الأخبار

خوف من المجهول مع نزوح الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب غزة

كتبت: نورهان البلتاجي

خرج آلاف الفلسطينيين بسيارات أو دراجات نارية أو عربات تجرها الحمير وحتى على الأقدام، برفقة أطفالهم

وحملوا بعض مقتنياتهم في أكياس بلاستيكية وبعض الامتعة، متجهين إلى جنوب قطاع غزة بعد أمر إسرائيلي بالإخلاء.

فلسطينيون يغادرون بعد أوامر إسرائيلية لهم بإخلاء منازلهم في قطاع غزة والتوجه جنوبا، في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023
فلسطينيون يغادرون بعد أوامر إسرائيلية لهم بإخلاء منازلهم في قطاع غزة والتوجه جنوبا، في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 © محمود الهمص / ا ف ب

وبدت الصدمة واضحة على وجوه الكثيرين الذين قرروا المغادرة من شمال القطاع، رغم صعوبة ايجاد وسائل للنقل، بحسب مراسلي فرانس برس.

وبكت دانا صالح (40 عاما) التي غادرت بيتها برفقة زوجها وأطفالها وعائلة زوجها من شمال القطاع متجهة إلى خانيونس عند أقارب لهم في الطريق.

وقالت لفرانس برس “لا أعرف لماذا سنذهب. أخشى أن يقوموا بجمعنا في الجنوب ويقصفوننا لإجبارنا على اقتحام الحدود مع مصر” مشيرة “خائفة من فقدان أطفالي”.

وأضافت الأم لثلاثة أطفال “لا يوجد امان في أي مكان هنا. حتى جنوب القطاع يتعرض للقصف”.

وألقت طائرات إسرائيلية آلاف المنشورات على مدينة غزة تحث فيها السكان باللغة العربية على الإخلاء جنوبا.

وشن مقاتلون من حماس تسللوا إلى إسرائيل برا وبحرا وجوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما مباغتا على أراض إسرائيلية قتلوا خلاله،

وفق السلطات الإسرائيلية، أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم كما في مهرجان موسيقي، وترافق مع إطلاق آلاف الصواريخ

في اتجاه إسرائيل التي ترد منذ سبعة ايام بقصف عنيف لقطاع غزة حصد قرابة 1500 قتيل.

ورفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الجمعة إخلاء شمال القطاع، مؤكدة “ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا… ولا نزوح ولا ترحيل”.

أمرت إسرائيل سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، في قرار أكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1,1 مليون شخص وحذرت من تبعاته “المدمّرة”.

وجاء الأمر الإسرائيلي مع دخول الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس يومها السابع وتزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر.

وتسيطر حركة حماس على القطاع منذ العام 2007 بعد اشتباكات انتهت بطرد السلطة الفلسطينية منه بالقوة.

– “نكبة ثانية”-

رفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الجمعة إخلاء شمال القطاع، مؤكدة “ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا… ولا نزوح ولا ترحيل”.

كما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشكل “كامل” لتهجير السكان من غزة، محذرا من “نكبة ثانية”.

وأكد عباس لبلينكن “الرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا”.

وفي 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل.

وتكررت الدعوات لفتح ممرات انسانية قبل غزو بري محتمل من جانب إسرائيل، خصوصا في اتجاه مصر عبر معبر رفح.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس ضرورة أن يبقى سكان غزة “صامدين ومتواجدين على أرضهم”، محذرا من أن نزوح سكان غزة قد يعني “تصفية… القضية” الفلسطينية.

باقون

وفضل آخرون البقاء في بيوتهم في شمال القطاع، بحسب مراسلي فرانس برس.

ويقول رجل يدعى أبو عزام “هذا عدو غاشم وما يريده هو تخويف الناس وتهجيرهم. ولكن بإذن الله سنبقى صامدين في حال أي تهجير”.

وقال محمد خالد (43 عاما) إنه باق. “ماذا يريد العالم منا؟ انا لاجئ في غزة ويريدون تهجيري مرة اخرى؟ ماذا سنفعل في رفح (جنوب)؟ سننام في الشوارع مع أطفالنا، لن نفعل. لا أريد هذه الحياة المهينة”.

في مخيم الشاطئ في غرب مدينة غزة، وقف محمد أبو علي (24 عاما) أمام مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا). وقال “اليوم، لا نعرف اين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن. لجأنا إلى الاونروا، إلى الأمم المتحدة. اليوم إسرائيل ترتكب مجازر بحق المدنيين وأولادنا الآن تحت الركام”.

وأضاف “لا نعرف أين اولادنا، لا نعرف ماذا نفعل؟ لا يوجد لدينا طعام و لا مياه. أنا أناشد الامم المتحدة من أمام مقر الامم المتحدة: أين نذهب؟”.

 إسرائيل تجبر الآلف الفلسطينيين التوجه لجنوب غزة

 

قال مراسلو وكالة “فرانس برس” في غزة إن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات على قطاع غزة، يوم الجمعة،

تحذر السكان بضرورة الفرار “فورا” جنوب وادي غزة، مع خريطة تشير جنوبا عبر خط في وسط القطاع، الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا.

وفي غزة، قال مسؤولون بالأمم المتحدة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن الجيش الإسرائيلي أبلغهم بأن عملية الإجلاء

يجب أن تتم “خلال الـ 24 ساعة القادمة” لكن الجيش لم يؤكد هذا الجدول الزمني.

جاء هذا التحذير من الاجتياح البري لغزة؛ بعد أن اخترق مقاتلو المقاومة الفلسطينية السياج الحدودي العسكري

حول قطاع غزة يوم السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل.

وقالت إليزابيث النقلة، حماة الوزير الأول في اسكتلندا، حمزة يوسف، في مقطع فيديو نشرته،

هناك مليون شخص بلا طعام ولا ماء، وما زالوا يقصفونهم وهم يغادرون. أين سنضعهم؟”.

منظمة الصحة العالمية

وردت إسرائيل بضرب أهداف في غزة بآلاف الذخائر. وأودت الغارات بحياة أكثر من 1530 شخصا،

500 منهم من الأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إن النظام الصحي “على حافة الانهيار”.

وقالت الأمم المتحدة إن عملية النقل الجماعي “المستحيل” ستؤثر على 1.1 مليون أو حوالي نصف سكان  القطاع ، ودعت بشكل عاجل إلى إلغاء الأمر. الفلسطينيين

قال مراسلو وكالة فرانس برس إن “ضربات عنيفة” وقعت صباح الجمعة في شمال قطاع غزة،

بما في ذلك مخيم الشاطئ للاجئين ومدينة غزة، استهدفت في المقام الأول المباني السكنية.

كان كل سكان غزة، يحملون أكياسًا بلاستيكية من متعلقاتهم، وحقائب على أكتافهم وأطفالًا بين أذرعهم،

ينتقلون إلى مناطق أخرى من القطاع المزدحم بحثًا عن الأمان يوم الجمعة. الفلسطينيين

وفر أكثر من 423 ألف شخص بالفعل من منازلهم في الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن أمر الإخلاء هذا يمكن أن يحول “ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي”.

وقطعت إسرائيل إمدادات المياه والغذاء والكهرباء عن فلسطين في حصار شامل تعهدت بأنه لن ينتهي حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن.

فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن أمر الإخلاء الإسرائيلي هو “نقل قسري” ويشكل “جريمة”.

وقامت الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار الإسرائيلية بتسوية بنايات بأكملها بالأرض ودمرت آلاف المباني.

وأبلغت وكالة الأنباء الفرنسية، عن احتجاجات لدعم الفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه،

بالإضافة إلى تهديدات بمزيد من المواجهة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في لبنان المجاور.