الأرشيف

حكم الدين في تجسس الخطيب على مخطوبته

:

تدفع المُحب أحياناً حالة من الغيرة المشروعة على حبيبه، ولكن إذا زادت هذه الغيرة عن حدها انقلبت الآية وتقل الثقة بين الطرفين ويبدأ التجسس على المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية والشك الدائم.

لهذا أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية، حكم الدين في تجسس الخطيب على مخطوبته، أن الأصل في مرحلة الخطبة أن تكون بعد التأني في اختيار المرأة المناسبة لتكون زوجة في المستقبل؛ فالخاطب إنما يُقدم على الخِطبة بعد أن يغلب على ظنه صلاح هذه المرأة واستقرار حسن المعاملة فيما بينهما بعد الزواج، فالخِطبة مبنية على الثقة في المخطوبة وحسن الظن بها.

حيث أقرت ببطلان تجسس الخطيب على مخطوبته والاطلاع على اسرارها الخاصة بدافع الغيرة ، كما أنه إذا كان زوجًا لها فإن قوامة الرجل على أهل بيته لا تكون إلا بالحكمة والنصح والإرشاد مع أدائه ما يجب عليه من حقوقهم، وليس بالتجسس وسوء الظن، مستشهدًا بالحديث الشريف عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: “إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ”. رواه أبو داود.

وأكدت دار الإفتاء أنه يحرم شرعًا على الخاطب التجسس على مخطوبته، ويأثم إذا فعل شيئًا من ذلك، بل ينبغي على المخطوبين إحسان الظن في بعضهما، والتعاون على البر والتقوى، ومن ثارت في نفسه شكوك تجاه الآخر منهما فعليه مصارحته بذلك بقصد التفهم والإصلاح والنصح ليكون ذلك أحرى أن يؤدي بينهما إذا يَسَّرَ اللهُ لهما إتمامَ الزواج.