مشيرة إسماعيل هل تحولت استغاثتها من مشكلة سكنية إلى أزمة إنسانية؟

تفجّرت موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تدخل الفنانة المعتزلة مشيرة إسماعيل
لغلق عيادة بيطرية في حي مصر الجديدة، مما أثار ردود فعل متباينة، كان أبرزها هجوم حاد من
الفنانة الشابة آية سماحة التي اعتبرت الأمر “تجريدًا من الإنسانية”، في ظل وجود حيوانات داخل العيادة
لحظة تنفيذ قرار الإغلاق.
البداية كانت حينما ظهرت مشيرة إسماعيل في لقاء تلفزيوني،
حيث وجهت استغاثة مباشرة إلى رئاسة مجلس الوزراء ومحافظة القاهرة،
مؤكدة أن العقار الذي تقيم فيه منذ أكثر من 42 عامًا تحوّل بشكل مفاجئ
إلى ما وصفته بـ”مستشفى كلاب” داخل الطابق الأرضي،
مشيرة إلى أن استخدام المكان لأغراض تجارية أو علاجية للحيوانات يمثل انتهاكًا لقواعد السكن الخاص،
بل ويشكل خطرًا على راحة السكان.
وقالت إسماعيل: “الحيوانات ضخمة والكلب الواحد فيهم حجمه قد بقرة صغيرة، والناس بقت متضررة ومفيش جهة اتحركت”،
وأكدت أنها لجأت إلى الإعلام بعد تجاهل الشكاوى الرسمية لأكثر من شهر.
لكن قرار الإغلاق لم يمر مرور الكرام، خاصة بعد تنفيذ قرار تشميع العيادة على الفور،
رغم كونها منشأة مرخصة وبها حالات حيوانية تتلقى العلاج. وهو ما أثار استياء الفنانة آية سماحة،
التي عبّرت عن غضبها عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، وكتبت متسائلة:
“مين مشيرة إسماعيل دي عشان عيادة مرخصة تتقفل؟ الحيوانات تموت عشان جارتها متزعلش؟ فين الدين والرحمة؟”
وأضافت سماحة بلهجة غاضبة أن الرد الذي تلقاه القائمون على العيادة من مسؤولي الحي كان صادمًا:
“مش مهم الحيوانات تموت.. المهم مشيرة متزعلش”، حسب قولها.
ورغم أن الواقعة انقسم حولها الرأي العام بين مؤيد لحق إسماعيل في بيئة سكنية هادئة،
ومعارض لطريقة الإغلاق التي تجاهلت وجود كائنات حية، فإنها سلطت الضوء على خلل في التوازن
بين تطبيق القوانين والاعتبارات الإنسانية.
وتبقى القضية مفتوحة أمام تساؤلات متعددة: هل أصبحت “حقوق الحيوان” بلا وزن عندما تصطدم بشكاوى شخصية؟
وهل يُسمح بإغلاق منشآت مرخصة دون خطة لحماية من بداخلها من الأرواح؟
الشارع الفني ومواقع التواصل لا يزالان في حالة غليان، والجدل مرشح للتصاعد،
خاصة مع غياب رد رسمي حتى الآن من الجهات المختصة حول مصير الحيوانات أو موقف العيادة القانوني النهائي.