إعصار دانيال ليبيا.. 3 أشكال مر بها قبل تحوله إلى «مدمر» (التفاصيل)
بدأ ظهور العاصفة دانيال على الخرائط الجوية منذ 1 سبتمبر 2023، عندما تشكلت على شمال المحيط الأطلسي،
وقد تم تحديدها على أنها عاصفة استوائية من قبل مركز الأعاصير الأمريكي، وكان من المتوقع أن تضرب العاصفة
دانيال الساحل الفرنسي، ولكن مع مرور الأيام اشتدت قوة العاصفة دانيال ليتم تحولها إلى إعصار دانيال بفعل قوتها وتغير مسارها نحو شرق المتوسط
يعتبر إعصار دانيال ظاهرة قليلة الوجود في منطقة المتوسط، إذ تشكل إعصار دانيال عند خط عرض مرتفع،
خلال فترة زمنية لم يشهد فيها شمال الأطلسي إعصارًا لمدة أسابيع.
إعصار دانيال في اليونان
تشكل إعصار دانيال وبدأ خط سيره نحو اليونان وتركيا وبلغاريا نهاية الأسبوع الماضي،
وتسبب في إحداث أضرار جسيمة داخل المنطقة، حيث أسفر عن مقتل أكثر من 26 شخصًا في 3 مناطق.
إعصار دانيال ليبيا
تحرك إعصار دانيال من اليونان وتركيا باتجاه ليبيا مرورًا بالبحر المتوسط
الذي استمد قوته منه بشكل كبير محملًا بالكتل الهوائية والرطوبة، ليصل إعصار دانيال ليبيا ويدمرها.
دمر إعصار دانيال ليبيا خاصة مدينة درنة، وذلك بسبب طبيعة التضاريس في المدينة،
إذ تقع مدينة درنة الليبية في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط،
ويقسمها وادي درنة إلى نصفين، الذي يعتبر من بين أكبر الأودية في ليبيا.
تسبب إعصار دانيال ليبيا في امتلاء وادي درنة بالمياه ليرتفع منسوب المياه هناك بشكل كبير،
مما شكل حملًا كبيرًا على السدين الموجودين على وادي درنة، وبسبب ضغط المياه، انهار السدان،
ليشكلا فيضانا كبيرا نحو مدينة درنة، جرف المدينة بمنازلها وكل ما فيها.
3 أشكال لـ إعصار دانيال
في هذا الصدد، قال الدكتور عبدالمسيح سمعان، الأستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس،
إن هناك فرقًا بين الإعصار والعاصفة، فالإعصار قوته تتخطى 200 كيلو متر في الساعة أما العاصفة فلا تزيد على 90 كيلو مترًا في الساعة.
وأوضح أن إعصار دانيال بدأ في أثينا على هيئة إعصار وبدأ يأخذ شكل الحلقة الحلزونية والالتفاف
حول المركز في شكل عين على البحر المتوسط، ثم دخل دولة ليبيا على هيئة إعصار
وتحول إلى عاصفة وفقد جزءا كبيرا من قوته، وتحرك اتجاه مصر وتحول إلى منخفض جوي متعمق، تسبب في رياح وأمطار فقط.
ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة الليبية بسبب الإعصار “دانيال”
الذي ضرب البلاد يوم الأحد الماضي إلى 5300 شخص، وفق آخر إحصائية صدرت عن وزارة الداخلية.
وقال المسؤول الإعلامي بالوزارة محمد أبو لموشة، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، إن عدد الوفيات
في درنة من جراء الإعصار المدمر تجاوز 5300 قتيل، وهناك آلاف المفقودين من جراء الكارثة.
إعصار دانيال ليبيا
وأكد تواصل عمليات البحث عن المفقودين وإنقاذ العالقين والمتضررين من قبل فرق إنقاذ محلية،
مطالبا بتدخل دولي للمساعدة في جهود الإنقاذ وحماية المتضررين من الفيضانات غير المسبوقة.
وحسب موقع روسيا اليوم، في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، قال المسؤول في الاتحاد الدولي
لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر طارق رمضان: “لا نملك أرقاما نهائية” لعدد القتلى حاليا،
لكنه أوضح أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف، وأن عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص“.
ويوم الأحد، ضرب إعصار متوسطي أطلق عليها اسم “دانيال”، شرق ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر
الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم إعلان حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام.
كما تكدست المستشفيات ومراكز حفظ الموتي، بشكل كامل بحيث لم يعد بإمكانها استقبال أي زيادة.
وقال دكتور نجيب الترهوني الذي كان يعمل في مستشفى قرب درنة “لدي أصدقاء فقدوا أسرهم بالكامل، فقدوا كل أقاربهم”.
بينما أضاف “نحن بحاجة لكل من لديه خبرة باللوجستيات، ويفهم الموقف، كلاب البحث،
يمكنها تقديم الكثير من العون، والكشف عن الناجين تحت الأنقاض، نحن بحاجة فقط للدعم الإنساني”.
كما توضع العديد من جثث الضحايا في الشوارع حتى يتمكن الأقارب من التعرف عليها، قبل دفنهم في مقابر جماعية.
منظمة أطباء بلا حدود، أكدت أنها سترسل فريقا بشكل عاجل إلى درنه، “بهدف تقييم الموقف،
والحاجات الطبية، والمعونات المطلوبة بشكل طارئ، لرعاية الجرحى وأن أكياس حفظ الجثث، سيتم توفيرها للهلال الأحمر الليبي”.