل على شهادة موثقة بأنه أتم فترة التدريب لدينا ويسلمها للجامعة ليحصل على الشهادة.
نريد التعرف على طريقة سير العمل داخل مجمع عمال مصر؟
نظام العمل داخل “مجمع عمال مصر “بدأ “بنظام التشغيل” في 2015 ثم تلاه قطاع “كيفية تسويق المنتجات للمستثمرين”
أنني أقدم دورًا في عملية التصنيع بالإضافة إلى تسويق المنتج، وفي عام 2017 تلاهم قطاع آخر
هو “قطاع دراسة وتمويل الشركات”، وفي 2019 اتجهنا للعمل مع المصانع المتوقفة،
وكانت تلك هي نقطة الانطلاق لمنظومة عمال مصر، وزاد من خلالها رأس المال والعدد،
نظرًا لأن العمل مع المصانع المتوقفة فرصة كبيرة ومفيدة، لأن إنشاء مصنع جديد يحتاج بنية تحتية وأصول وماكينات،
لكن لو تواجد مصنع متوقف أسهل كثيرًا بعقد شراكة مع صاحب المصنع، لديه الماكينات والأصول
وكل مايحتاجه موجود عندي “المواد الخام والعمالة” .
كيف أصبح المجمع بعد هذه المشروعات والشراكات؟
حاليا وصلنا لـ120 منشأة صناعية داخل المجمع وعقدنا اتفاقية مع إحدي المشروعات القومية الخاصة بالدولة
وهذه نقطة غيرت مسار المنظومة كليًا، وانضممنا لمحور الضبعة من خلال مشروع مستقبل مصر الصناعي،
وهذا النجاح ليس وليد اللحظة، ولكن نتاج عمل 4 سنوات على هذا الملف لإنجاح الصناعة والتجارة،
ولأنه كان هدفًا من أهدافنا الأساسية، وأي شاب يريد الانضمام لسوق العمل يتفضل بالتسجيل على بوابة منظومة عمال مصر،
لكي يبدأ التدريب، كان من أهدافنا أيضًا أن أي مستثمر أو مصنع ينضم إلى “مجمع عمال مصر”
يحصل على خدماته كاملة بداية من دراسة الجدوى والتمويل والماكينات والخامات ومستلزمات الإنتاج والتصدير وغيره.
كيف يتم إقناع مستثمر وجذبه للانضمام لمجمع عمال مصر؟
نحن نؤمن بأنه لابد أن يكون هناك ذراعًا آخر يعمل بجانب الدولة لزيادة الإنتاج والاستثمار،
فلا الحكومة تقدر تنجح بمفردها في الاقتصاد، ولا المنظومة تقدر تنجح بمفردها، وكان لا بد من المشاركة،
وهنا يأتي دور المجمع، والذي يتلخص في مساندة الشباب المصري خاصة القادمين من المحافظات،
والذين نقوم بدورنا في تدريبهم وتأهيلهم وتوفير المسكن طوال فترة تواجدهم معنا،
ولا ينتهي دورنا هنا بل نستكمل مسؤوليتنا في استقبال المستثمر خلال القطاعات الصناعية
ونبدأ معه اختيار المشروع المناسب ثم دراسة الجدوى، ولدينا فريق عمل كامل مهمته عرض المشروعات
ووضع دراسة الجدوى لجميع المشاريع الخاصة بالمستثمرين .
كيف يحافظ المجمع على استمراريته؟
نعمل على 3 محاور رئيسة وهي “نتائج اإدراتك، نتائج بيعك للمنتج، نتائج العمالة الموجودة داخل المنشآت الصناعية،
أعتقد أن نجاحنا في تلك المحاور يزيد من القيمة السوقية للمنظومة ما يزيد من حجم الطلب علينا،
والحمد لله نتيجة العمل والجهد لدينا عروض من مستثمرين من الصين يطالبون بعقد شراكات معنا .
هل فكرتم في إنشاء أكاديمية تعليمية؟
لم نفكر في هذا الأمر، والسبب أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنشأ 17 جامعة تكنولوجية تقوم بالدور التعليمي والتدريبي،
ومجمع عمال مصر أبرم بروتوكولات مع تلك الجامعات التكنولوجيةفما الداعي لإهدار أموال في إنشاء أكاديمية جديدة.
المشكلة لدينا ليست في إنشاء أكاديمية المشكلة الحقيقية في التشغيل، للأسف القطاع الصناعي
حتى هذه اللحظة يعمل بطاقة 10% فقط، رغم أن الدولة افتتحت 350 ألف مصنع جديد بنسبة أشغال 1%
وهذا يؤكد أننا لدينا مشكلة في التشغيل .
ما دور رجال الأعمال للنهوض بالصناعة والزراعة معًا؟
نجاح أي دولة متوقف على زيادة الإنتاج الصناعي والزراعي، وهنا لابد أن نهتم أولًا بالتعليم،
لابد أن يكون لدينا عمالة مدربة وواعية وماهرة تتوافق مع متطلبات سوق العمل في القطاعين سواء الصناعي أو الزراعي،
ولابد من التركيز على الخريجين، وإطلاق المشروعات القومية، وبالنسبة لنا في مجمع عمال مصر
بدأنا بإنشاء مشروعات خاصة وعلي سبيل المثال لا الحصر مشروع دواجن على طريق الفيوم نظرًا
لكونها من المحافظات التي تهتم بالثروة الداجنة، أطلقنا أيضًا 20 ألف فرصة عمل في محافظة الفيوم،
اهتمامنا أيضًا بالثروة السمكية، نهتم أيضًا بالتدريب لخلق عقول تهتم بالصناعة لأننا رغم وجود عدد من المصانع
ليس لدينا رجال أعمال بالقدر الكافي لإدارة مشاريع تخدم الوطن،
نحتاج علي الأقل مليون و200 ألف رجل أعمال لكي ننهض بالصناعة.
كيف يمكننا اجتذاب الشباب للعمل في القطاع الصناعي؟
لابد من دراسة احتياجات سوق العمل، والمواد الخام اللازمة لإدارة أي منشأة صناعية،
وكل مشروع يحتاج 3 رجال أعمال يشتغلوا عليه لكي يتوسع.
كما يجب أن يكون لدينا وعي كاف بأن الشغل الجاد هو أساس البناء والتنمية والزراعة والصناعة هما بناء الوطن.
كيف رأيت قانون العمل الجديد؟
قانون العمل الجديد منح العامل 3 هدايا أهمها القضاء علي الفصل التعسفي.
القانون استمرت دراسته عدة سنوات حتى خرج للنور، والقيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي
كان لها رؤية خاصة في وضع قانون متوازن، يسعى لخلق نوع ما من الأريحية لبيئة العمل
وزيادة الاستقرار وكسب مزيد من المستثمرين، و لكي تكون الرؤية واضحة القانون الجديد
يستهدف الحفاظ علي العامل داخل المنشأت حال تعرضه لأي ضرر يقع عليه من بيئة العمل مثل الفصل التعسفي وغيره.
ويسعى القانون أيضًا لخلق روح الفريق بين بيئة العمل، وهي المستثمر والعامل،
ونصيحتي للعامل أن يضع نصب عينيه أن مكان عمله هو مكانه، ويؤكد القانون الجديد على سرعة الفصل في القضايا العمالية،
والأهم من خروج القانون للنور هو كيفية تطبيقه”.
وخروج قانون العمل للنور هو إنجاز كبير لوزارة العمل، بقيادة الوزير محمد جبران .
نريد روشتة نجاح للشباب؟
أقول للشباب لكي تنجحوا في عملكم ” اتعبوا شوية وابحثوا، مصر فيها فرص عمل في عديدة وعظيمة ولا حصر لها،
مصر فيها مساحة كبيرة للاستثمار، ولكن الأمر يتطلب منكم تصميم وإصرار وإرادة وتحدي”.
وسواء كنت موظف أو مدير يجب عليك الاهتمام بمحورين، الأول هو صفاتك الخاصة والتي تتلخص في الذكاء والمهارة والطاقة”.
*المحور الثاني هو الأمانة، ثم العقيدة الخاصة ببيئة العمل وتنحصر في حبك وولاءك وانتماءك لعملك،
وفكر دايما أن شغلك مش مهم ليك لوحدك.. مهم ليك ولبلدك”.
بعد ذلك يأتي التخطيط الجيد والسرعة في الأداء، بمعني أنك لو وضعت خطتك نفذها بسرعة، لا تنتظر طويلًا،
عامل الوقت مهم جدًا ولابد من استثماره، ويجب ان يكون لديك مرونة في التعامل لكي تكون لديك قدرة علي مواجهة المشاكل
التي سوف تصادفك خلال العمل، وختامًا عنصر الإدارة الحديثة وتلك نطلق عليها “الجودة”
لابد أن يخرج شغلك في افضل صورة ممكنة، وفي نهاية الروشتة أحب أقول للشباب.. اشتغل وانجح
وخليك مميز في مكانك، وعلى قدر الطاقة التي سوف تبذلها في عملك سوف تجني الثمار .