الأخبار

كلمة مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر

كتبت: رحمة طلبة

يتيح لنا اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر هذا العام الفرصة لتجديد التزامنا بالعدالة الاجتماعية.

ويذكرنا موضوع هذا العام، “الوصول إلى كل ضحية للاتجار، وعدم ترك أحد خلف الركب”

بالوعد المركزي للتحول الذي قطعناه عند وضع خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بها.

تأتي هذه الرسائل في وقت عانى فيه العالم من أحداث صعبة على مدى السنوات الماضية،

أولاً مع جائحة كوفيد -19 التي غيّرت خصائص جريمة الاتجار بالبشر، ودفعتها إلى الاتسام

بمزيد من السرّية والذي ربما زاد من المخاطر التي يتعرض لها الضحايا،

تلتها الحرب على أوكرانيا وانعكاساتها الاقتصادية السلبية على جميع الدول.

منظمة العمل الدولية أن توجه خالص شكرها لفخامة الرئيس

حيث أدت كل هذه الأحداث إلى تفاقم الظروف الأليمة التي يعيش فيها أكثر الناس ضعفاً في مجتمعاتنا.

وهذا هو السبب في أهمية زيادة التركيز الآن على حماية الضحايا ومنع جريمة الاتجار بالبشر،

لتجنب وقوع ضحايا جدد في شرك هذه الجريمة اللاإنسانية.

لذا تود منظمة العمل الدولية أن توجه خالص شكرها لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي

لاهتمامه بجعل حماية ضحايا الاتجار بالبشر أولوية في مناسبات متعددة.

وفقًا لتقرير منظمة العمل الدولية، هناك 50 مليون شخص يتعرضون لحالة من حالات العبودية الحديثة

في أي يوم، إما من خلال إجبارهم على العمل ضد إرادتهم أو من خلال إجبارهم على الزواج،

مما يعني واحد من كل 150 شخصًا في العالم. وقد وقع ملايين الأشخاص- النساء والرجال

والفتيات والفتيان – ضحية للعمل الجبري والزواج القسري خلال السنوات الخمس الماضية.

حيث تشير التقديرات العالمية إلى زيادة تبلغ 9.3 مليون في عدد الأشخاص المنخرطين

في العبودية الحديثة في الفترة بين 2016 و2021.

ويشكل الأطفال ربع إجمالي الأشخاص المنخرطين في العبودية الحديثة.

بينما يبلغ عدد النساء والفتيات أكثر من النصف (54 في المائة من أولئك الذين يعيشون في ظل العبودية الحديثة).

وليس من المستغرب أن الأشخاص الأكثر تضررا هم هؤلاء الذين يعيشون في حالات الضعف الأشد-

بما في ذلك الفقراء والمستبعدين اجتماعيا، والعاملين في الاقتصاد غير المنظم،

والعمال المهاجرين غير النظاميين أو غير المحميين، والأشخاص المعرضين للتمييز.

علاوة على ذلك، يبلغ عدد المتواجدين في سياقات العمل الجبري في أي يوم27.6 مليون شخص

عدد المتواجدين في سياقات العمل الجبري

حيث تشكل النساء والفتيات 11.8 مليون من إجمالي المنخرطين في العمل الجبري.

وما يقرب من واحد من كل ثمانية من جميع الذين يعملون في العمل الجبري هم من الأطفال (3.3 مليون).

وهذا يدل على وجود زيادة قدرها 2.7 مليون في عدد الأشخاص الذين ينخرطون في العمل الجبري بين عامي 2016 و2021.

ولا توجد منطقة في العالم بمنأى عن العمل الجبري، فهو مصدر قلق في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء

ويمس فعليًا جميع جوانب الاقتصاد الخاص. علاوة على ذلك خمس من يتعرضون للاستغلال في العمل الجبري هم في أوضاع عبودية الديون.

يتعرض العمال المهاجرون لخطر العمل الجبري أكثر من غيرهم من العمال.

حيث إن انتشار العمل الجبري بين العمال المهاجرين البالغين أعلى ثلاث مرات من انتشار العمال البالغين من غير المهاجرين.

6.3 مليون شخص يتعرضون للاستغلال الجنسي التجاري القسري في أي يوم.

إن مأساة الأطفال الذين يتعرضون للعمل الجبري تتطلب إلحاحاً خاصاً. فأكثر من نصف الأطفال الذين ينخرطون في العمل الجبري يقعون في استغلال جنسي تجاري.

تحتاج الجريمة عبر الوطنية مثل الاتجار بالبشر إلى حل عالمي، ولا يمكن لأي دولة أو منظمة مكافحتها بمفردها.

لهذا السبب تفخر منظمة العمل الدولية، من خلال مشروع مكافحة الاتجار بالبشر في مصر، بشراكتها مع الحكومة المصرية،

وبالأخص اللجنة الوطنية التنسيقة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والمنظمة الدولية للهجرة

ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بشأن منع جريمة الاتجار بالبشر وحماية الضحايا، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وعليه ندعوكم لمساعدتنا في التعرف على ضحايا الاتجار بالبشر وحمايتهم من أجل احترام التزامنا الجماعي

بإنهاء العبودية الحديثة والاتجار بالبشر بحلول عام 2030 وعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب.