التوسع الكبير في أساطيل الطيران: «الشرق الأوسط يُثبت مكانته كمركز عالمي للنمو»

في سباق شرس نحو السماء، تتسابق كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط لتعزيز أساطيلها عبر صفقات ضخمة، مما يعيد تشكيل خريطة صناعة الطيران العالمية ويعزز مكانة المنطقة كقلب نابض للنمو في قطاع الطيران.
وبعد عام من التردد في اتخاذ قرارات الشراء، عادت شركات الطيران في المنطقة بقوة إلى سوق الطلبات، مما يعكس دورها الاستراتيجي المتزايد في قطاع الطيران، ويؤكد على مكانة الشرق الأوسط كسوق حيوي لشركتي صناعة الطائرات العملاقتين إيرباص وبوينغ.
كشفت مصادر مطلعة عن خطط طموحة لشركة فلاي دبي التي تخطط لشراء 200 طائرة ضيقة البدن، مع خيار لزيادة العدد إلى 300 طائرة، في واحدة من أكبر صفقات الطائرات المتوقعة في العام 2025.
وفي الوقت ذاته، تجري الاتحاد للطيران محادثات لشراء حوالي 40 طائرة عريضة البدن، وهو ما يعكس طموحاتها التوسعية الكبيرة، لا سيما مع قربها من طرح أسهمها في السوق العام لأول مرة.
أما الخطوط القطرية، فقد اقتربت من إتمام صفقة كبيرة لشراء 230 طائرة ذات ممرين، في حين تتفاوض طيران الخليج البحرينية على شراء 12 طائرة عريضة البدن لتعزيز أسطولها.
وفي نفس الاتجاه، تسعى طيران الرياض، الوافدة الجديدة إلى السوق، لتأكيد طلبية تشمل 50 طائرة مخصصة للرحلات الطويلة.
وهذه الصفقات الضخمة تأتي في وقت تسعى فيه شركات الطيران في المنطقة إلى تعزيز مكانتها العالمية،
حيث يتوقع أن تتجاوز طلبات الشراء من الشرق الأوسط 500 طائرة هذا العام، وهو ما يجعل المنطقة في صدارة المنافسة على سوق الطائرات التجارية.
هذه التحركات الكبيرة تشير إلى تحول استراتيجي في صناعة الطيران بالشرق الأوسط. مدن مثل دبي، التي كانت معروفة كمراكز عبور فقط،
تتحول بسرعة إلى وجهات سياحية رئيسية على المستوى العالمي، مما يساهم في نمو حركة الركاب والتجارة بين الشرق والغرب.
وبينما تظل أميركا الشمالية المصدر الأكبر لإيرادات قطاع الطيران العالمي، يعكس أداء الشرق الأوسط القوي في السنوات الأخيرة تحولا كبيرا نحو النمو المدعوم بالطلب المتزايد على السفر الفاخر لمسافات طويلة.
ومع اقتراب الطلب على الطائرات الجديدة من مستويات قياسية، تتسابق شركات الطيران في المنطقة لحجز مواعيد تسليم الطائرات التي قد تمتد إلى العقد المقبل،
ومع ذلك، تواجه إيرباص وبوينغ تحديات كبيرة في زيادة الإنتاج بسبب قيود سلاسل التوريد والمشاكل المستمرة في صيانة المحركات.
وهذا الوضع دفع بعض الشركات، مثل فلاي دبي، إلى إعادة النظر في صفقاتها الحصرية مع بوينغ بسبب التأخيرات المتكررة في تسليم الطائرات.
وفي تصريح لموقع بلومبيرغ، أكد غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي، أن الشركة في مناقشات مستمرة مع شركات تصنيع الطائرات لدعم مسار نموها المستقبلي،
مشيراً إلى أن أي قرارات جديدة بشأن شراء الطائرات ستُعلن فور اتخاذها.
وأضاف الغيث أن الشركة تدرس خيارات شراء طائرات من عائلة بوينغ 737 وإيرباص A320، على الرغم من التأخيرات المستمرة التي تواجهها بعض الشركات المصنعة.
أما بالنسبة إلى الاتحاد للطيران، فهي تدرس طرازات طائرات بوينغ 777X و787، بالإضافة إلى طائرات إيرباص A350،
في إطار خططها التوسعية التي تشمل زيادة حجم أسطولها في السنوات الخمس المقبلة.
وفي وقت قريب، من المتوقع أن تعلن الخطوط القطرية عن صفقة ضخمة قد تشمل 230 طائرة، مع احتمال الإعلان عن الصفقة بحلول أبريل 2025.
من ناحية أخرى، تواصل طيران الرياض، التي دخلت السوق مؤخرًا، تعزيز طلبياتها، حيث تتطلع لتأكيد طلبية لشراء 33 طائرة بوينغ 787 دريملاينر،
بالإضافة إلى احتمالية زيادة الطلبات لـإيرباص A350-1000 وبوينغ 777X.
وفيما يخص طيران الخليج، التي تمتلك حاليًا أسطولاً يتكون من حوالي 40 طائرة، فقد شرعت في التفاوض لشراء 10 طائرات بوينغ 787 لإضافتها إلى أسطولها في إطار خططها للنمو وتحقيق الربحية تحت قيادة جديدة.
أما طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في المنطقة، فهي تملك بالفعل طلبية ضخمة تتجاوز 200 طائرة بوينغ 777X، لكن التسليم تأخر لعدة سنوات بسبب المشكلات المتعلقة باعتماد الطراز الجديد،
ولم تعلن طيران الإمارات بعد عن خطط جديدة لشراء طائرات إضافية، لكنها تظل في موقع استراتيجي باعتبارها أكبر مشغل للطائرات المخصصة للرحلات الطويلة في العالم.
من المتوقع أن تؤثر هذه الصفقات الضخمة بشكل إيجابي على صناعة الطيران في الشرق الأوسط، حيث تضع المنطقة في مقدمة المنافسة العالمية،
هذه التحركات تؤكد أن الشرق الأوسط ليس فقط مركزًا حيويًا للطيران التجاري، بل أيضًا سوقًا رئيسيًا لشركتي إيرباص وبوينغ،
مما يعزز من تأثير المنطقة في صناعة الطيران العالمية ويؤكد مكانتها كقوة محركة لهذا القطاع في المستقبل.