نتيجة الكورونا.. ننشر أهم تطورات الأسواق العالمية
أدى انتشار فيروس كورونا الجديد إلى تعرض الأسواق المالية لهزات قوية، حيث ابتعد المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر، مما عزز الطلب على الاستثمار في الملاذات الآمنة.
وسجلت الأسهم الأمريكية أسوأ خسائر لها منذ الأزمة المالية العالمية، كما تراجعت الأسواق الناشئة.
أسواق السندات
سجلت سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعاً على مدار الأسبوع مع استمرار تخوف المستثمرين من الآثار الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا على الأسواق العالمية، مما حفز زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن.
ارتفعت توقعات السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة لتصبح الاحتمالية بنسبة 100٪ بأن يقوم بخفض 25 نقطة أساس ثلاث مرات بحلول نهاية عام 2020 واحتمالية إضافية بنسبة 59.9% بأن يخفض 25 نقطة أساس إضافية لمرة رابعة بحلول اجتماع ديسمبر. زادت هذه الاحتمالات عن الأسبوع الماضي حيث كانت التوقعات بأن يكون الخفض بمقدار 25 نقطة أساس لمرة واحدة بنهاية عام 2020، واحتمال إضافي بنسبة 85.8% بتخفيض آخر يبلغ 25 نقطة أساس بحلول اجتماع ديسمبر.
العملات:
تراجع الدولار على مدار تعاملات الأسبوع الماضي، نتيجة للمخاوف من انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، وهو إذا ما حدث ونتج عنه تباطؤ في الاقتصاد، فسيتعين على البنك الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعا في السابق. وارتفع اليورو خلال الأسبوع بسبب ضعف الدولار. ويعتقد بعض المحللين أيضًا أن اليورو ربما يكون قد ارتفع نتيجة لقيام المستثمرين بالتخارج من العملات ذات العوائد المرتفعة إلى اليورو مع الاتجاه بقوة نحو “إيقاف المخاطرة”. وفي الوقت نفسه، انخفض الجنيه الإسترليني بعد أن صرحت الحكومة البريطانية بأن المملكة المتحدة سوف تنسحب من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي في يونيو القادم ما لم يكن هناك “إطار عام” لاتفاق ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ارتفع الين الياباني بنسبة 3.45%، محققا أكبر مكاسب أسبوعية مقابل الدولار منذ يوليو 2016 بسبب زيادة الطلب على الأصول الآمنة (منخفضة المخاطر).
أما بالنسبة إلى عملات الأسواق الناشئة، فقد وصل مؤشر مورغان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM إلى أدنى مستوى له منذ 16 أكتوبر 2019، وسط مخاوف متزايدة من أن انتشار فيروس كورونا سوف يؤثر سلباً على النمو العالمي.
أسواق الاسهم:
شهدت أسواق الأسهم العالمية أسبوعها الأسوأ منذ الأزمة المالية التي شهدها العالم قبل أكثر من عشر سنوات، حيث يواصل فيروس كورونا نشر المخاوف المتزايدة من الركود ليتفاقم الوضع. سجلت الأسهم الأمريكية خسائر خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 11.49% وكانت شركات الطيران والتكنولوجيا والطاقة وكذلك البنوك هي التي تقود الانخفاضات. علاوة على ذلك، انخفض مؤشرا ناسداك المركب لأسهم الشركات التكنولوجية ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 12.36% و10.54% على التوالي. وبقياس شهري، انخفض مؤشر S&P 500 نحو 8.4%، ليحقق أسوأ أداء شهري منذ ديسمبر 2018، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 6.38% و10.3% على التوالي وذلك على أساس شهري. أما بالنسبة لمؤشر داو جونز، فقد سجل أكبر انخفاض شهري له منذ فبراير 2009.
سجلت الأسهم في الأسواق الأوروبية أيضًا خسائر كبيرة حيث انخفض مؤشر STOXX 600 بنسبة 12.25% خلال الأسبوع، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر 2008. أما على أساس شهري، فقد هبط المؤشر بنحو 8.54%، وهي أعلى خسارة يحققها في شهر، منذ أغسطس 2011.
تراجعت أسهم الأسواق الناشئة أيضًا حيث انخفض مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 7.26%، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ 10 أكتوبر 2019، محققاً أكبر انخفاض بقياس أسبوعي منذ عام 2011، نتيجة لنزوح المستثمرون باتجاه الاستثمارات الآمنة (منخفضة المخاطر) على خلفية الخسائر التي سجلتها الأسواق العالمية نتيجة عدم ظهور أية دلالات تشير الى تراجع معدلات انتشار فيروس كورونا وحالة القلق المتزايد من التأثير السلبي له على الاقتصاد العالمي.
البترول
أطلق انتشار فيروس كورونا موجة من عمليات البيع في سوق عقود البترول، وأنهت أسعار برنت تعاملات الأسبوع عند 50.5 دولار، بانخفاض بلغ 13.64% خلال الأسبوع، مسجلاً أسوأ خسارة أسبوعية منذ ما يقرب من أربع سنوات ليصل إلى أدنى مستوياته السعرية منذ ديسمبر 2018. وقد استمرت المخاوف من تراجع الطلب على البترول لتصبح هي المحرك الرئيسي للأسعار. ومن ناحية اخرى، ذكرت جريدة فاينانشال تايمز أن المملكة العربية السعودية طلبت من أعضاء مجموعة أوبك التفكير في قرار بخفض إضافي للإنتاج قدره مليون برميل يوميًا وذلك عندما يجتمع التحالف في فيينا هذا الأسبوع.
الذهب:
أنهى الذهب تعاملات الأسبوع الماضي منخفضاً بنسبة 3.51٪ ليصل إلى 1585.7 دولار، وذلك على الرغم من زيادة المخاوف لدى المستثمرين حول العالم وانتشار فيروس كورونا خارج الصين. قام المستثمرون بجني الارباح بعد أن وصل الذهب إلى أعلى مستوى له في سبع سنوات.