“بتروجيت”: تلتزم بتطبيق معايير عالمية للسلامة في مشروعاتها
كتبت: إيمان حسن
“السلامة والصحة المهنية” ليست كلمات أو شعارات رنانة تطلقها وزارة البترول والثروة المعدنية، وإنما نهج تتبعه للحفاظ على العاملين بالقطاع؛ لكنها استراتيجية وهدف سامي تتبناه الوزارة، ومن هذا المنطلق، تدرس الوزارة إنشاء هيئة عليا للسلامة والصحة المهنية يتمحور دورها في سن التشريعات واللوائح بهدف الوصول إلى المستهدفات من عملها.
وأكد المهندس طارق الملا، وزير
البترول والثروة المعدنية، أن قطاع البترول يعمل حالياً على اتخاذ إجراءات فعلية
وخطوات جادة على أرض الواقع لتعزيز منظومة السلامة والصحة المهنية في أنشطة
وعمليات البترول والغاز.
وتابع «الملا»، في كلمته خلال افتتاح اليوم السنوي الرابع للسلامة والصحة المهنية بقطاع البترول بحضور قيادات القطاع ورؤساء شركات البترول المصرية والعالمية، أنه في ضوء تقييم وتحليل الأسباب المؤدية للحوادث فقد تم التوصل إلى أن العنصر البشري هو العامل الأساسي في ذلك وبتحليل هذه الحوادث وجد أهمها في حوادث قيادة المركبات والتحكم في إدارة العمليات وإدارة منظومة التعاقد مع المقاولين، وأنه جار العمل على تلافى هذه الأسباب، من خلال تعزيز سلوكيات وثقافة السلامة لدى العنصر البشرى ورفع درجة الوعي بالسلامة في تطبيق منظومة التحكم في إدارة العمليات والتركيز عل معايير الكفاءة والأمان فى منظومة التعاقد مع المقاولين.
وأوضح الوزير أن تطوير منظومة إدارة السلامة والصحة المهنية في قطاع البترول تضمن إنشاء لجنة عليا للسلامة والصحة المهنية تكون المسئولة عن الحوكمة فى منظومة السلامة وتتولي وضع لوائح وسياسات موحدة تراعي المعايير العالمية وتشرف علي التنفيذ ومراجعة القوانين، مضيفا أنه يتم حاليا التركيز على تأهيل وتدريب العنصر البشرى في مجال السلامة من خلال برامج متخصصة بالتعاون مع الشركاء الأجانب فى مواقع عملهم داخل وخارج مصر.
وتابع «الملا»، أنه جار تنفيذ برنامج متخصص لتنمية وتطوير مهارات الكوادر الشابة لأكثر من 70 من العاملين فى مجال السلامة ليكونوا نواة لتحقيق أفضل معدلات أداء فى مجال السلامة والصحة المهنية بشركات قطاع البترول خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن هذا البرنامج مستمر وسيستوعب كوادر جديدة في إطار تأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال والوصول بهم لمستوى متميز يضمن تنفيذ العمليات البترولية وفقاً لأعلى درجات السلامة والأمان، كما تم إيفاد 72 من الكوادر الشابة العاملة في مجال السلامة إلى ايطاليا من خلال شركتي عجيبة وبتروبل إلى مواقع شركة «إيني» الإيطالية لتعزيز الخبرات في مجال السلامة وفقاً لمعايير عالمية.
وأشار «الملا» إلى أنه سيتم وضع اشتراطات ومعايير لتولى الوظائف القيادية خلال الفترة المقبلة، ترتبط بضرورة أن يتضمن المسار الوظيفي تولى وظيفة في مجال السلامة والصحة المهنية لافتا إلى أن الشركات العالمية تنفذ هذه المعايير في اختيار قياداتها، مشددا على اعتماد معيار تطبيق الأمن والسلامة ضمن معايير تقييم أداء الشركات البترولية، وأن أسبوع السلامة هذا العام شهد الاهتمام بالتطبيق الفعلي لخطط وقواعد واشتراطات السلامة في الشركات ومواقعها، وقيام كل شركة بإعداد خطة محكمة في مجال السلامة وتم مراجعتها واعتمادها لتكون ملزمة بتنفيذها، كما سيتم إدخال معيار السلامة في التقييم الفردي للموظفين والعاملين بالقطاع لتعزيز سلوك السلامة كسلوك شخصي.
وأوضح «الملا» أن تنفيذ مشروع حقل ظهر يمثل نموذجاً ناجحا لتطبيق معايير السلامة في مشروعات قطاع البترول من خلال أكثر من مليون ساعة عمل بلا حوادث وإصابات في ظل تواجد 15 ألف عامل يومياً بالموقع، مشددا على أهمية التزام الشركات البترولية بمعايير السلامة والحفاظ على البيئة لضمان استدامة العمليات واستمرار النجاحات الحالية وتناميها.
ومن جانبهم أشاد رؤساء شركات البترول العالمية العاملة في مصر بحرص وزارة البترول والثروة المعدنية على تنظيم مؤتمرا سنويا للسلامة بقطاع البترول، ما يؤكد الالتزام القوي من وزارة البترول المصرية تجاه تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية.
وقال لوكا دي كارو مدير عام شركة «أيوك»، ذراع «إيني» الإيطالية في مصر، في كلمته خلال مؤتمر «اليوم السنوي الرابع للسلامة بقطاع البترول»، إن المؤتمر يحظى بأهمية كبيرة لأنه يتعلق بمنظومة السلامة، أحد أهم الأنشطة التي تؤثر على عمليات البترول والغاز، مضيفا أن الشراكة مع قطاع البترول المصري والتي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، اتسمت بتحقيق نجاحات مستمرة، وفي مقدمتها مشروع حقل ظهر، والذي يعد أبرز الأمثلة على قدرة الشراكة بين الجانبين على التغلب على التحديات في هذا المشروع سواء من حيث التوقيت الزمني أو حجم العمليات المنفذة والتي قدرت بأكثر من مليون ساعة عمل و15 ألف عامل.
وأشار «دي كارو» إلى أن المشروع، الذي يعد من أضخم مشروعات إنتاج الغاز، يتطلب توافر أعلى وسائل السلامة، وأن الشركة لديها خطة لتوجيه إيرادات استغلال عنصر الكبريت في ظهر إلى مشروعات التنمية المجتمعية في بورسعيد لتوفير فرص حياة أفضل للمجتمع المحيط.
وتابع «دي كارو»: بدأت
«إيني» التحول الرقمي خلال السنوات الماضية وهو
يمثل أهمية كبرى بالنسبة للسلامة والعملية الإنتاجية بشكل عام لاستمرار تحقيق
النجاح واستدامته، كما يسهم في تحسين وتحقيق الأمان وتقليل المخاطر والتكاليف
وسرعة الإنجاز، ولقد طورت «إيني» تطبيقات لتحقيق أمان وسلامة العاملين باستخدام
التكنولوجيا الرقمية وهو ما يعد أمر هام لتطبيقه في عملياتنا بقطاع البترول
المصري.
من جانبه، قال كريم بدوي رئيس شركة «شلمبرجير» في مصر وشرق المتوسط، إن الشركة تعمل في مصر منذ 80 عامًا شهدت خلالها تعاونا مثمرا مع قطاع البترول المصري، لافتا إلى أن «شلمبرجير» لديها رؤية واضحة لتحقيق السلامة المستدامة ليكون لها دور في تنمية وتطوير قطاع البترول من خلال المشاركة بمشروع تطوير القطاع الذي يوفر منصة رائعة للتكامل والمشاركة في مشروع تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة في المنطقة.
وأكد «بدوي»، أهمية تنمية المهارات للعاملين لتحقيق معايير السلامة في أنشطة صناعة البترول والغاز، وهو ما يركز عليه البرنامج الثالث في مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول لتدريب الكوادر وتنمية العنصر البشري بخاصة القيادات الشابة التي تتولى المسئولية في المستقبل، مشددا على أهمية التحول الرقمي في مجال السلامة للحد من الحوادث ومخاطر العمل البترولي.
وقال كولبى فيوسر نائب رئيس شركة
«هاليبرتون» بمصر وليبيا، إن موضوع السلامة مهم في كافة مراحل العمل لتحقيق سلامة
الأفراد والعمليات والأصول، مضيفا أن «هاليبرتون» لديها برامج لمواجهة التحديات
والمخاطر لضمان السلامة في كافة عمليات الشركة التي يمتد عملها بمصر منذ 50 عامًا.
وأكد المهندس وليد لطفي رئيس شركة
«بتروجيت»، التزام الشركة بتطبيق معايير عالمية للسلامة في مشروعاتها وأن الفترة
الماضية شهدت تنفيذ العديد من ورش العمل وخطط للحفاظ على السلامة في مشروعات
«بتروجيت»، حيث أولت اهتماما لتحفيز العاملين للإبلاغ عن الممارسات الإيجابية
والسلبية في مجال السلامة في المشروعات، كوسيلة لتحسين أداء منظومة السلامة، منوها
باستمرار الشركة في رفع الوعي وترسيخ سلوكيات السلامة والصحة المهنية لدى العاملين
والكوادر الشابة الواعدة لتقليل الحوادث والحد من المخاطر.