فاتن حمامة أيقونة الفن التى أعادت تعريف دور المرأة فى السينما

في مثل هذا اليوم، 27 مايو، ولدت فاتن حمامة عام 1931، لكنها لم تكن مجرتاة مصرية عاديةد ف،
بل كانت ميلادًا لأيقونة غيرت وجه السينما العربية إلى الأبد.
لم تكتفِ بأن تكون “وجه القمر” أو البطلة الحالمة،بل تحولت مع الزمن إلى ضمير فني حي،
يعكس وجدان المجتمع، ويسائل تحولات الزمن.
فاتن حمامة
منذ أن وقفت أمام الكاميرا وهي في التاسعة من عمرها في فيلم “يوم سعيد”،
كانت تعرف أن التمثيل ليس وسيلة للظهور، بل أداة للتغيير.
ومع كل عمل جديد، كانت تثبت أن الفن رسالة، وأن السينما يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.
في الخمسينيات والستينيات، حين كانت القاهرة تكتب فصولًا جديدة من تاريخها بعد ثورة يوليو،
لم تكتفِ فاتن حمامة بدور المتفرج
بل انخرطت بقوة في سرد حكايات المرأة، المجتمع، والتحولات السياسية والاجتماعية.
في فيلم “دعاء الكروان”، أعادت تعريف معاناة المرأة وصرختها، وفي “أريد حلاً”، فتحت باباً واسعاً للنقاش
حول قوانين الأحوال الشخصية، وكانت سبباً في تحريك الرأي العام، بل وتحقيق خطوات إصلاحية.
هي لم تكن فقط ممثلة أبدعت في أدوارها، بل كانت تختارها بعقل ووعي ومسؤولية.
من الفتاة الرقيقة الحالمة في “الخيط الرفيع”، إلى الأم الصلبة في “إمبراطورية ميم”،
ثم المرأة المناضلة في “الباب المفتوح”، جسدت بمهارة مشاعر وتجارب نساء مصر بكل فئاتهن،
من الطالبة إلى الفلاحة، من الأم إلى الحبيبة، ومن الموظفة إلى المناضلة.
في مسلسل “ضمير أبلة حكمت”، كانت المعلمة التي تصنع أجيالاً، وتقف على خط المواجهة بين القيم والانحدار،
في تأكيد متجدد على أن فاتن حمامة لم تكن تؤدي دوراً، بل تعيشه.
رحلت عن عالمنا في 17 يناير 2015، لكن سيرتها لا تزال حية، وأعمالها تُعرض وكأنها لم تُنتج منذ عقود.
هي واحدة من القلائل الذين تجاوزوا الفن ليصبحوا جزءاً من وجدان أمة. كل مشهد لها لا يُنسى،
وكل دور يحمل رسالة، وكل ظهور كان يحمل شيئاً من مصر الحقيقية.
في ذكرى ميلادها، لا نحتفي فقط بفاتن حمامة كفنانة، بل كأيقونة صنعت التاريخ بموهبة،
وعي، وضمير. ستظل أعمالها حية، لأنها لم تكن مجرد تمثيل… بل كانت الحياة بكل ما فيها من صدق، وجمال، وكفاح.