الأخبار

حاتم الجبلي.. كيف تغيرت خريطة مصر الصحية  من الامراض ” المعدية ” لغير المعدية “

كتبت: سلمي صلاح

كشف د/ حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، تفاصيل عن تطور الخريطة الصحية للأمراض في مصر على مدار ثلاثين عامًا، قائلاً:”في السبعينيات والثمانينيات،

كانت العدوى أبرز مصادر نقل الأمراض، حيث كانت تمثل أكثر من 40% من الأمراض في البلاد، مثل البلهارسيا والدرن. ففي عام 1950 كان

معدل الإصابة بالدرن 250 حالة لكل 100 ألف مواطن، أما الآن فأصبح تسع حالات فقط لكل 100 ألف، مقارنة بعام 2000 حيث كان المعدل 17 حالة.

هذا التحسن يعود إلى خطة مدروسة، وتدريب، وإنشاء مراكز، وتوفير الدواء والعلاج السليم. الناس قد لا تشعر بهذا التقدم،

لكنه إنجاز وضعنا في مصاف الدول المتقدمة في مكافحة هذه الأمراض”.

 د/ حاتم الجبلي:دعم المنظومة الصحية ومواجهة التحديات المستقبلية

وأضاف:”البلهارسيا عام 1987 كانت تصيب 32% من سكان مصر، أما الآن فأصبحت نسبتها 2 في الألف. وحتى فيروس سي، أتذكر جيدًا حين

أنشأنا اللجنة القومية عام 2006، لم يكن متاحًا حينها سوى استخدام الإنترفيرون، وكان غاليًا جدًا، ونسبة نجاحه لم تتجاوز 40%. ثم ظهرت الأدوية الجديدة،

وكان هناك عاملان مهمان: توفر الدواء، والإرادة السياسية من قبل الرئيس السيسي لتمكين المشروع. هذا أعطى دفعة قوية،

مع وجود بنية تحتية وجهد كبير من قبل اللجنة، والآن أصبحت التجربة المصرية محل تقدير في الصحف الأجنبية”.

وعن التغير في الخريطة الصحية في الوقت الراهن، قال خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج “كلمة أخيرة” عبر قناة ON:

“الخريطة الآن تغيرت، وأصبح لدينا أمراض غير معدية وهي المشكلة الكبرى، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية التي تحتل المرتبة الثانية،

وأمراض الكلى في المرتبة الثالثة. هذه الأمراض تعود لسوء التغذية، قلة الحركة، والعوامل الوراثية”.

وأردف:”الخريطة الخاصة بالأمراض المعدية تغيرت، لكن العبء على النظام الصحي زاد. فبينما للأمراض المعدية خطة مكافحة واضحة،

إلا أن الأمراض غير المعدية لا يمكن مكافحتها بنفس الطريقة، ما يضيف عبئًا إضافيًا، خاصة مع التغيرات في الخريطة السكانية”.

تابع:”70% من سكان مصر تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عامًا، ومن هم فوق 65 عامًا يمثلون الفئة الأعلى تكلفة على الدولة.

معدل الزيادة السكانية كبير، ومن المتوقع أن تصل هذه الفئة إلى 20% من السكان بحلول عام 2050، ما سيشكل عبئًا علاجيًا ضخمًا.

لذلك، لابد من البدء في التفكير في معالجة هذه القضايا مبكرًا”.

وشدد على ضرورة تبني خطة واضحة في هذا المجال، مؤكدًا أن الخريطة الصحية تتغير، والأعباء على الدولة تتزايد.كما

قدم ثلاثة مقترحات لمواجهة هذه التحديات:”التوعية، وهي الأساس في الوقاية، من خلال تعليم الناس كيفية تجنب أمراض القلب وغيرها.

بالاضافة إلى استخدام التكنولوجيا، حيث توجد لدينا وسائل للعلاج عن بُعد، مما يوفر تكلفة السرير في المستشفى ويقلل الحاجة للذهاب إليه.

يشمل ذلك عناصر كثيرة يمكن أن تقدم حلًا حقيقيًا.”

إختتم : ” ثالث العناصر استثمار القطاع الخاص، كعامل ثالث مهم في دعم المنظومة الصحية ومواجهة التحديات المستقبلية.